مسبار الأمل و"تيانوين 1" و"مارس 2020".. 3 رحلات للمريخ بمهمات مختلفة
يصل "مسبار الأمل" إلى مدار المريخ يوم 9 فبراير/شباط ليصبح أول مهمة تصل للكوكب الأحمر في عام 2021، بهدف جمع المزيد من المعلومات عنه.
وإلى جانب المسبار الإماراتي، أطلقت وكالة الفضاء الأمريكية (ناسا) المركبة "مارس 2020"، والصين المهمة " تيانوين 1"، وجميعها انطلقت من الأرض خلال شهر يوليو/تموز 2020، مستغلة محاذاة المريخ للأرض على نفس الجانب من الشمس خلال تلك الفترة، ما يجعل الرحلة إلى الكوكب الأحمر أكثر كفاءة.
بينما يستهدف مسبار الأمل الوصول إلى مدار المريخ، تسعى "مارس 2020" و"تيانوين 1" إلى الهبوط على سطح الكوكب.
"العين الإخبارية" تستعرض مهمة كل مسبار يصل إلى كوكب المريخ خلال فبراير/ شباط الجاري، طبقا لما أعلنته الجهات المسؤولة عن المركبات الفضائية.
مسبار الأمل
أعلنت وكالة الفضاء الإماراتية وصول "مسبار الأمل" إلى مدار المريخ يوم 9 فبراير/ شباط، وحال نجاح وصوله تصبح الإمارات خامس دولة في التاريخ تصل إلى الكوكب الأحمر.
المسبار الإماراتي الذي يصل إلى المريخ أولا، من المفترض أن يتباطأ من 75000 ميل في الساعة إلى 11200 فقط، ليجذبه مدار الكوكب ويبدأ في الانتقال إلى المرحلة العلمية من المهمة.
ومن المتوقع أن ينشئ المسبار إلى جانب أدواته العلمية الثلاثة، أول صورة كاملة لغلاف المريخ، وستجمع الأدوات نقاط بيانات مختلفة عن الغلاف الجوي لقياس التغيرات الموسمية واليومية أيضًا.
ووفقًا لموقع بعثة المريخ الإماراتي التابع لوكالة الفضاء الإماراتية، فإن المسبار مجهز أيضًا لالتقاط صور عالية الدقة للكوكب الأحمر.
مهمة المسبار إرسال معلومات قيّمة عن كوكب المريخ وصورة متكاملة عن الغلاف الجوي للكوكب الأحمر لتعميق فهم البشرية حول مصادر المياه على الكوكب، والسبل الممكنة للعيش عليه.
وقالت شبكة "سي إن إن" الأمريكية، في تقرير نشرته، إن المعلومات التي ينقلها المسبار ستزود العلماء بفكرة عن ديناميكيات المناخ والطقس في طبقات مختلفة من الغلاف الجوي للمريخ، وعلى كل من النطاقات الزمنية اليومية والموسمية.
ومن المتوقع أن تسهم تلك المعلومات في إلقاء الضوء على كيفية انتقال الطاقة والجسيمات، مثل الأكسجين والهيدروجين، عبر الغلاف الجوي وكيف تهرب من المريخ.
الأهم من ذلك أن المعلومات التي سيحصل عليها العلماء بعد وصول المسبار إلى مدار المريخ ستساعد على فهم التحولات التي تجري على كوكب الأرض، وذلك لوجود أوجه تشابه كثيرة بين الكوكبين.
ورغم ما عرفته البعثات السابقة عن فقدان الغلاف الجوي لكوكب المريخ، فإن خبراء الفلك في انتظار ما سيكشفه مسبار الأمل، إذ إن البشر بحاجة إلى بذل المزيد من الجهد لتحديد أسباب خسارة "الكوكب الأحمر" لغلافه الجوي بمرور الوقت.
تيانوين 1
تجري المركبة الفضائية الصينية مناورة الدخول إلى مدار كوكب المريخ يوم 10 فبراير/ شباط بعد أن قطعت مسافة 292 مليون ميل (470 مليون كيلومتر) من الأرض.
وإذا كان "مسبار الأمل" سيبقى في المدار ويحلل الغلاف الجوي للمريخ، فإن "Tianwen-1" سيحاول شيئًا لم تحققه سوى دولتين أخريين: الهبوط على سطح المريخ غير الودود.
يعد وصول "تيانوين 1" غامضا إلى حد ما، إذ لا تكشف وكالة الفضاء الصينية عادة عن الكثير من المعلومات حول أنشطتها، حتى بالنسبة لمهمة من المحتمل أن تصنع التاريخ مثل هذه.
لكن وفقًا لورقة نشرها فريق المركبة في مجلة "علم الفلك الطبيعي" Nature Astronomy، فإن للمركبة المدارية قائمة طويلة من الأهداف العلمية.
ستدور حول الكوكب في مدار قطبي لرسم خريطة مورفولوجيا وجيولوجيا المريخ أثناء استخدام أداة رادار استكشاف تحت سطح المريخ. أيضا تدور حوله لقياس خصائص التربة وتوزيع الجليد المائي، كما ستجمع بيانات عن الأيونوسفير والمجالات الكهرومغناطيسية والجاذبية حول الكوكب.
بعد 3 أشهر من الوصول للكوكب، بالتحديد في مايو/ أيار 2021، سينفصل المسبار عن المركبة المدارية مع وجود العربة الجوالة بالداخل وستنزل إلى "يوتوبيا بلانيتيا"، التي يقول الباحثون إنها موقع هبوط آمن نسبيًا ولكنه مهم علميًا.
بعد الهبوط، سيُفتح المسبار منحدرًا حتى تنطلق المركبة الجوالة وتبدأ مغامراتها على الكوكب الأحمر، لاستكشاف خصائص التربة السطحية وتوزيع الماء والجليد من خلال رادار استكشاف تحت السطح. كما سيحلل تكوين المواد السطحية وخصائص مناخ وبيئة المريخ على السطح.
مارس 2020
المركبة الفضائية التابعة لوكالة "ناسا" تصل يوم 18 فبراير/ شباط إلى مدار كوكب المريخ، وهي الوحيدة من بين المهمات الثلاثة التي ستهبط على سطح "الكوكب الأحمر".
ووفقا لموقع "علوم سي نت" CNET SCIENCE، فإنه "رغم أن أن ناسا حصلت على سجل حافل من الهبوط على الكوكب الأحمر في العقود القليلة الماضية، فلا توجد ضمانات للنجاح لأن المريخ صعب".
وقال ألان تشين، قائد الهندسة في مرحلة الدخول والنزول والهبوط للمهمة، خلال مؤتمر صحفي لوكالة ناسا يوم 27 يناير/ كانون الثاني: "النجاح غير مضمون أبدًا، خاصة عندما نحاول الهبوط الأكبر والأثقل عبر أكثر المركبات الجوالة تعقيدًا لدينا على الإطلاق".
تتوقع وكالة الفضاء الحصول على أفضل لقطات للهبوط على الإطلاق، مع مجموعة من الكاميرات وميكروفون جاهز لالتقاط الدخول والنزول والهبوط.
إنها المرة الأولى التي سنتمكن فيها من الاستماع إلى أصوات هبوط المريخ، ما يوفر تجربة حسية جديدة تمامًا لمحبي كوكب المريخ المتحمسين.
مركبة "ناسا" التي تزن نحو طن واحد تعد أكبر وأكثر تفصيلاً من العربة الجوالة الصينية، لكن كليهما سوف يجوبان المريخ بحثًا عن علامات الحياة المجهرية القديمة.
وتعد "المريخ 2020"، التي تبلغ تكلفتها 3 مليارات دولار، المحطة الأولى في جهد أمريكي-أوروبي لجلب عينات من المريخ إلى الأرض في العقد المقبل.
المنحدرات الشديدة والحفر العميقة وحقول الصخور يمكن أن تشل أو تقضي على "مارس 2020"، لذا بحثت ناسا عن تضاريس مسطحة ومملة تهبط عليها.
وتعد هذه المهمة أسرع من سابقاتها التي وصلت المريخ، وستقود المركبة ذات العجلات الست عبر جزيرة "جيزيرو" لتجمع عينات أساسية من الصخور والحصى الأكثر إغراءً. ومن المقرر أن تضع العينات جانبًا لاستعادتها بواسطة عربة جلب تُطلق في عام 2026.
بموجب خطة مفصلة لا تزال قيد الإعداد من قبل وكالة ناسا ووكالة الفضاء الأوروبية، يصل الكنز الجيولوجي على الأرض في أوائل عام 2030، ويقول العلماء إنها الطريقة الوحيدة للتأكد مما إذا كانت الحياة قد ازدهرت على كوكب المريخ المائي الرطب قبل 3 مليارات إلى 4 مليارات سنة.
aXA6IDMuMTQ2LjE1Mi4xNDcg جزيرة ام اند امز