القرش القاتل.. رواية مرعبة تغير المناخ بين سطورها
فتح الحادث المروع للاتهام سمكة قرش سائحا روسيا قبالة السواحل المصرية ملف علاقة التغير المناخي بسلوك أسماك القرش؟
عادةً ما يُشار إلى القرش على أنه حيوان بحري شرير، على الرغم من أنّ بعض الناس يستخدمونه في بعض حالات المدح؛ لقوته، لكن من أين بدأت قصة القرش؟.
حسنًا، لنعد للوراءـ وفقًا لـ«متحف التاريخ الطبيعي»؛ فقد ظهرت أسماك القرش لأول مرة على الأرض منذ 450 مليون سنة مضت، ومن بعدها ظهرت العديد من أنواع أسماك القرش؛ حتى زادت عن 500 نوع، أدرج الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة (IUCN) منها 143 نوعا في قائمة الأنواع المهددة بالانقراض.
وهذا أمر طبيعي بالنسبة لأنواع تتغير البيئة من حولها، خاصة مع التغيرات المناخية العالمية التي تُعاني منها الأرض في وقتنا الراهن.
يد خفية للمناخ
ربما لا يكون تأثير التغير المناخي مباشرا على حياة أسماك القرش، لكنه يلعب دورا ما في حياتها، تماما كما تتأثر حياتي وحياتك به، فقد تؤثر هذه التغيرات في البيئة البحرية على إمدادات الغذاء وأنماط الهجرة والتكاثر وسلوك الحيوان عموما، في محاولة للتكيف.
أداء أفضل في السباحة
يتغذى القرش يوميا على كمية من الغذاء تُشكل 1 إلى 10% من وزنه، فإذا افترضنا أنّ لدينا قرشا وزنه 1000 كيلوغرام فهذا يعني أنه يتغذى كل يوم على مقدار من الغذاء يتراوح ما بين 10 إلى 100 كيلوغرام من الطعام، لكن مع ارتفاع درجات الحرارة تتأثر البيئة البحرية فتقل فرصة حصوله على غذائه.
ويقول الدكتور طارق تمراز، أستاذ البيئة البحرية في جامعة قناة السويس، لـ"العين الإخبارية" عبر الهاتف: "أسماك القرش من الأسماك التي تتحرك لمسافات بعيدة في أثناء نشاطها اليومي، في نطاق يصل إلى 70 كيلومترا".
ويوضح تمراز أنّ ضغط ضعف الموارد الغذائية قد يضطر القرش إلى السباحة بسرعة أكبر إلى مناطق أبعد، وبالتالي يستكشف مناطق جديدة.
لكن يبدو أنّ الاحترار لعب دورا إيجابيا في تعزيز قدرة القرش على السباحة، وهذا ما أشارت إليه دراسة منشورة في دورية "فيش بيولوجي Journal of Fish Biology" في أبريل/نيسان 2005، وأكدته العديد من الدراسات بعد ذلك، إذ تزيد درجات الحرارة المرتفعة من كفاءة عضلات القرش عند السباحة بسرعة عالية.
نمط التكاثر والهجرة
ومع زيادة الاحتباس الحراري وتزايد كميات غاز ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي وتمتصه المياه؛ تتغير درجة حمضية المياه التي تعطل تكاثر أسماك القرش، ما يضطرها إلى الانتقال من مكانها بحثا عن مياه أكثر برودة، تُفضل معظم الأسماك اختيار أماكن جديدة أكثر ملائمة، تخرج فيها صغارها للحياة.
من جانبه، يشرح تمراز لـ"العين الإخبارية" أنّ أنماط التكاثر للكائنات البحرية عموما تتأثر بسبب ارتفاع درجات الحرارة، ما يؤثر على درجة الملوحة والأس الهيدروجيني (وهو يعبر عن درجة حمضية المياه)، وهذا يعني أنّ الخصائص الكيميائية للمياه تتغير نسبيًا، نتيجة ذوبان غاز ثاني أكسيد الكربون فتتأثر الكائنات البحرية وأوقات تكاثرها، وتوقيت فقس البيض، ويُضيف تمراز: "تبحث الكائنات البحرية عن ملاذ آمن من حيث درجات الحرارة وخصائص المياه الكيميائية المناسبة لها، فتتحرك لمسافات بعيدة وتهاجر نحو الشمال، فيما يُعرف عالميا بـ"الهجرة إلى الشمال".
منافسة شرسة
مورد غذائي محدود، ضغوطات بيئية، حرارة مرتفعة.. يا لها من بيئة مثالية للمنافسة، هذا بالضبط ما يحصل مع أسماك القرش مع التغيرات المناخية، ويرى الدكتور طارق تمراز أنّ المنافسة تشتد بين أسماك القرش من نفس الفصيلة، إذ تتنافس على نفس مصدر الغذاء والمكان، ما قد يؤثر على سلوكها، وقد تصبح أكثر عدوانية في البحث عن فرائسها من الأسماك والأنواع البحرية المختلفة التي اعتادت على تناولها.
هل التغير المناخي يجعل أسماك القرش عنيفة حقا؟
يقول الدكتور طارق تمراز لـ"العين الإخبارية" "يربط كثير من الناس سلوك الأسماك القرش العدواني عندما تهاجم الإنسان بتأثيرات التغيرات المناخي، لكن الحقيقة أنّ الإنسان ليس على قائمة الطعام المفضل لأسماك القرش، لأنه يُفضل أنواعا مختلفة الأحجام من الأسماك"، ويوضح تمراز أنّ القرش قد يهاجم حيوانا بحريا مثل الدولفين، لكن الدولفين قوي، و"يستطيع الرد على القرش".
أما فكرة سلوك القرش العنيف وهجومه غير المبرر على الإنسان فلا تُوجد دراسة تؤكد ذلك، وإذا صدرت دراسة يجب أن يتم التأكيد عليها من عدة دراسات على نطاقات أوسع، ويُوضح "قد تكون أسماك القرش أكثر عدوانية في حال البحث عن الفرائس"، لكن يظل الإنسان ليس مفضلا في قائمة طعام القرش.
aXA6IDMuMTM1LjIwNS4yMzEg جزيرة ام اند امز