كابوس العبودية .. هولندا تعتذر وتتطهر من "الجريمة"
قدم رئيس الوزراء الهولندي مارك روته، الإثنين، اعتذارات رسمية باسم الحكومة عن دور بلاده في العبودية، معتبرا أنها "جريمة ضد الإنسانية".
وقال روته في خطاب الإثنين عن العبودية:" اليوم أقدم اعتذارات باسم الحكومة الهولندية عما قامت به الدولة الهولندية في الماضي".
وكانت نائبة رئيس الوزراء الهولندي سيغريد كاغ، قالت خلال زيارة رسمية لسورينام الأسبوع الماضي، إن "عملية" على وشك أن تبدأ و"لحظة أخرى مهمة جدا".
ويحيي أحفاد العبودية الهولندية في ذلك التاريخ ذكرى مرور 150 عاما على انتهاء العبودية في احتفال سنوي يعرف باسم "كيتي كوتي" (كسر القيود) في سورينام.
والأسبوع الماضي، أمر ملك هولندا، ويليام ألكسندر، بالتحقيق حول دور العائلة المالكة في الماضي الاستعماري لبلاده عقب توصية من لجنة استشارية.
وفي يوليو/تموز من العام الماضي، طالبت لجنة استشارية بالاعتراف بأن تجارة الرقيق في القرنين الـ17 والـ19 ترقى لجرائم ضد الإنسانية، وأن على العائلة الاعتذار عن الدور الهولندي.
وقال الملك ألكسندر: "المعرفة الواسعة بالماضي ضرورة لفهم الحقائق والتطورات التاريخية والتعامل مع تأثيرها على الأشخاص والمجتمعات بأكبر قدر ممكن من الوضوح والصدق.. أعتقد أنه ينبغي أن تتوافر هذه المعرفة بشأن دور بيت أورانج ناسو في التاريخ الاستعماري”.
وساهمت العبودية في تمويل "العصر الذهبي" الهولندي، وهي فترة ازدهار من خلال التجارة البحرية في القرنين السادس عشر والسابع عشر، وقامت البلاد بالإتجار بنحو 600 ألف أفريقي خصوصا نحو أمريكا الجنوبية والكاريبي.
في أوج امبراطوريتها الاستعمارية، كانت للمقاطعات المتحدة المعروفة حاليا باسم هولندا، مستعمرات مثل سورينام وجزيرة كوراساو الكاريبية وجنوب أفريقيا وإندونيسيا حيث كان مقر شركة الهند الشرقية الهولندية في القرن السابع عشر.
وفي السنوات الأخيرة، بدأت هولندا النظر في إرث دورها بالعبودية وتاريخها الاستعماري والتي بدونه لم تكن المدن الهولندية ومتاحفها الشهيرة لتصبح ما هي عليه اليوم.