أفلام الرعب باكورة تعاون كبرى شركات الترفيه بالشرق الأوسط
أفلام الرعب تحظى بحضور جماهيري كبير على مستوى العالم وتحقق ثباتاً في المراكز المتقدمة لإيرادات شباك التذاكر.
بدا لافتاً أن تكون أفلام الرعب باكورة إنتاجات الشراكة التي جمعت بين "إيمج نيشن أبوظبي" ومجموعة "ماجد الفطيم" و"MBC Studios" لإنتاج مشاريع سينمائية وتلفزيونية ضخمة في الشرق الأوسط.
وبحسب البيان المشترك الصادر عنها، فقد شرعت الشركات الثلاث في إنتاج أول مشاريعها المشتركة بعنوان "ثلاثة للأبد"، وهو "عمل سينمائي درامي يروي قصة عائلة مصاصي الدماء" تقوم بتنفيذه شركة "فيلم كلينك" التي تعكف الآن على التحضير لإنتاج فيلم ثانٍ بعنوان "حوجن" عن رواية للسعودي إبراهيم عباس تحمل الاسم ذاته، وتتناول "حكاية جنّي ورع يخاف الله يرتبط بعلاقة خاصة مع طالبة متفوقة في كلية الطب".
ولكن لماذا اختار الشركاء الثلاثة أفلام الرعب باكورة لتعاونهم المشترك؟
لا يمكن الجزم بأسباب هذا الخيار الإنتاجي، لا سيما أن بيان الإعلان عن الشراكة لم يذكر صراحة سبب اختيار فيلم "ثلاثة للأبد" كباكورة إنتاجاتها، ولكن القاعدة الإنتاجية العامة تقول: "فتش عن الجمهور"، وتعد إيرادات شباك التذاكر واحدة من وسائل تحديد الطابع الكمي للأفلام التي يشاهدها الجمهور.
مبدئياً يشير الشركاء صراحة إلى أنهم يستهدفون بشراكتهم الجمهور العالمي انطلاقاً من مشاهدي الأفلام في الشرق الأوسط وبالتوازي معهم، فيرى بن روس رئيس قسم المحتوى في إيمج نيشن أن هذه الشراكة تمثل "خطوة كبرى نحو تحقيق رؤية إيمج نيشن المتمثلة بإنشاء صناعة محتوى حيوية في الشرق الأوسط تستجيب لرغبات الجمهور المحلي وتجذب اهتمام الجمهور العالمي أيضا"، فيما يقول بيتر سميث، المدير العام التنفيذي لـ"MBC Studios"، إن الهدف المنشود هو "إنتاج محتوى نوعي يتمتع بمستوى عالٍ يجعله قادراً على الوصول إلى الجمهور العالمي بموازاة الجمهور في المنطقة".
الاستجابة لرغبات الجمهور العالمي، بمن فيهم جمهور الشرق الأوسط، يفترض نظرياً التوجه نحو إنتاج أفلام الأبطال الخارقين وأفلام الحركة التي تحتل اليوم صدارة إيرادات السينما في أمريكا والعالم، لكن التكاليف الإنتاجية الضخمة لهذه المشاريع ومتطلباتها الفنية، يبدو أنها جعلت الخيارات الإنتاجية تذهب نحو أفلام الرعب، التي تحظى بحضور جماهيري كبير على مستوى العالم وتحقق ثباتاً في المراكز المتقدمة لإيرادات شباك التذاكر خلال السنوات الأخيرة، بالإضافة إلى أنها نمط فيلمي لم يحظ بحقه في دائرة الإنتاج السينمائي العربي.
وتشجع الميزانيات المنخفضة نسبياً المرصودة لإنتاج أفلام الرعب في العالم وهوامش الربح الكبيرة التي حققتها الكثير من التجارب على أن يكون باكورة إنتاج التحالف الفني الجديد فيلم رعب، فعلى سبيل المثال، أُنتج فيلم جواردن بيل "Get Out" في عام 2017 بميزانية لم تتجاوز 4.5 مليون دولار فقط، وحقق إيرادات تجاوزت 255 مليون دولار، أي هامش أرباح وصلت إلى ما يعادل 56 ضعف ميزانية الإنتاج، في حين حقق فيلمه الأخير "us" حتى الآن على المستوى العالمي ما مجموعه 251 مليون دولار، ولم تتعد ميزانية إنتاجه 20 مليون دولار فقط.
بالنسبة لأفلام عربية تتجه نحو جمهور عالمي، تبدو المهمة أسهل تسويقياً مع أفلام الرعب أيضاً، فهذا النمط الفيلمي يعد الأسهل في اجتذاب هذا الجمهور، إذ لا يحتاج لأسماء تمثيلية وإخراجية معروفة، ويستطيع، في الغالب، أن يوثق العلاقة مع جمهوره اعتماداً على المضمون الغرائبي المشوق، الذي بلا شك ينطوي على جاذبية خاصة مع قدومه من الشرق، حيث البلاد التي عرفوا سحرها في حكايات ألف ليلة وليلة.
بالتأكيد لن تقتصر مشاريع الشركات الثلاث على إنتاج أفلام الرعب، لكن اختيار الشركاء الانطلاق منها يعبر عن فهم واعٍ لآلية الإنتاج وواقعيته في المنافسة العالمية مع تحقيق معادلة الخصوصية المحلية، وذلك من خلال إنتاج حكايات محلية، بثيمات تجذب الجمهور الغربي. وتحقق الشروط التقنية العالية التي بلغتها صناعة الترفيه في العالم، لا سيما أن كلام الشركاء يتحدث عن إطلاق استوديو إنتاجي ضخم ومتكامل يجمع تحت سقفه جميع مقومات وعناصر العملية الإنتاجية بمواصفات ترقى إلى العالمية وتغطي جميع جوانب قطاع الصناعة السينمائية.
aXA6IDE4LjIyMi41Ni43MSA= جزيرة ام اند امز