هيونداي تتمسك باستثمار 26 مليار دولار في أمريكا رغم طرد عمالها

دعا الرئيس التنفيذي لشركة هيونداي، خوسيه مونوز، إلى إصدار تأشيرات جديدة لسفر العمل قصير الأجل بالولايات المتحدة، في أعقاب مداهمة سلطات الهجرة الأمريكية لمنشآتها في ولاية جورجيا.
وأكد مونوز في مؤتمر لمستثمري هيونداي عُقد في نيويورك يوم الخميس أن مئات العمال الكوريين الجنوبيين الذين تم ترحيلهم يمتلكون مهارات متخصصة لا تجدها الشركة في الولايات المتحدة.
وبينما حافظت المجموعة على التزامها بإكمال مشروعها باستثمار 26 مليار دولار في الولايات المتحدة، إلا أنها أشارت إلى أن عملها سيتأخر.
وقال مونوز، "أعتقد أننا وضعنا جميع الأسس اللازمة لتحقيق انتقال ناجح وكامل، كل ما نحتاجه هو منصة في نظام التأشيرات تضمن عدم تكرار هذا الوضع في المستقبل".
فرص نمو كبيرة
وألقت ثالث أكبر شركة لصناعة السيارات في العالم باللوم على الرسوم الجمركية الأمريكية في خفض توقعات أرباحها، لكنها حافظت على التزامها بتصنيع 80% من السيارات المباعة في الولايات المتحدة محليًا بحلول نهاية العقد، بزيادة عن النسبة الحالية البالغة 40%.
لكن مونوز صرّح للمستثمرين: "أعتقد أن لدينا فرصًا كبيرة للنمو في الولايات المتحدة بلا شك، إنها اليوم السوق الأكثر ربحية، وستظل كذلك، لكن لا يمكننا الاعتماد على الولايات المتحدة وحدها".
وأضاف أن الصين ستكون محور تركيز جديد للمجموعة الكورية الجنوبية، بقوله: "قد تكون أكثر ربحية، مثل الولايات المتحدة وأعتقد أن الوقت قد حان الآن لاستكشاف الفرص الأخرى".
وقد أثار اعتقال مئات العمال الكوريين الجنوبيين على يد عملاء أمريكيين في مصنع بطاريات هيونداي-إل جي تحذيرات من الرئيس الكوري الجنوبي لي جاي ميونغ بأن الشركات ستكون "أكثر ترددًا" بشأن الاستثمار في أمريكا.
كما تعهدت شركة صناعة السيارات بتوسيع عروضها من السيارات الهجينة ردًا على سياسات الرئيس دونالد ترامب المناهضة للسيارات الكهربائية، مع التخلي عن هدفها المعلن سابقًا ببيع مليوني سيارة كهربائية بحلول عام 2030.
ومن المتوقع أن تتباطأ مبيعات السيارات التي تعمل بالبطاريات في الولايات المتحدة بعد أن ألغى ترامب حوافز السيارات الكهربائية.
18 طرازًا هجينًا
وصرحت هيونداي أنها تخطط حاليًا لطرح أكثر من 18 طرازًا هجينًا ضمن هدفها لبيع 3.3 مليون طراز كهربائي.
وخفّضت المجموعة، التي تُصنّع أيضًا علامتي كيا وجينيسيس، هامش ربحها التشغيلي لعام 2025 إلى نطاق يتراوح بين 6% و7%، بانخفاض نقطة مئوية واحدة عن توقعاتها السابقة، وذلك بسبب تأثير ارتفاع الرسوم الجمركية الأمريكية على السيارات المستوردة من كوريا الجنوبية.
وتستهدف الشركة تحقيق هامش ربح يتراوح بين 8% و9% بحلول عام 2030.
وقال لي هانغ كو، الباحث في المعهد الكوري لتكنولوجيا السيارات: "تواجه هيونداي صعوبات كبيرة في الولايات المتحدة، حيث يتعين عليها التعامل مع فجوة الرسوم الجمركية مع منافسيها اليابانيين، وغياب الإعفاءات الضريبية لمشتريات السيارات الكهربائية، وتأخير إتمام مشروعها المشترك للبطاريات".
وأضاف، "سيؤدي غياب الإعفاءات الضريبية إلى زيادة صعوبة مبيعات السيارات الكهربائية في الولايات المتحدة، الأمر أكثر إيلامًا لهيونداي لأنها كانت تتمتع فيها بميزة تنافسية على منافسيها اليابانيين".
وتوقع لي أن تزيد هيونداي استثماراتها في الولايات المتحدة لتعزيز الطاقة الإنتاجية هناك وتحديث مصانعها.
وأوضح مونوز أن توقعات الشركة استندت إلى افتراض أن التعريفة الجمركية البالغة 25% على صادرات السيارات الكورية من المرجح أن تُبقي عليها في الوقت الحالي، حيث وصلت المحادثات بين سيول وواشنطن إلى طريق مسدود بشأن تفاصيل تعهدات كوريا باستثمار 350 مليار دولار.
في الوقت نفسه، أشاد المستثمرون بهيونداي لنجاحها في الانتقال إلى السيارات الكهربائية، مع زيادة مبيعاتها العالمية من السيارات الهجينة وسيارات محركات الاحتراق الداخلي في السنوات الأخيرة.