تأملت كلام سيدي صاحب الشيخ محمد بن زايد عندما قال لمنتسبي الخدمة الوطنية حين خاطبهم قائلاً: وجودكم هنا هو صِمَام أمان واستقرار لبلادكم.
تأملت كلام سيدي صاحب الشيخ محمد بن زايد عندما قال لمنتسبي الخدمة الوطنية حين خاطبهم قائلاً: وجودكم هنا هو صِمَام أمان واستقرار لبلادكم.
وكحال الكثير منا فقد لمست وشاهدت مدى تأثير هذه الكلمات حين قابلت عدداً من شباب الوطن المنتسبين للخدمة الوطنية، والذين كانوا يحدثونني بكل فخرٍ واعتزاز عن حبهم وتقديرهم للخدمة الوطنية، وحجم الأثر الإيجابي، الذي صهر كثيرا من السلبيات في حياتهم، فقد تعلموا وفهموا كثيرا من الأمور حتى على مستوى حياتهم المدنية كانوا يجهلونها قبل أدائهم للخدمة الوطنية، ناهيك عن الصبر والتحمل واحترام الآخرين، والعلوم العسكرية التي جعلتهم على استعداد لمواجهة الخطر في أي وقت، وكذلك احترام الوقت، الذي لم يكن له قيمة حقيقية وفعلية في حياة الكثير منهم، ولازلت استشعر تلك الفرحة في عين محدثي حين قال لي: سأظل مديناً للخدمة الوطنية ما حييت وشاكراً لها، فقد كنت مقصراً في أداء الصلاة على وقتها، ولكن التزامي بها أثناء فترة الخدمة الوطنية أحدث في داخلي تغيراً وراحةً نفسية لا مثيل لها، جعلتني لا أقطع فرضاً في المسجد، ولك عزيزي القارئ أن تتخيل وتستشعر حجم الفخر والاعتزاز، حين ترى من كان بالأمس لا يهوى سوى اللعب والطرب، ولا يلقي بالاً لما يدور من حوله، ولا يدرك معنى الخطر بمجرد النظر، وكيف تبدل حالهم، وأصبحت تسمع كلامهم عن حب الوطن، والحرص على أمنه واستقراره وضرورة البذل لأجله، وفي أعينهم إحساسهم بإخواننا المرابطين في اليمن، ورغبةٌ عارمة في الالتحاق بهم ومشاركتهم هذا الشرف، والتنافس معهم على نيل الشهادة في سبيل الله وإحقاقاً للحق ونصرةً للمظلوم، وإعادة الشرعية إلى أهلها، ولا تملك سوى أن تقول لهم "بيض الله وجوهكم"، ليأتيك الرد "مهما فعلنا سنبقى مقصرين، وهذا أقل واجب يمكن أن نقدمه لدولتنا الحبيبة" وحينها يشمخ رأسك فخراً واعتزازاً بهم .
الخدمة الوطنية هي الضبط والربط، ضبط النفس والربط على القلب بالروح المعنوية العالية، ضبط والتزام بالقوانين واللوائح وربطٌ بين الحق والعدل، والإيمان والقوة والصدق والشجاعة، والتحية العسكرية طاعةٌ وولاء، بسالةٌ وانتماءٌ، وفيها يولد الحس الأمني ويتربى في ربوع الحياة التي يعيشها المجند ليكون شريكاً في الحفاظ على مقدرات ومكتسبات هذا الوطن .
ولعلني استحضر ما قاله سعادة اللواء ركن طيار الشيخ أحمد بن طحنون آل نهيان رئيس الخدمة الوطنية والاحتياطية لمنتسبي الخدمة حين قال: "الفخر والاعتزاز بأبناء وبنات الإمارات الملبين لنداء الوطن، وحماس المنتسبين للخدمة حصادٌ لاهتمام القيادة الحكيمة، وهذا ما يجعلنا نشاهد الدفعة السابعة تخوض غمار عامها الوطني وقد سبقها 6 دفعات لم تروي لهم سوى مواقف القوة والشجاعة والاختلاف الحقيقي في حياتهم وسلوكياتهم الذي لاحظه الأهل والأصدقاء، فأصبح الأهل أحرص من يكون على أن يلتحق ابنهم بهذا الصرح العظيم، وكلهم ثقة بالله، ثم بالكفاءة العالية للقائمين على برنامج الخدمة الوطنية، وثقةٌ بما رأت أعينهم ولامسته صدورهم من مخرجات إيجابية، تجسدت فيمن التحق وأنهى متطلبات هذه الخدمة العظيمة".
الانتماء للوطن والوفاءُ له والولاء للقيادة هي الغريزة التي تكمن في قلوبنا تجاه الوطن، وهي أساس ونواة العقيدة التكاملية التي تخاطبنا دائماً وأبداً بأن أمن الإمارات خط أحمر لا نقبل المساس به، وحين يكون الولاء بحجم الإمارات فلا شك أن التضحيات ستكون أعظم وأكبر.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة