خبراء لـ"العين الإخبارية": صناعة القادة إحدى ركائز نجاح الإمارات
الإمارات تعمل دوما على استكشاف القادة وتعزيز قدراتهم لصناعة المستقبل، إذ إن القيادة الرشيدة في الإمارات تعمل وفق رؤية لبناء الإنسان.
لطالما سعت دولة الإمارات العربية المتحدة منذ قيام الاتحاد إلى صناعة جيل من القادة يستطيع بناء مستقبل بلاده على وعي وأسس سليمة، ومع نشر هذا الفكر يكون ثقافة مجتمع يسعى للوصول إلى المراكز الأولى عالميا في شتى المجالات.
وفي هذا السياق، انطلقت المبادرات والبرامج والتشريعات والمراكز المتخصصة التي تقوم على هذا الفكر لتشجيع المواهب والنوابغ، ليكونوا كوادر مؤهلين تجمع بين الخبرة والكفاءة.
"العين الإخبارية" تلقي الضوء في التقرير التالي على أبرز هذه النماذج، كما استقصت آراء الخبراء والمتخصصين حول انعكاسات هذه الجهود على المجتمع.
برنامج القيادات المؤثرة
برنامج تطويري وتطبيقي أطلقه مركز محمد بن راشد لإعداد القادة، يمتد على مدار عام كامل بمشاركة 3 جامعات عالمية وهي، يوسي بيركلي الأمريكية، المعهد الدولي للتطوير الإداري في سويسرا، وكلية إمبريال كوليدج في لندن، ويهدف إلى تدريب نخبة من الكوادر القيادية في الإمارات بالقطاعين العام والخاص، على مهارات التفكير الريادي والتخطيط الاستراتيجي وغيرها من الأساسات المطلوبة لتأهيل هذه الكوادر.
مجالس الإمارات للشباب
حرصا من الدولة على تمكين الشباب الإماراتي وتوفير مختلف السبل لإبراز الكفاءات منهم، تأسست مجالس الإمارات للشباب برئاسة شما بنت سهيل المزروعي وزيرة الدولة لشؤون الشباب، ليكون بمثابة منصة يشارك من خلالها الشباب في صنع القرار، ودعم المسيرة نحو المستقبل، وليعمل كجهة استشارية لحكومة الإمارات وحلقة وصل بين الشباب وصناع القرار لرسم السياسات والاستراتيجيات للدولة.
مراكز إعداد القادة في الوزارات والهيئات الحكومية
بعد أن أصبح استكشاف القادة وتمكينهم ثقافة مجتمع داخل الإمارات تسعى مختلف الفئات لتطبيقه، انطلقت العديد من المراكز والأفكار والبرامج لدعم القادة والمؤثرين داخل هذه الجهات.
من بين هذه النماذج: مركز تنمية القادة والمبدعين في وزارة الداخلية، وبرنامج قادة المستقبل للخريجين الإماراتيين بهيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، وبرنامج قادة المستقبل بمؤسسة الإمارات للشباب، وبرنامج القادة لطاقة المستقبل في معهد مصدر للطاقة بأبوظبي، وعدد آخر من الوزارات منها وزارة التربية والتعليم، وزارة الخارجية والتعاون الدولي، إضافة إلى عدد من الهيئات الحكومية منها مطارات دبي، والإدارة العامة للإقامة وشؤون الأجانب، والهيئة العامة لشؤون الرياضة وغيرها الكثير.
التعليم في الإمارات إحدى ركائز تبني القادة
الإمارات تعمل دوما على استكشاف القادة وتعزيز قدراتهم لصناعة المستقبل، إذ إن القيادة الرشيدة في الإمارات تعمل وفق رؤية لبناء الإنسان، وهذا الأمر يتجلى بوضوح في قطاع التربية والتعليم، هذا ما أكدته الدكتورة رنا تميم عميد كلية التربية في جامعة زايد، لـ"العين الإخبارية".
وأشارت رنا تميم إلى أن أهم مظاهر ذلك هو إطلاق المبادرات التي تعزز مهارات القيادة في أجيال الغد، مثل مبادرات المدارس الإماراتية لتأهيل الطلبة من البداية، بدءا من التعليم المتركز بالمساقات المختلفة، وصولاً إلى مساق التعليم المتطور، إضافة إلى تعزيز مهارات المعلمين لتهيئتهم على التعامل بالشكل الأمثل واستكشاف مواهب هؤلاء الطلبة.
وأوضحت أن وزارة التربية اهتمت برفع كفاءات المعلمين من خلال مبادرة التراخيص، والتي تلزم المعلمين بالحصول على تدريبات معينة للحصول على ترخيص للتعليم.
واعتبرت أن صفات القائد الناجح تتجسد في قيادة دولة الإمارات التي تهتم بالعمل الجماعي والتكافل والاتحاد، مشيرة إلى أن صفات القائد الناجح الشخصية تتمثل في التكيف والانصات والمشاركة واستشراف المستقبل، من خلال النظر دائما بعين ناقدة لما يقوم به، وقياس نتائجه في المستقبل ليستبق الأحداث.
رؤية الشيخ محمد بن راشد تسهم في بناء القادة
ويرى الدكتور رائد سعيد الأستاذ المساعد في العلوم الإدارية بالجامعة الكندية في دبي، أن المنظومة القيادية لرؤية الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، والتي يتبناها مركز محمد بن راشد لإعداد القادة، تسهم في تطوير المهارات الرئيسية في القائد.
ولفت سعيد لـ"العين الإخبارية" أن المبادئ الأساسية التي يعمل المركز على تطويرها لدى القادة الجدد هي: التنوع والإشراك، والاستشراف الاستراتيجي، والمواطنة العالمية، والتفكير الريادي، والشغف والالتزام، وخلق القيمة، إلى جانب الاهتمام بالإنسان أولا، والفضول والمرونة التي من شأنها تنمية كفاءات وقدرات القيادات الإماراتية الشابة في مجالات التفكير الإبداعي، وتطوير قدراتهم ومهاراتهم لمواكبة أحدث المستجدات وتهيئتهم ليصبحوا قادة المستقبل.
القائد الناجح يصنع المستحيل
وفي ذات الصدد، شدد الدكتور عقيل كاظم رئيس قسم علم الاجتماع في جامعة الإمارات، على اهتمام دولة الإمارات ببناء الإنسان ونظرتها المستقبلية لصناعة القادة منذ القدم، من خلال توفير مختلف الفرص لهم والاهتمام بالتعليم الذي بدأ بتأسيس الجامعات الإماراتية وإطلاق البعثات الدراسية.
وأشار كاظم في حديثه لـ"العين الإخبارية" إلى أن بناء القائد في دولة الإمارات يبدأ من استكشاف مواهبه وقدراته، ليتم استثمارها وتأهيله بناء عليها، لافتا إلى أن صفات القائد الأساسية التي يمكن ملاحظتها هي: المبادرة، العدل، التوازن، الإيجابية، الشفافية، الطموح، الصبر، الاجتهاد.
وأكد كاظم أن الإمارات أصبحت دولة مؤسسية تتطلب عناصر قيادية لتحقيق رؤيتها، معتبرا أن أهم أسس نجاح الإمارات في مؤسساتها هو بناء الكوادر ذات الكفاءة العالية، مشددا على أن القائد هو من يصنع المستحيل.
aXA6IDE4LjE5MS4yNy43OCA= جزيرة ام اند امز