القصص الحوثية المروعة إنسانيا في اليمن تصنف على أنها جرائم حرب ضد الإنسانية، والشواهد كثيرة ومؤلمة.
حددت قوات التحالف لدعم الشرعية في اليمن هدفاً عسكرياً لمليشيات الحوثي، وحلّقت الطائرة لتدميره، وقبل إطلاق الصاروخ خرج العشرات من الأطفال والنساء المدنيين من الموقع ممن يستغلهم الحوثي دروعاً بشرية، واضطر الطيار إلى التوقف عن مهمته لوجود مدنيين، والعودة إلى قاعدته من دون أن يصيب مدنياً واحداً في مكان الهدف.
هذه القصة الواقعية تتكرر باستمرار لقوات التحالف في اليمن أثناء التعامل مع الأهداف العسكرية هناك، حيث تقتضي قواعد الاشتباك مراعاة سلامة المدنيين في مسرح العمليات، وعدم استهدافهم إذا كانوا غير مشاركين في المجهود العسكري، وهذا المبدأ الذي أقره القانون الدولي الإنساني تلتزم به قوات التحالف وتشدد عليه، وأكثر من ذلك تجرى التحقيقات في الحوادث كافة التي يثار حولها ادعاءات بوقوع أخطاء، أو وجود انتهاكات للقانون الدولي، ومحاسبة المتسببين، وتقديم المساعدات اللازمة للضحايا، وهو ما ثبت فعلاً في حادثة حافلة المدرسة في مديرية ضحيان بصعدة، حيث أقر التحالف بوجود أخطاء في التقيد بقواعد الاشتباك، وتم اتخاذ الإجراءات القانونية والفنية والإنسانية كافة، بما فيها تقديم التعازي لأسر الضحايا، وتعويضهم، وهو ما وجد ترحيباً دولياً بشفافية قوات التحالف في اليمن على إظهار نتائج التحقيق، والالتزام بها.
الأمل ليس في منظمات إنسانية مسيّسة لإنصاف اليمنيين، أو هيئات دولية لتخفيف المعاناة، ولكن الأمل في الشعب اليمني الحر لمواصلة نضاله في جبهات القتال، ومواجهة الحوثي ومليشياته، وقطع الطريق على مشروعه، وإنقاذ اليمن من حقبة سوداء في تاريخه المعاصر.
كذلك ما صادقت عليه الإدارة الأمريكية التي قدّمتها قبل أيام في الكونجرس؛ بأن حكومتي المملكة والإمارات تقومان بإجراءات واضحة للحد من مخاطر إلحاق الأذى بالمدنيين والبنية التحتية المدنية الناتجة عن العمليات العسكرية في اليمن، وهذه الشهادة الأمريكية في توقيتها ومضمونها مهمة لإسكات كثير من القوى المحسوبة على إيران، وبعض المنظمات والهيئات في العالم التي تدعي الإنسانية وفق معايير مزدوجة، وتحاول تصدير أزمة إنسانية في اليمن بفعل التحالف وليس الحوثي، وهو ما يخالف الحقيقة والواقع الذي يشهده اليمن أرضاً وإنساناً من تجاوزات حوثية خطيرة، ومن ذلك تجنيد الأطفال في ساحات المعارك، واستغلال المدنيين دروعاً بشرية، وترهيب الناس بالقتل والجوع والتعذيب والاغتصاب، كان آخرها مصرع الطفل اليمني عبدالرحمن عطران على يد قائد حوثي لمسته الكرة التي كان يلعب بها؛ ليفرغ رصاصات مسدسه على رأسه بكل استهتار.
القصص الحوثية المروعة إنسانياً في اليمن تصنف على أنها جرائم حرب ضد الإنسانية، والشواهد كثيرة ومؤلمة، ولكن الأمل ليس في منظمات إنسانية مسيّسة لإنصاف اليمنيين، أو هيئات دولية لتخفيف المعاناة، ولكن الأمل في الشعب اليمني الحر لمواصلة نضاله في جبهات القتال، ومواجهة الحوثي ومليشياته، وقطع الطريق على مشروعه، وإنقاذ اليمن من حقبة سوداء في تاريخه المعاصر.
نقلا عن "الرياض"
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة