كيف تعمل التنظيمات الإرهابية في الشرق الأوسط؟
3 عوامل هي القاسم المشترك بين التنظيمات الإرهابية في المنطقة، لجذب المقاتلين.
العمليات الإرهابية هي من أكثر التهديدات الأمنية التي تواجهها المنطقة؛ حيث يحصد الإرهاب أرواح عشرات الآلاف من المدنيين والأبرياء في مختلف بقاع العالم، أغلبهم من منطقة الشرق الأوسط، وذلك بحسب تقرير لمؤسسة (IHS) الدولية للأبحاث.
فهم طريقة عمل التنظيمات الإرهابية يساعد العديد من الجهات الأمنية والعسكرية في التصدي لتهديد الإرهاب بشكل أكثر جذرية.
يشير موقع "Tracking Terrorism" الأمريكي، إلى أن هناك تحولا نوعيا في طريقة عمل التنظيمات الإرهابية في الشرق الأوسط، والتي تعتمد على 3 عوامل رئيسية لجذب المقاتلين إليها إضافة إلى تضخيم صورتها الكاذبة لترهيب المدنيين وجعلها أكثر خطورة مما هي عليه.
أيديولوجيا الإرهاب
العامل الأول هو الأيديولوجيا أو الفكر، والذي يعبر القاسم المشترك بين جميع التنظيمات الإرهابية في الشرق الأوسط خصوصا أكثرها شهرة مثل القاعدة وخراسان وأخيرا تنظيم داعش الإرهابي الذي لقي هزيمة مدمرة في كل من العراق وسوريا خلال عام 2017.
هذا العامل يساعد على استقطاب المتعاطفين من المتطرفين والذين ينتهجون النزعة العدوانية في التعامل مع الأمور، فتقوم تلك التنظيمات بعملية تأويل للنصوص الدينية بهدف خدمة مصالح التنظيمات في استقطاب المقاتلين وإضفاء شرعية زائفة على ما يقومون به من انتهاكات وجرائم ضد المدنيين والأبرياء.
شبكات العلاقات الإرهابية
العامل الثاني هو الشبكات الإرهابية، وهي دوائر العلاقات السرية التي تجمع زعماء الإرهاب وشخصياتهم المعروفة.
وتنقسم اي شبكة إرهابية إلى 4 فئات هي القادة، وهم من يقومون بالتخطيط للعمليات الإرهابية وتنفيذها، والمشرعون، وهؤلاء هم رجال دين في غاية التطرف يقومون بتزييف النصوص الدينية من محتواها الحقيقي لخدمة أهداف قادة التنظيم.
يلي ذلك أوجه التنظيم، وهم شخصيات يختارها زعماء التنظيم والمشرعون بشكل دقيق لرسم صورة معينة عن التنظيم؛ حيث يلعبون دور "الوجه الإعلامي" لهذه التنظيمات.
وأخيرا المقاتلون المخضرمون، وهم الإرهابيون الذين لهم تاريخ طويل في العمليات الإرهابية؛ حيث اكتسبوا خبرة كبيرة في القتال على مر السنوات، إضافة إلى تولي عمليات شراء وتوفير الأسلحة والمتفجرات.
تقوم تلك الشبكات بتبادل المعلومات وسبل التسليح والفتاوى المضللة بين أعضاء التنظيمات، وغالبا ما تقوم تلك الشبكات باستقطاب الأعضاء الجدد للتنظيم عن طريق نشر عملاء لتلك التنظيمات في العديد من المناطق؛ حيث تحتل الجامعات الأماكن الأبرز في التواصل مع تلك الشبكات، تليها المناطق الفقيرة في المدن ثم مناطق الصراع.
وإحدى المهام الحيوية لتلك الشبكات هي تأمين التمويل الازم لشراء الأسلحة ومرتبات المقاتلين والمشرعين، إضافة إلى نقل أخبار التنظيمات والدعوة للقاءات والاجتماعات فيما بينها.
الإرهاب ومواقع التواصل الاجتماعي
يشير موقع "Tracking Terrorism" إلى أن العامل الثالث يتمثل في استخدام مواقع التواصل الاجتماعي بشكل مكثف.
وكان تنظيم داعش الإرهابي يعتمد على الإعلام الرقمي بشكل مكثف لاستقطاب العديد من مقاتليه في الغرب وتحديدا في أوروبا، وهذا العامل يأتي كنتيجة مباشرة للعاملين السابقين.
ففي عام 2013 وحده، شهدت مواقع التواصل الاجتماعي نشاطا متزايدا لحسابات التنظيمات الإرهابية؛ حيث كانت تلك التنظيمات تعتمد بشكل مباشر على تمجيد العمليات الإرهابية وضخ محتوى متطرف بشكل مدروس ليخاطب الفئات المهشمة في أوروبا، والتي كانت تعاني من العنصرية والتطرف والدفع برسائل ملحة للانتقام من المجتمعات التي تهمشهم وتعاملهم بعنصرية.
إضافة إلى ذلك، تقوم تلك الحسابات بعمل حبكة درامية إلى الحياة اليومية لتلك التنظيمات، على خلاف الواقع الذي تعيشه تلك التنظيمات من الهروب والاختباء والصراعات الداخلية، لجذب ضعاف النفوس للانضمام إليهم.
جدير بالذكر، أن مواقع التواصل الاجتماعي قامت بغلق العديد من تلك الحسابات منذ عام 2014، إضافة إلى وضع العديد من دول العالم تشريعات وقوانين تمنع نشر وتداول المواد ذات الطبيعة المتطرفة والإرهابية على مواقع التواصل وتجريم ناشريها.
aXA6IDMuMTQyLjEyNC4xMTkg جزيرة ام اند امز