وثيقة الأخوة الإنسانية في قلب البرلمان الأوروبي
هذه النقاشات تأتي في إطار فعاليات منتدى الحوار السنوي الـ21 لمجموعة حزب الشعب الأوربي "EPP"، المنعقد بالعاصمة البلجيكية.
وثيقة الأخوة الإنسانية لم ترسم فقط إطار دستور عالمي جديد، بل وضعت ملامح خارطة طريق للبشرية، بدأت لبنتها تتضح بمناقشتها في قلب البرلمان الأوروبي، في شهادة جديدة تضاف إلى رصيد الوثيقة الموقعة بالعاصمة الإماراتية أبوظبي.
وهذه النقاشات تأتي في إطار فعاليات منتدى الحوار السنوي الـ22 لمجموعة حزب الشعب الأوربي "EPP"، المنعقد بالعاصمة البلجيكية، وتتناول الوثيقة الموقعة في فبراير/ شباط الماضي في أبوظبي، من قبل كل من فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، وقداسة البابا فرنسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكية.
ومن الإمارات، تحلق الوثيقة نحو بلجيكا، لتشكل أجندة عمل المنتدى الذي يبحث تقديم وتحليل ومناقشة الوثيقة مع أعضاء في البرلمان الأوروبي ومسؤولين دينيين وأكاديميين، بهدف نشر مبادئ الوثيقة "التاريخية" على جمهور أوسع.
وتعتبر هذه المرة الأولى التي تناقش فيها وثيقة الأخوة الإنسانية مع الاتحاد الأوروبي، ما يوسع إشعاعها في القارة العجوز والعالم.
الإمارات والتسامح
دستور عمل لكرامة الإنسانية، ولد في دولة الإمارات في عام التسامح، لتقدم به وصفة التعايش المشترك المتجسدة في ربوعها من خلال احتضانها لجنسيات مختلفة يعيشون في كنف التآخي.
نموذج تصدره الإمارات لمختلف أنحاء العالم، في وثيقة باتت شهادة مؤثرة في احترام الأديان، وشاهداً على الجهود المبذولة من أجل بلورة الأدوات الأساسية لصياغة دستور إنساني قادر على تقليص منسوب الأزمات والحروب المندلعة جراء النزاعات الطائفية والمذهبية.
منتدى تاريخي بحجم الوثيقة، يشارك فيه محمد عيسى بوشهاب السويدي، سفير دولة الإمارات لدى بلجيكا، ومساعد وزير الخارجية والتعاون الدولي للشؤون الثقافية الإماراتية، عمر غباش.
وفي تصريح لـ"العين الإخبارية" على هامش الملتقى، أعرب "غباش" عن فخره بالدور الذي اضطلعت به دولة الإمارات في توقيع وثيقة الأخوة الإنسانية.
وأضاف: "هذه هي المرة الأولى التي نناقش فيها الوثيقة مع الاتحاد الأوروبي، ونحن سعيدون بذلك. إذ ناقشنا ترسيخ قيم التسامح في أوروبا والعالم الإسلامي عبر التعليم".
ويعد حزب الشعب الأوروبي ذو التوجه الديمقراطي المسيحي، أكبر مجموعة برلمانية في البرلمان الأوروبي منذ عام 1999، ويشكل الأغلبية في المجلس الأوروبي منذ عام 2002، وهو أكبر حزب في الاتحاد الأوروبي، ويضم أعضاء من أكثر من 70 حزباً من 40 دولة، وأغلب رؤساء دول وحكومات الاتحاد الأوروبي ينتمون له.
وخصصت المجموعة التي تعد أكبر وأقدم التكتلات في البرلمان الأوروبي، فعاليات هذا العام لمناقشة الوثيقة التي وقعها بابا الكنيسة الكاثوليكية وشيخ الأزهر بأبوظبي.
والمنتدى الحواري الذي يأتي تحت شعار "الأخوة الإنسانية من أجل السلام العالمي والعيش معاً"، يعمل على الترويج لقيم التسامح والسلم وقبول الآخر التي أكدت عليها الوثيقة التاريخية.
مرجعية أخلاقية
ببلوغها البرلمان الأوروبي، تعبر وثيقة الأخوة الإنسانية نحو أوروبا، في إطار مسارها الرامي إلى تعزيز الروابط الإنسانية والقيم الدينية الخالدة، ودستور عمل من أجل السلام والحوار والتعددية وكرامة الإنسان.
وثيقة محبة وأخوة للعالم وطريق سلام لمجتمعات آمنة، ورسالة رعاية للحوار بين الأديان، واحترام الآخر، ونشر التسامح كفضيلة وأسلوب حياة، باتت بوصلة المجتمعات الإنسانية من أجل نبذ التطرف بمختلف أشكاله بما يعود على البشرية جمعاء بالخير والمحبة والعطاء.
جسر إنساني ولد في أبوظبي ويمتد اليوم نحو بلجيكا، يترجم حرص دولة الإمارات الدائم على نشر أسمى معاني قيم التسامح وتعزيز السلم العالمي ونشر قيم التسامح.
aXA6IDMuMTM4LjM2LjE2OCA=
جزيرة ام اند امز