"يافع".. القوات الجنوبية تتصدى لأعنف هجوم للحوثي والقاعدة
استهدف الشريان الواصل بين عدن وصنعاء
تضحيات جديدة تقدمها القوات الجنوبية المسلحة في اليمن، وذلك بعد خوضها معارك هي الأعنف ضد الحوثي والقاعدة على جبهة الحد يافع بمحافظة لحج.
وشن الحوثيون المدعومون إيرانيا أوسع هجوم عسكري ليلي على قرى سكنية ومواقع عسكرية في مديرية الحد يافع في لحج (جنوب)، وذلك عبر شريان حيوي يصل إلى محافظة البيضاء (قلب اليمن) ويربط بين صنعاء وعدن.
وتستهدف مليشيات الحوثي الإرهابية استعراض عضلات قواتها عبر تحقيق اختراق من هذا الشريان، الذي يربط بين صنعاء وعدن، وتمر منه يوميا آلاف الناقلات والمؤن الغذائية للشعب اليمني في المحافظات غير المحررة.
وقالت مصادر عسكرية لـ"العين الإخبارية" إن مليشيات الحوثي دفعت بدوريات وآليات وعشرات الجنود بينهم عناصر متطرفة من القاعدة وداعش إلى مديرية الزاهر في البيضاء وعلى تخوم جبهة "الحد" يافع لحج.
وذكرت المصادر أن مليشيات الحوثي شنت، في وقت مبكر اليوم الجمعة، أكبر هجماتها تحت غطاء ناري مكثف وبإسناد عربات "PMP" والمدافع الثقيلة والطائرات بدون طيار من أجل تحقيق اختراق ميداني.
وأكدت المصادر أن القوات الجنوبية نجحت في التصدي للهجوم الحوثي بمساندة القاعدة وداعش، ما أسفر عن تكبد التنظيمات الإرهابية خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد ووقوع عدد من الأسرى، فيما قدمت القوات الجنوبية 4 قتلى من جنودها البواسل.
تعطيل الحياة واستعراض القوة
المسؤول العسكري في جبهة الحد يافع العميد ناصر الشوحطي قال، لـ"العين الإخبارية"، إن هجوم مليشيات الحوثي "عطل مصالح الناس، وأغلق المحال التجارية، ومنع الطلاب من الذهاب للمدارس بسبب القصف العشوائي بالهاونات والطيران المسير".
ولم يستغرب قائد اللواء الرابع دعم وإسناد العميد ناصر الشوحطي من توحش مليشيات الحوثي في الشريط الحدودي في مديرية الحد يافع، حيث ترابط القوات المسلحة على حدود محافظة البيضاء.
وأشار إلى أن الحوثي "اعتاد على العدوانية والوحشية والإجرام، فقد عاث في الأرض فسادا، وتجاوزت جرائمه الخطوط الحمراء لا سيما تعمد استهداف المواطنين المسالمين الذي طالت الاعتداءات ممتلكاتهم الخاصة".
وكشف المسؤول العسكري أن مليشيات الحوثي حشدت مليشياتها بشكل كبير باتجاه مديرية الحد يافع، ضمن تصعيد عسكري مستمر له عدة أسباب، منها استعراض عضلات القوة انطلاقا من محافظة البيضاء.
وأكد الشوحطي أهمية تحرير البيضاء من قبضة مليشيات الحوثي لتأمين جنوب اليمن، كون مليشيات الحوثي تستغل موقعها الاستراتيجي الذي يربط 8 محافظات شمالا وجنوبا لإبقاء هيمنتها شمالا.
تعاون مع الإرهاب
وتكتسب البيضاء أهمية لا تقل عن صنعاء ومعقل مليشيات الحوثي الأم صعدة بنظر كبار قياداتها الإرهابية، والتي سعت في تشييقد شبكة نفوذ وعلاقات واسعة مع التنظيمات الإرهابية في هذه المحافظة.
ويرى المسؤول العسكري الشوحطي أنه "لا فرق بين مليشيات الحوثي وتنظيمي القاعدة وداعش وغيرها من التنظيمات الإرهابية التي تفرخ الإرهابيين والمتطرفين الذين ينشرون الموت في كل مكان".
وقال إن "مصادر ميدانية موثقة أفادتنا بوجود عناصر إرهابية بالفعل تقاتل في صفوف مليشيات الحوثي وهم القاعدة وداعش".
كما أن "هناك أدلة كثيرة على العلاقة الوثيقة بين مليشيات الحوثي والجماعات الإرهابية الأخرى بشقيه القاعدة وداعش، وهو لم نر يوما تفجيرات أو هجمات انتحارية أو أي أعمال إرهابية تستهدف مليشيات الحوثي أو في مناطق سيطرتها، وإنما تتركز على المناطق المحررة".
ووفقا للشوحطي فإن ذلك دليل دامغ على أن هذه الجماعات الإرهابية تربطها علاقات وأهداف مشتركة ووثيقة وتعاون إجرامي وإرهابي كبير، فيما أصبح الدور المزعزع للحوثيين يتجاوز اليمن إلى دور الجوار.
يهدد بقطع أهم شريان
من جهته، قال متحدث القوات الجنوبية المقدم محمد النقيب، في بيان، إن القوات خاضت معارك ضارية طول الشريط الحدودي بجبهة يافع عقب تكرار مليشيات الحوثي الإرهابية أعمالها العدوانية.
وأكد أن هجمات الحوثي قوبلت برد فوري وحازم من قبل القوات الجنوبية، ما ألحق بها خسائر كبيرة في صفوفها.
وأشار إلى أن خسائر الحوثيين اليوم الجمعة قدمت دليلا قاطعا على قدرة واقتدار القوات الجنوبية في التعامل الحازم مع أي عمل عدائي تُقدم عليه المليشيات في أي ظرف وأيا كان حجمه وتحشيداته وكثافة نيرانه.
بدوره، قال رئيس المركز الإعلامي لقوات العمالقة الجنوبية أصيل السقلدي إن "مليشيات الحوثي تواصل هجماتها المتعثرة على جبهة الحد يافع، لسبب إنها المنطقة الوحيدة التي يمر منها شحنات المواد الغذائية والبضائع إلى مناطق سيطرته".
وأضاف، في تغريدة على حسابه في "تويتر"، إن "مليشيات الحوثي كشفت عن ضعفها عندما رأت أن الشريان الحيوي والطريق ثغرة ليتقدم منها، وهذا مستحيل وسيتحمل مسؤولية أي قطع يحدث للطريق التجاري الوحيد التي تركها الأبطال مفتوحة بشجاعة".
وتعد "يافع" موطن "ناطحات السحاب الحجرية الفريدة في العالم"، وتشتهر بفن العمارة والبنايات التي تتناسق مع الجبال الوعرة، لكنها باتت مؤخرا للمرة الأولى منذ أعوام عرضة لهجمات مليشيات الحوثي والقاعدة في انتهاك صارخ لمبدأ التمييز وحماية المدنيين خلال الحرب.