اليوم الدولي للرياضة من أجل التنمية والسلام.. فرصة لبث الاستدامة في الملاعب

تحظى الرياضة باهتمام واسع حول العالم كونها من أوائل الأنشطة التي مارسها الإنسان قبل آلاف السنين، وهو ما دفع الأمم المتحدة لتخصيص يوم دولي لها، يوافق 6 أبريل/نيسان من كل عام؛ تقديرًا لقوة الرياضة في إحداث التغيرات الإيجابية لصالح المجتمعات.
ويهدف اليوم الدولي للرياضة من أجل التنمية والسلام للعام 2025 إلى التركيز على موضوع "الإدماج الاجتماعي"، والذي يركز على الفئات المهمشة.
وعلى الرغم من أنّ الرياضة من أكثر الممارسات تأثيرًا حول العالم إلا أنها تبرز من ضمن القطاعات التي تُصدر كميات هائلة من انبعاثات الغازات الدفيئة، وتحتاج إلى خفض انبعاثاتها لتحقيق الأهداف العالمية التي أقرتها الأطراف في "اتفاق باريس"، والتي تتضمن عدم تجاوز متوسط درجات الحرارة 1.5 درجة مئوية بحلول العام 2030، والوصول إلى صافي الصفر بحلول 2050.
لكن كيف يمكن جعلها أكثر استدامة؟
هناك الكثير من الاعتبارات التي تساهم في جعل الرياضة أكثر استدامة، منها:
1- الطاقة المتجددة
تستهلك الملاعب والمنشآت الرياضية الطاقة من أجل الكهرباء والخدمات الأخرى، وفي أغلب الأحيان، تكون تلك الطاقة من مصادر غير متجددة، ما يتسبب في إطلاق انبعاثات للغازات الدفيئة، ما يُضر المناخ من جهة، ومن جهة أخرى يلوث الهواء. لذلك، يكون خيار الانتقال لمصادر الطاقة المتجددة، مثل الألواح الشمسية وتوربينات الرياح، بداية نحو ملاعب أكثر استدامة.
2- الاقتصاد في المياه
تُوظف المياه بشكل كبير في الملاعب لري النباتات، وفي عالم يسعى لمحاربة أزمة ندرة المياه؛ فإنّ الاقتصاد في المياه وري النباتات بأنظمة الري الفعالة من شأنه أن يحافظ على المياه من الإهدار.
3- إعادة تدوير النفايات
عادةً في الأحداث الرياضية الكبرى خاصة، يميل المشجعون إلى اصطحاب كميات كبيرة من الطعام والشراب والتسالي في أثناء متابعة المباريات، ما يترك الملعب بعد المباراة في حالة من الفوضى؛ بسبب بقايا النفايات. وللتغلب على ذلك، يمكن تعزيز إعادة تدوير النفايات، ما يقلل منها.
4- التوعية البيئية
باعتبارها أحد أبرز الممارسات التي يتابعها البشر بحماس؛ فإنّ توظيف الرياضة في نشر التوعية بالقضايا البيئية والمناخية من شأنه أن يعزز انتشارها.
في العمل المناخي
اهتم مؤتمر الأطراف المعني بتغير المناخ في دورته التاسعة والعشرين (COP29)، والذي انعقد في باكو عاصمة دولة أذربيجان المستضيفة للمؤتمر، بقطاع الرياضة؛ إذ برزت العديد من الفعاليات التي توضح كيفية تأثر قطاع الرياضة وتأثيره على المناخ، وكان ذلك في يوم 18 نوفمبر/تشرين الثاني 2024، والذي خصصته رئاسة المؤتمر للتنمية البشرية والصحة والتعليم والأطفال والشباب.
وعُقدت العديد من الجلسات الثرية التي ناقشت دور قطاع الرياضة في تعزيز حلول أزمة المناخ وكيف يتأثر القطاع بالتغيرات المناخية، وأهمية بذل جهود لخفض الانبعاثات من ذلك القطاع لتحقيق الاستدامة.
يمكن توظيف قطاع الرياضة في تعزيز العمل البيئي ونشر الوعي حول كل القضايا المتعلقة بالبيئة. ويُعد اليوم الدولي للرياضة من أجل التنمية والسلام، فرصة رائعة لنشر الاستدامة عبر الرياضة.
aXA6IDMuMjEuNDAuMjQzIA== جزيرة ام اند امز