مسؤول أمريكي سابق يرصد ما لا تعرفه "الطاقة الذرية" عن "نووي إيران"
جوشوا بلوك يعتبر أن هذه ليست المرة الأولى التي تفشل فيها الوكالة الدولية للطاقة الذرية في التحقيق بشأن الانتهاكات الإيرانية المحتملة.
أكد جوشوا بلوك، المسؤول الأمريكي السابق بإدارة بيل كلينتون ومتحدث باسم الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية، فشلت في التحقيق بصورة كاملة، أكثر من مرة، في الانتهاكات الإيرانية ببرنامجها النووي.
- "التايمز": وثائق سرية تثبت سعي إيران لتصنيع قنبلة نووية
- تقرير استخبارات ألماني: إيران تسعى لحيازة تكنولوجيا أسلحة الدمار الشامل
وفي مقال بعنوان "ما لا تعرفه الوكالة الدولية للطاقة الذرية - أو تريد أن تعرفه - حول برنامج إيران النووي"، عبر موقع "ذا هيل" الأمريكي، أكد بلوك أن "الوكالة لم تستطع التحقيق بشأن الانتهاكات الإيرانية التي تكشف عنها الاستخبارات الإسرائيلية".
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، كشف خلال كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، في وقت سابق، أن "إيران تملك موقعا سريا لتخزين المواد النووية في طهران، متحديا مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية بأن يرسل مفتشين فورا لتفتيش هذا الموقع قبل أن يفرغه الإيرانيون".
لكن بعد مرور أسبوع على هذا الأمر، أعربت الوكالة عن رفضها ما قاله، موضحة خلال بيان صادر عنها، أن "جميع المعلومات التي تم الحصول عليها تخضع لمراجعة دقيقة، ويتم تقييمها إلى جانب معلومات أخرى للتوصل إلى تقييم مستقل يستند إلى خبرة الوكالة".
وأشار بلوك، إلى أنه "عندما وضعت الحكومة الإسرائيلية يدها على عشرات الآلاف من الوثائق الإيرانية متعلقة ببرنامجها النووي أصدرت الوكالة الذرية بيانا مشابها قالت فيه: "تماشيا مع ممارسات الوكالة المتبعة فإنها تقيم جميع المعلومات المتعلقة بالسلامة المتوفرة لديها"، دون الإشارة إلى إجرائها مزيدا من التحقيقات.
ولفت المسؤول الأمريكي السابق إلى أن إسرائيل شاركت بعد ذلك كثيرا من الملفات التي حصلت عليها من إيران مع خبراء أسلحة مستقلين ومجموعة مختارة من الصحفيين، وذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية في يوليو/تموز أن "الوثائق لم تكشف فقط الجوانب التي علمتها الوكالة الذرية عن برنامج الأسلحة النووية الإيرانية، بل أيضًا التفاصيل التي لم يكن يعلمها المفتشون الدوليون".
وقال بلوك إنه "رغم أن الوكالة الدولية للطاقة مكلّفة بمراقبة امتثال إيران للاتفاق النووي، اعترفت مرتين على الأقل بأنها لم تتحقق منه، ففي سبتمبر/أيلول 2017، قال المدير العام للوكالة يوكيا أمانو، إنهم ليس لديهم الأدوات للتحقق من المواد المدرجة بالبند المتعلق بتنظيم "الأنشطة التي يمكن أن تسهم في تطوير جهاز تفجير نووي".
وأشار إلى أنه خلال الإعلان عن الاتفاق النووي في يناير/كانون الأول عام 2016، قال الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما إن إيران لا يمكنها أن تغش، لكن نقاد الاتفاقية في هذا الوقت أشاروا إلى أن وكالة الطاقة ليس لديها معرفة كاملة بشأن برنامج الأسلحة النووية الإيرانية.
وخلال تحليل للتقرير الأخير للوكالة بشأن الأبعاد العسكرية السابقة لبرنامج إيران النووي، لاحظ ديفيد أولبرايت، المفتش النووي السابق في العراق، أن إيران لم تقدم للوكالة الدولية إعلانًا كاملًا بشأن أنشطتها السابقة المتعلقة بالأسلحة النووية، كما لم تقدم الشفافية والتعاون المطلوبين لإتمام الوكالة تحقيقها، وفقا لما رصده المقال.
وأوضح بلوك أن "هذا يعني أن الوكالة كانت غير قادرة على أن تشرح بشكل كامل الأنشطة المتعلقة بالأسلحة النووية الإيرانية، متضمنة التحقق من تفكيك برنامجها النووي تماما".
وأشار إلى أن الفجوات في معرفة الوكالة الدولية بشأن الأنشطة النووية الإيرانية السابقة ومواقعها العسكرية والمواقع التي اكتشفتها الاستخبارات الإسرائيلية، تثير التساؤلات حيال الأبعاد الكاملة لبرنامج طهران النووي، مؤكدًا مدى أهمية تلك الفجوات مع اقتراب شهر نوفمبر/تشرين الثاني، الموعد الذي حدده الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإنفاذ حزمة عقوبات جديدة على طهران.
ولفت إلى أن "هناك الكثير نجهله بشأن البرنامج النووي الإيراني. هناك الكثير لن نكون قادرين على معرفته لأن الاتفاق به كثير من الثغرات، والوكالة الدولية للطاقة غير قادرة – أو غير راغبة – في معالجتها".