معقل الحوثي أكبر بؤرة.. حملة يمنية طارئة ضد شلل الأطفال
بدأت الحكومة المعترف بها دوليا في اليمن، السبت، حملةً طارئة لاستئصال مرض شلل الأطفال.
جاء ذاك عقب عودة المرض مجددًا إلى اليمن للمرة الأولى منذ 17 عاما.
وأدى منع مليشيات الحوثي الإرهابية دخول اللقاحات لشلل الأطفال إلى معقلها بمحافظة صعدة شمال البلاد، إلى تحولها إلى أكبر بؤرة لتفشي المرض، ما دفع الحكومة اليمنية لاستنفار شراكاتها مع المنظمات الدولية المعنية، تجنبًا لانتشاره في بقية المحافظات، وأطلقت حملة طارئة في 12 محافظة من المحافظات المحررة.
التدشين الرسمي الذي تم، السبت، في العاصمة المؤقتة عدن، تم بحضور وزير الصحة اليمني الدكتور قاسم بحيبح، ومحافظ محافظة عدن، أحمد لملس، وقيادات منظمة الصحة العالمية، ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف".
وخلال التدشين، قال وزير الصحة اليمني إن هذه الحملة تأتي نتيجة عودة شلل الأطفال مرة أخرى إلى اليمن، بعد أن كان خاليا منه، مشيرًا إلى ممارسات مليشيات الحوثي التي تسببت بعودة المرض مجددا، نتيجة منع وصول اللقاحات إلى محافظة صعدة.
وأكد وزير الصحة، في حديث لوسائل الإعلام، أن اليمن دشن اليوم الجولة الأولى من الحملة الطارئة، كما تبدأ مرحلة جديدة لمواجهة مرض شلل الأطفال، من خلال تنفيذ ثلاث جولات قادمة في إطار حملة التطعيم هذه، وفق خطة أعدتها الوزارة، داعيًا الآباء للدفع بأبنائهم لأخذ اللقاح كون المرض يمثل خطرًا يتربص بأطفالهم، لكن من خلال هذه الحملات واستمراريتها قد يتم القضاء على المرض نهائيًا.
وتهدف الحملة التي تستمر من 19 إلى 24 فبراير/شباط الجاري، إلى تطعيم نحو 2 مليون و456 ألف طفل دون سن العاشرة، في 12 محافظة من المحافظات المحررة، بواقع 119 مديرية.
كما يُنفذ الجولة الأولى من الحملة أكثر من 12 ألف كادر صحي، منضوين تحت فرق التطعيم الميدانية، التي من المقرر أن تزور المنازل ورياض الأطفال والمدارس الحكومية والخاصة، بحسب وكيل وزارة الصحة، الدكتور علي الوليدي.
الوليدي أضاف لـ"العين الإخبارية" أن الكوادر الصحية والفرق الميدانية المنفذة للحملة تلقت تدريبًا وتأهيلًا مناسبًا في كل محافظة من المحافظات التي ستشهد تدشين الحملة من قبل محافظيها ومديري المكاتب الصحية فيها.
وشكر الوليدي الشركاء الدوليين الذين ساعدوا اليمن في هذه الظروف الاستثنائية، وقدموا لبلادنا العون؛ بهدف استئصال شلل الأطفال، وعلى رأسهم منظمة الصحة العالمية، ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف"، وحلف البوليو.
ولفت الوليدي إلى تعاون الوزارات في التنسيق والتهيئة للحملة، مثل وزارات التربية والتعليم، الإعلام، الأوقاف، الإدارة المحلية، والقطاعات الأخرى.
وكانت منظمة الصحة العالمية أعلنت في عام 2005 خلو اليمن من مرض شلل الأطفال، إلا أن رفض مليشيات الحوثي تنفيذ حملات التطعيم والتحصين الروتينية في مناطق سيطرتها أدى إلى عودة المرض وأوبئة أخرى إلى اليمن، الأمر الذي جعل من محافظة صعدة، المعقل الرئيسي لمليشيات الحوثي الإرهابية، بؤرة ضخمة لانتشار مرض شلل الأطفال، من خلال رصد المئات من الحالات المصابة، حسب إحصائيات رسمية.
كما رفضت مليشيات الحوثي لقاحات كورونا، التي أرسلتها منظمة الصحة العالمية عبر الحكومة اليمنية، أواخر 2020 لحماية الطواقم الطبية والكوادر الصحية في مناطق سيطرة المليشيات.
aXA6IDEzLjU4LjE2MS4xMTUg جزيرة ام اند امز