المساعدات الأمريكية.. ضربة للجمهوريين وتعزيز للديمقراطيين بـ«النواب»
بعد أشهر من التعطيل، جاء إقرار «النواب» الأمريكي لحزمة المساعدات لأوكرانيا وإسرائيل وتايوان، لتعزز فكرة الائتلاف الحاكم داخل المجلس.
فالتصويت الذي جرى قبل يومين لتخصيص مساعدات بقيمة 60 مليار دولار لأوكرانيا، أيده كل النواب الديمقراطيين فيما عارضه 112 نائبا جمهوريا.
ورغم تمتعهم بالأغلبية، لم يتمكن الجمهوريون في المجلس من التوحد حول مشروعات القوانين التي يجب إقرارها، وبالتالي اعتمدوا أكثر من مرة على الديمقراطيين لدفع مشروعات القوانين، بحسب صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية.
وأرجعت الصحيفة الأمريكية، استمرار تماسك التحالف بين الحزبين إلى الرغبة في تجنب إغلاق الحكومة، وفي حالة تصويت أوكرانيا وقانون مراقبة الاستخبارات الأجنبية، كان السر هو التزام الحزبين بأولويات الأمن القومي التقليدية.
وتعليقا على التصويت الأخير، أشاد زعيم الأقلية الديمقراطية في مجلس النواب حكيم جيفريز بالائتلاف بين الحزبين، قائلا إن الديمقراطيين في مجلس النواب والرئيس جو بايدن ارتقوا إلى مستوى الحدث وكذلك المحافظون التقليديون بقيادة رئيس مجلس النواب مايك جونسون.
كان الجمهوريون لديهم طموحات كبيرة للسيطرة على الإدارة الأمريكية بعد حصولهم على الأغلبية في انتخابات التجديد النصفي عام 2022، لكن الحقيقة هي أنهم لم يحصلوا إلا على أغلبية ضئيلة بخمسة أصوات (تقلصت إلى مقعد واحد مع حالات التقاعد والخسائر الخاصة في الانتخابات) في حين يسيطر الديمقراطيون على مجلس الشيوخ والبيت الأبيض.
إلا أن بعض الجمهوريين من اليمين المتشدد في مجلس النواب حاولوا تجاهل هذه الحقيقة فكسروا القواعد الإجرائية، وأطاحوا للمرة الأولى في التاريخ برئيس المجلس السابق كيفين مكارثي ويهددون الرئيس الحالي بالمصير نفسه بسبب طرحه لقانون مساعدات أوكرانيا للتصويت.
واعتبرت النائبة الجمهوري مارجوري تايلور جرين التي تقود الجهود لإقالة جونسون أن التصويت «خيانة لأمريكا».
وخلال المجلس السابق كان لدى رئيسته الديمقراطية نانسي بيلوسي ائتلاف ضيق مماثل نجحت من خلاله في إقرار مشاريع قوانين رئيسية. ورغم التغييرات إلا أنها أبقت على كتلة حزبها موحدة، الأمر الذي ربما كان أسهل لأن مجلس الشيوخ والبيت الأبيض كانا في أيدي الديمقراطيين أيضًا.
ويشبه الائتلاف الحاكم بين الحزبين في مجلس النواب في بعض النواحي «الائتلاف المحافظ» من الجمهوريين والديمقراطيين الجنوبيين الذين مارسوا نفوذهم في الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي، وفقًا لروبرت إكس براوننج الأستاذ في جامعة بوردو.
وعرقل هذا التحالف الكثير من أجندة الرئيس الراحل جون كينيدي، مما أجبره على تقديم تنازلات لتمرير التشريعات رغم تمتع الديمقراطيين بأغلبية اسمية ضخمة، بلغت 264 نائبا و64 مقعدا في مجلس الشيوخ.
وبعد وفاة كينيدي، تمكن الرئيس ليندون جونسون من التغلب على التحالف في معظم الأوقات، بمساعدة الأغلبية الأكبر التي فاز بها الديمقراطيون في كلا المجلسين في انتخابات عام 1964.
aXA6IDEzLjU4LjI4LjE5NiA= جزيرة ام اند امز