الإنسان هو سر النجاح الإماراتي الكامن خلف كل الإنجازات، التي حققتها دولة الإمارات على مدار الخمسين الأولى من عمر اتحادها.
وبالإنسان ومعه تمضي دولة الإمارات إلى آفاق الخمسين الثانية بقيادة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، الذي رفع شعار "الإنسان هو الهدف".
لقد وضعت دولة الإمارات أهمية قصوى للقيم القائمة على احترام حقوق الإنسان، مرتكزة في ذلك إلى قيادة آمنت بقدرات الإنسان الاماراتي، الذي التف حولها منذ إطلاق الاتحاد على يد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، وعلى نهجه مضى أبناؤه، مستندين إلى تراثها الثقافي، حتى إن دستور دولة الإمارات يكفل الحريات المدنية للجميع، فالجميع سواء أمام القانون، ولا تمييز بين مواطني الدولة، كما ينص الدستور على حماية القانون للحرية الشخصية للمواطنين كافة، ويحظر إيذاء المتهم جسمانيا أو معنويا، ويمنع التعذيب والاعتقال والاحتجاز التعسفي، ناهيكم بالمنظومة التشريعية، فهي تعزز مبادئ العدالة والمساواة والتسامح واحترام الحقوق، ودعم العمل الإنساني والإغاثي، وذلك تماشيا مع مبادئ الإعلان العالمي لحقوق الإنسان.
ولم تكتف قيادة دولة الإمارات بذلك، بل عمدت إلى إنشاء الهيئة الوطنية لحقوق الإنسان، ومضت بعيدا سابقة دول العالم لاستحداث وزارة للتسامح والتعايش، كما وضعت سياسات وقوانين لحماية حقوق العمال والطفل، والمرأة وكبار السن، وأصحاب الهمم، والسجناء، ولم يقف إسهامها على حدود الدولة، بل لعبت دورا مركزيا على الصعيدين الإقليمي والدولي في إطار مكافحة ظاهرة الاتجار بالبشر.
ونتيجة السعي الدؤوب لدولة الإمارات للحفاظ على حقوق الإنسان وصون كرامته، تنادى خبراء ومختصون من ثلاثة عشر مجموعة دولية لحقوق الإنسان إلى عقد حلقة نقاشية رفيعة المستوى في جنيف حول حقوق الإنسان في دولة الإمارات ومناقشة تقرير "الظل"، وهو التقرير الذي تعده جهات غير حكومية، تعقيبا على التقرير الرسمي الخاص لدولة الإمارات العربية المتحدة، الذي ستقدمه رسميا في الدورة الثالثة والأربعين للاستعراض الدوري الشامل لمجلس حقوق الإنسان، التابع للأمم المتحدة في مايو/أيار المقبل، والذي يُقدَّم كل 4 أعوام.
وأكد الخبراء الدوليون المشاركون في الندوة، التي أقيمت عبر تطبيق "زووم" أن "دولة الإمارات رائدة في ملف حقوق الإنسان، وباتت شريكا بارزا في الارتقاء بحالة حقوق الإنسان على مستوى العالم، وصنع القرار الحقوقي الدولي، لا سيما مع فوزها بعضوية مجلس حقوق الإنسان ثلاث مرات، آخرها خلال الفترة 2022-2024".
دولة الإمارات برأي الخبراء الدوليين أضحت نموذجا عالميا بارزا للمساواة بين الجنسين، ومثالا حيا للحوار بين الأديان والعيش المشترك، ودورها بارز في مجال العمل الإنساني العالمي، خصوصا مع استجابتها العاجلة لتداعيات الزلزال، الذي ضرب تركيا وسوريا مؤخرا، في ملمح أثار الإعجاب والتقدير، ولا ننسى -والكلام لهم- جهود دولة الإمارات الإنسانية في العديد من الملفات حول العالم من أفغانستان وروسيا وأوكرانيا إلى اليمن، والقائمة تطول.
وإن كنا لن نستعرض هذه الجهود، فلا بد لنا من عرض بعض ما أشار إليه بعض الخبراء المشاركين، حيث أكد رئيس المنتدى العربي الأوروبي للحوار وحقوق الإنسان، حامل الصفة الاستشارية في الأمم المتحدة، أيمن نصري، أن "ملف دولة الإمارات في مجال حقوق الإنسان حصل على إشادة واسعة من المجتمع الدولي، في ظل الإنجازات البارزة التي حققتها على هذا الصعيد".
واعتبر المدير المشارك في المجلس الدولي للدبلوماسية والحوار، الدكتور إريك غوزلان، أن "القيادة الرشيدة في دولة الإمارات اتخذت قرارا شجاعا بالتوقيع على الاتفاق الإبراهيمي للسلام مع دولة إسرائيل، وتمضي قدما نحو ترسيخ العلاقات الثنائية مع إسرائيل في المجالات الداعمة للتنمية والازدهار المستدام".
كما اعتبر أن "دولة الإمارات هي منارة عالمية للتسامح والتعايش، فقد استضافت اللقاء الأخوي التاريخي بين قداسة البابا فرنسيس، بابا الكنيسية الكاثوليكية، وفضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، كما دشنت أخيرا بيت العائلة الإبراهيمية، الذي يضم مسجدا وكنيسة وكنيسا، وهي التي تستقبل جميع ممثلي الأديان وتعد موطنا للتعايش بين الجميع".
هكذا هي دولة الامارات.. رائدة التسامح والسلام العالمي، والتي تعطي نموذجا فريدا للعالم في أهمية العمل من أجل الاثنين معا، فلا تسامح دون سلام، ولا سلام دون تسامح.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة