كانت مباراة ليفربول مع ريال مدريد هدية مثالية لمحمد صلاح ليثبت أنه لن يكون كبش فداء موسم كارثي للاعبي المدرب الألماني يورجن كلوب.
ولقد حاولت الصحافة الإنجليزية على مدار الأشهر الماضية تحويل صلاح، بسبب سلاسل من الصيام التهديفي، طالت أو قصرت، إلى أحد أسباب موسم فريقه الكارثي أو الأسوأ في عهد كلوب.
ولكن مباراة ليفربول وريال مدريد جاءت بالسيناريو المجنون لتؤكد حقيقة أخرى، وهي أن صلاح لا يزال أهم لاعب في فريقه وأفضلهم من حيث الأداءات والإسهامات الهجومية والتأثير في المحافل الكبرى.
تلقت شباك ليفربول خمسة أهداف في غضون 46 دقيقة فقط، أي في شوط لعب واحد، وذلك عبر مجموعة من الأخطاء الساذجة، بينما كان صلاح ينال أعلى التقييمات في الصحافة الإنجليزية والعالمية، وبدا كما لو كان لاعبا في الفريق الفائز.
صنع صلاح هدفا وسجل آخر، مستغلا خطأ فرديا من تيبو كورتوا، حارس مرمى ريال مدريد، الذي حرمه قبل 9 أشهر من التسجيل في نهائي البطولة نفسها في ملعب دي فرانس بالعاصمة الفرنسية، باريس.
بالنظر إلى أرقام الفرعون المصري في مباراتي ريال مدريد، خسارة 5-2 في دوري أبطال أوروبا الثلاثاء، وقبلها نهائي نسخة 2022، سنكتشف عدة أمور، أولا في المباراة الأولى كان صلاح هو النجم الأول للقاء، فصوّب 9 تسديدات منها 6 على المرمى، وهو رقم قياسي لعدد التصويبات المسددة في النهائي منذ 2004، ثم تسجيله هدفا وصناعة آخر في لقاء الأمس، أي إنه نجم فريقه الأول.
شبكة "سوفا سكور"، المتخصصة في إحصائيات اللاعبين وتقديم الأداءات في مباريات أوروبا الكبرى، منحت صلاح ثالث أعلى تقييم في لقاء ريال مدريد بعد نجمي الميرينجي فينيسيوس جونيور وكريم بنزيما، وكل لاعب فيهما سجل ثنائية قادت للفوز الساحق للمارد الأبيض.
قبل ذلك نجح صلاح في موسم تعرّض فيه لكم هائل من الانتقادات أن يسجل أهدافا عديدة في فرق المستوى الأول، أهمها مانشستر سيتي مرتين، بالدوري وقبلها الدرع الخيرية، وكذلك مانشستر يونايتد، ثالث البريميرليج الذي يقدم موسما هائلا، بالإضافة لثنائية الفوز 2-1 على توتنهام هوتسبير في ملعب فريق شمال لندن.
أسهم صلاح في 28 هدفا لليفربول هذا الموسم، وبلا جدال هو صاحب أفضل الإسهامات التهديفية بين أقرانه في أنفيلد رود، سجل 19 هدفا وصنع 9 ويتصدر ترتيب هدافي البطولة الأهم على مستوى الأندية في العالم، دوري أبطال أوروبا برصيد 8 أهداف، وذلك في موسم ودّع فيه فريقه مبكرا بطولات كأس رابطة المحترفين وكأس الاتحاد الإنجليزي واحتل المركز الثامن في الدوري.
ورغم ما تردد، نقلا عن صحف إيطالية أن ليفربول سيبيع صلاح في الصيف المقبل نظير 71 مليون جنيه إسترليني، أو حتى شعور اللاعب نفسه بالإحباط بسبب الهجوم الجماهيري عليه، وهو ما ظهر في طريقة احتفاله غير الصاخبة بعد العودة للتهديف في الفترة الأخيرة، تُظهر الأرقام أن صلاح نجح في التسجيل خلال البطولات الخمس، التي شارك فيها ليفربول هذا الموسم، بداية من الدرع الخيرية مرورا بالبطولات المحلية الإنجليزية الثلاث الكبرى، بالإضافة بالطبع لدوري أبطال أوروبا.
حال الخروج المتوقع لليفربول من دوري أبطال أوروبا ستكون فرص احتفاظ صلاح بصدارة الهدافين صعبة للغاية لأنه سيتبقى من 6 إلى 7 مباريات لأغلب منافسيه على الجائزة، ومن ثم سيكون هو المستفيد الأكبر لو قرر الرحيل عن جدران أنفيلد، التي تعاني شروخا بالجملة في الموسم الحالي.
في النهاية يمكن لصلاح أن يكون هو المستفيد الأول من صفقة بيعه من قبل إدارة ليفربول، إنْ صح ما تردد عن سعي النادي لضم فيدريكو كييزا بدلا منه، بينما ستبحث وقتها الصحافة الإنجليزية عن كبش فداء جديد.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة