السياح بلا مأوى.. فنادق إيطاليا تغلق أبوابها بسبب فواتير الكهرباء
"في عصر حرب الطاقة.. لا أحد بمأمن عن الخسائر"، وهذا ما وصلت إليه اليوم أحد أشهر سلسلة فنادق إيطالية وسط أزمة الطاقة المتصاعدة بأوروبا.
إغلاق فنادق كارولي الإيطالية.. والسبب فواتير الكهرباء
وقد أعلنت سلسلة الفنادق الإيطالية كارولي غلق أبوابها بسبب ارتفاع فواتير الطاقة. ونقلت وكالة بلومبرج للأنباء عن أتيليو كابوتو مدير عام السلسلة التي تمتلك خمسة فنادق في منطقة بوليا جنوب شرق إيطاليا القول إنها ستعلق أنشطتها ولن تقبل أي طلبات حجز جديدة بعد ارتفاع قيمة فاتورة الكهرباء للفنادق إلى 500 ألف يورو شهريًا (490 ألف دولار) مقابل 100 ألف يورو شهريًا في العام الماضي.
وقالت السلسلة إنها ستقبل النزلاء حتى يوم 10 نوفمبر/تشرين الثاني 2022، في حين سيتم تسريح حوالي 300 موظف ضمن برنامج دعم الدخل لهم.
ووفقًا لـ"كابوتو"، فإن سلسلة الفنادق وبسبب ارتفاع الفواتير، فقدت فرصة الحصول حتى على الحد الأدنى من الدخل، وحتى القروض المصرفية لن تنقذ الموقف. كما اشتكى مدير عام سلسلة فنادق "كارولي هوتيلز" من أن السلطات كانت تؤخر الإذن بتركيب الألواح الشمسية التي من شأنها أن تسمح على الأقل بإمداد جزئي للطاقة خارج الشبكة، كما أوردت صحيفة "كورييري ديلا سيرا" الإيطالية.
أربعة من الفنادق الفاخرة التي ستغلق أبوابها، تقع في سالينتو على الساحل الأيوني –أحد أفرع البحر المتوسط- في المنطقة الجنوبية من بوليا، والتي تم افتتاحها في عام 1966.
العمل على أضواء الشموع
فيما أشارت صحيفة "دير شبيجل" الألمانية في سبتمبر/أيلول 2022؛ إلى أن الإيطاليين يعبرون بشكل متزايد عن عدم رضاهم عن الزيادة في أسعار الكهرباء، التي ارتفعت ثلاث مرات. بعض مؤسسات تقديم الطعام، على سبيل المثال، تعلق فواتير الكهرباء على نوافذها وتحاول توفير الكهرباء من خلال العمل على ضوء الشموع.
بينما أفادت وكالة بلومبرج في النصف الأول من شهر سبتمبر/أيلول الماضي، بأن الاتحاد الأوروبي أنتج أكثر من 99 تيراواط/ساعة من الكهرباء من الألواح الشمسية بين مايو وأغسطس، بزيادة 28% عن نفس الفترة من العام الماضي.
ويذكر أن الحكومة الإيطالية أنفقت حوالي 66 مليار يورو لمساعدة المواطنين في مواجهة ارتفاع أسعار الطاقة، ومن المحتمل أن تحتاج لإنفاق المزيد. وتعهدت جورجيا ميلوني زعيمة حزب "إخوة إيطاليا" التي تقود تحالف اليمين المتطرف الفائز في الانتخابات العامة الإيطالية الشهر الماضي، بالتعامل مع أزمة الطاقة باعتبارها أولوية، دون اللجوء إلى زيادة الإنفاق العام.
يأتي ذلك في حين يعتزم حوالي 36% من الشركات الصغيرة والمتوسطة العاملة في مجال السياحة وتجارة التجزئة بإيطاليا رفع أسعار خدماتها بسبب ارتفاع فواتير الطاقة.