كان للحراك السياسي الذي مرّ بدولة الإمارات قبل سنوات، الفضل في كشف خبايا نفوس ضعيفة وغير مُخلصة لهذا الوطن، فبرغم أن وراءه عقول مُدبرة و ذات سُلطة إلّا أنه لا يُعطيهم الحق في المساس بأمنِ الدولة مهما كانت الأهداف والمطالب التي ينعقون بها
كان للحراك السياسي الذي مرّ بدولة الإمارات قبل سنوات، الفضل في كشف خبايا نفوس ضعيفة وغير مُخلصة لهذا الوطن، فبرغم أن وراءه عقول مُدبرة و ذات سُلطة إلّا أنه لا يُعطيهم الحق في المساس بأمنِ الدولة مهما كانت الأهداف والمطالب التي ينعقون بها، وبرغم مآربهم السياسية الطامعة للوصول إلى سُلطات أعلى ظهرت على إثرها حدود تفكيرهم ومنهجهم الذي يريدون فرضه على الآخرين، وحتى لا تعلو أصواتهم مُجدّداً في سماء الإمارات، ركزت التحدث عن بداية ما يُفكر به الانسان ليتوصّل إلى فكر مُنحرف يقوده إلى الإطاحة بدستور الدولة والتلاعب به، لهذا وجدت أن أتحدّث بداية عن الفكر الناضج والصائب الذي من المُفترض أن يتحلّى به شبابنا ليكونوا عوناً لقادتنا وسنداً وفيّاً للدولة، فبرغم أن جميع النشاطات السابقة كانت فردية و تبلّورت في إطار شخصي، إلّا أن الحذر لِزاماً يُفرضه علينا واقعنا في ضرورة تطوير الفكر لدى الشباب خاصة طلاب المدارس والجامعات.
فوجود مثل هذه الأفكار التي نتج عنها تفكير رجعي تردّى به حالهم إلى الأسوأ، وبرأيي أن حلّ مشكلة التفكير لدى الشباب يتمثل في إصلاح ما يمكن إصلاحه من خلال رُؤى فكر متطور نادى به الإسلام وانعكس إيجاباً على الفرد وبالتالي المجتمع، وبما أن التفكير المنهجي من مُنطلق الإسلام يُؤمن بأهميته كمنهج ثابت من ثوابت الدين الحنيف، ومثل تلك الأفكار والتيارات المُخالفة للشرع هي التي أودت بالعديد من الدول فيما يُسّمى بالربيع العربي والانتفاضات التي حدثت في أرجاء المعمورة، وما هي إلّا انتقاص من قيمة الانسان الحُرّ، وللأسف تأثّر الخليج بما حدث ودولة الإمارات كانت المُتصّدي الأقوى لهذه الجماعات.
يعلم الجميع أن الإمارات غنية بتاريخها وثقافتها، وليست بحاجة لتيارات فكرية دخيلة تقلب كيان نهجها وتوجهاتها
وكما أسلفت فإن بداية الفكر الناضج يبدأ بتطوير فكر الشباب بإصلاح فكرهم وزرع بذرة الولاء لقادتنا ووطننا في هذا السن، لهذا أُبارك الخطوة التي ساهمت في توعيتهم لمخاطر التيارات الفكرية المُتطرّفة، من خلال اتخاذ القرار بإدراج كتاب السراب للدكتور جمال سند السويدي، والتعرّف من خلاله على أهم هذه التيارات وكيف بدأت وما هي أهدافها و طالبها والحدّ من ظهورها وانتشارها، وهو عبارة عن دراسات دعوية لنشر الوعي بخطورة مثل هذه الأفكار وتثقيف الشباب عن الجماعات المُتطرّفة والتعبير بحرية من خلال مُلخصات يُؤديها الطالب كواجبات منزلية مما أثرت في قيمة وعُمق تفكيره الإيجابي تجاه ما يمكن تقبّله وفهم ما يُحاك في الخفاء ضد الوطن وأمنه.
ولقد أضاف صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي لمسة مستقبلية وأهدافا توعوية في القمّة العالمية للحكومات التي عُقدت مُؤخراً في مدينة الجمال ودانة الخليج (دبي) بأهمية العقول الشبابية بقوله: (نهتم بجوانب كثيرة جداً فيما يتعلّق ببناء الإنسان، ومن أهم الجوانب التي نُركز عليها العقول الشابة الإماراتية).
يعلم الجميع أن الإمارات غنية بتاريخها وثقافتها، وليست بحاجة لتيارات فكرية دخيلة تقلب كيان نهجها وتوجهاتها ، فنحن كُنّا و لا زلنا نُتقن أبجديات الدين وفلسفات الحياة ولا ننتظر من يأتي ليُفقهنّا في ديننا، فمصادر التشريع واضحة وجلية للأعيان وليست فكر مُبهرج يُدس في الخفاء تحت شعار كلمة حق أُريد بها باطل، وليس كل من رفع قلمه باسم الدين وتعالى بصيحاته صُفقّ له، فلدينا الوعي الكافي لنفُرّق بين الأفكار المنسوبة الزائفة والحقيقة، فدولتنا ولله الحمد فكرها يحدوه طموح وليس هدما لمبادئ العقيدة، وأكّد هذه الحقيقة ما قاله سيدي الفريق سُمو الشيخ سيف بن زايد في القمة العالمية للحكومات بأن مرجعنا الرئيسي في الإمارات هو ديننا... إذن علينا إزاحة كل فكر هدّام من طريقنا وأن لا نجعل من ضِعاف النفوس والإيمان الولوج إلى أذهان الشباب، خاصة وأنهم يستغّلون مواقع التواصل لسهولة الوصول إليه، فبدلاً من الخطابات في الوسائل الكتابية قاموا بالاتجاه إلى المرئيات بما فيها برنامج (السناب شات) لزرع بذور الفكر المُنحرف لدى الشباب، فالحذر ثم الحذر من هذه الفئة الضّالة والمُضلة .
كُنّا ولا زلنا نُتقن أبجديات الدين و فلسفات الحياة ولا ننتظر من يأتي ليُفقهنّا في ديننا
ولو أمعنّا النظر في آخر إحصائيات مُؤشر الفساد سنجد أن دولة الإمارات العربية المتحدة الأولى عربياً وفي المرتبة ( 24 ) عالمياً في محاربة الفساد، و هذا أكبر دليل على أن الخطوات التي اتخذتها الحكومة ضد هذه الأفكار والتيارات المُنحرفة بمثابة صمام الأمان لتطويق البلاد والشعب من عقول تسعى للفساد والفوضى مُراعين _قادتنا_ ما هو جدير بالاهتمام للمواطن الإماراتي، وضرورة كل مواطن احترام الدستور بحذافيره، ولا داعي للتشدّق بأنه يحتاج إلى تعديل وتغيير، فهذا ليس بحق إنّما أرضية رخوة للوصول لمُبتغاهم و تضليل الحقائق بأن هدفهم الإصلاح والحقيقة أنه هدم وتضليل .
وسدّاً للذرائع تم في ذلك الوقت إغلاق العديد من الجمعيات ذات الصلة بالتنظيمات وشلّ جميع الحركات المُناهضة لها حرصاً على أمن الوطن الذي يأتي في المقام الأول من خيانات وأفكار مدسوسة، إذ لا يُمكننا تجاهل عواقب تبعات أفكار زائفة ومُنحرفة المنطق و العقل، فلابدّ من تشديد الصراع العنيف لمثل هذه التيارات الفكرية المُتطرّفة التي غزتنا و تكاد تُودي بشبابنا .
و يُعدّ هذا القرار بارقة أمل في السيطرة على من يحاولون نتهاج نهج هؤلاء، فعند صعود ورواج أفكارهم لدى العامة سُيدرك شبابنا خطورة ما يسعون إليه وسيتصّدون لهم ويقطعون كل طريق يريدون فيه الوصول إليه لتدمير أمن الوطن .
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة