مكاسب اقتصادية يحملها "مسبار الأمل" الإماراتي
تتجه أنظار العالم صوب الإمارات، تقريبا عند الساعة السابعة والنصف مساءً بتوقيت الإمارات، ترقبا لوصول مسبار الأمل إلى مداره بكوكب المريخ.
وتسود حالة من الترقب العالم بانتظار هذه الأخبار المفرحة، وهذا الإنجاز التاريخي للعرب الذي تقوده الإمارات يحمل في طياته الكثير من الطموح والفرص والاستدامة لاقتصاد الإمارات الآن وفي المستقبل.
ووفق خبراء، من المنظور الاقتصادي يرسخ هذا الإنجاز الاقتصاد الوطني القائم على المعرفة والتنوع، ويعمل على توسيع بيئة الأعمال بالخيارات والبدائل والاستباقية، وبالشراكات التي تضمن استدامة التنمية بكفاءة وموثوقية.
ويؤكد خبراء أن إطلاق مسبار الأمل يعّزز اقتصاد المعرفة وخطط تنويع الاقتصاد في الإمارات ويدعم قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في الإمارات ومكانتها المرجعية العربية الأولى في الفضاء.
وأكدت وزيرة الدولة للأمن الغذائي والمائي أن نجاح مسبار الأمل في مهمته ودخوله إلى مداره حول كوكب المريخ يرسخ النموذج الإماراتي العالمي.
وقالت مريم بنت محمد المهيري إن إنجاز المسبار سيظل علامة فارقة في تاريخ الأمة و مدعاة فخر للأجيال القادمة.
ومن المقرر أن يصل "مسبار الأمل" الثلاثاء الموافق 9 فبراير/شباط 2021 إلى مدار الالتقاط حول كوكب المريخ، بعدما سافر في الفضاء العميق بمتوسط سرعة يبلغ 121 ألف كيلومتر في الساعة، طوال نحو 7 أشهر، منذ انطلاقه من قاعدة تاناجاشيما الفضائية في اليابان في العشرين من يوليو/تموز 2020، قاطعاً نحو 493 مليون كيلومتر.
وكالة خاصة بالفضاء
وكانت الإمارات قد وضعت عندما أنشــأت وكالة خاصة بالفضاء قبل سنوات، وجعلت استكشاف المريخ استهلالها، مبادئ توجيه استراتيجية تبدأ بالأمن الوطني ووظائفه، مرورا بمجالات العلـوم والاستكشاف، وصولا الى النشاطات التجارية.
وجاء تأسيس وكالة الفضاء الوطنية ومشروع ارتياد المريخ، مصاحبين لإطلاق الاستراتيجية الوطنيـة للابتكار، نظرا لأن اسـتراتيجية التنـوع الاقتصادي فـي الإمارات، تعني التحــول مــن اقتصــاد قائــم علــى المــوارد إلــى اقتصــاد قائــم علــى المعرفة.
وتتمثل عناصر الاقتصاد المعرفي في الابتكار والبحــوث والعلــوم والتكنولوجيــا، ضمن بيئة أعمال تضمن الشراكة الفاعلة للقطاعين الحكومي والخاص.
وينطوي"مسبار الأمل" علــى بناء تصــور علمــي متكامـل للمسـتوطنة البشرية المحتملة هناك، وبهذه الخطــة بعيــدة الأمد لبنــاء مدينــة علــى ســطح المريــخ، تصبح الإمارات جــزءا مــن مجموعــة حصريـة تضـم عـددا مـن الـدول الرائـدة تهـدف إلـى حصـد مزايـا اســتثماراتها لضمــان مســتقبل الأجيال القادمــة، وفي ذلك فرص اقتصادية ليس لها سقف محدد.
واستنادا إلى هذه الحقائق فإن اســتكمال مشــروع استكشـاف المريـخ، بما وفرت له الإمارات من بنية أساسية وقوة عمل وطنية وشراكات قطاعية ودولية، سـيؤدي إلى اسـتقطاب الاستثمارات الدوليــة مــن خــلال جــذب شــركات القطـاع الخـاص المتخصصـة بهـذه الصناعـة، الأمر الذي يعني عقد شــراكات مستكملة لعناصر النجاح ضمــن بيئــة مواتيــة لازدهار الأعمال.
اقتصاد المعرفة
وضمن الرؤية الاقتصادية لمشروع استكشاف المريخ، وللصناعة الفضائية الاماراتية، فقد تم الأخذ بعين الاعتبار استثمار خصوصية الموقع الجغرافي للإمارات، والذي يؤهلها أن تكون ميناء جويا للمنطقة، فيه من البنية التحتية والاقتصاد الخدماتي ما يضمن له أن يمنح اقتصاد المعرفة قوة تشغيل مستدامة.
قطاع التعليم
وعلى مستوى الاقتصاد الاجتماعي لمشروع الفضاء الاماراتي الطمـوح، فـإن تأثيـره سـينعكس علـى قطـاع التعليـم، والـذي سيسـتفيد مــن الاهتمام المتجــدد بالدراســات فــي مجــال العلــوم والتكنولوجيــا والهندســة والرياضيــات، وهــذا الاهتمام ســيكون حجــر الأساس لتنشــئة جيــل إماراتــي يمتلــك المواهــب العلميــة والتقنيــة ولديــه القــدرة علــى تولــي قيـادة البرامـج الوطنيـة.
وفي الحصيلة النهائية فإنه وبموجب موازين القوة الدولية فإن مشروع استكشاف المريخ وبرنامج الصناعات الفضائية، يندرج في صلب القوة الناعمة لدولة كانت تطمح في رؤية 2021 أن تكون بين العشرين الأوائل، لتجد نفسها اليوم قد احتلـت فــي تصنيــف المعهــد الدولــي للتنميــة الإدارية للتنافســية العالميـة، المرتبـة الخامسـة عالميـا، وأضحت واحـدة مـن الـدول العشـر الأولى مــن حيــث كفــاءة الأعمال والأداء الاقتصادي والفعاليــة الحكوميــة.
aXA6IDMuMTQ0LjQ2LjkwIA== جزيرة ام اند امز