التشكلات السردية لإبراهيم الكوني في رسالة دكتوراه
الأديب الليبي إبراهيم الكوني أشبع عوالم رواياته بأساطير الصحراء، ورسم لها ملامح روائية مكنتها من دخول حرم الرواية العالمية.
حصل الكاتب والباحث المصري مصطفى سليم، على درجة الدكتوراه في النقد الأدبي من جامعة عين شمس بالقاهرة، عن أطروحته «الأسلاف والأخلاف بين السلطة والحرية.. تشكلات السرد فى ملحمة إبراهيم الكوني» بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف الأولى.
وتكونت لجنة المناقشة من الأساتذة الدكاترة، صلاح فضل، مشرفاً ورئيساً، وعبدالناصر حسن مناقشاً، وحسين حمودة مناقشاً.
وقال سليم: "إن رحلته النقدية فى عوالم الكوني الروائية استغرقت 6 سنوات اطلع خلالها على منجز الرجل السردي كاملاً، بما فى ذلك سيرته الذاتية والمعنونة بـ"عَدوس السري"، وأشار إلى أنها تتضمن كثيراً من الأسرار عن سرديات الكوني الكبرى، غير غافلة عن توثيق تاريخ ليبيا الحديث تحت وطأة حكم القذافي عبر الوقائع والأحداث الكبرى والشخصيات السياسية والثقافية فيها وعلاقة السياسي بالثقافي، ودخول هذه وتلك دائرة الصراع على الخلود والسلطة.
وأضاف الكاتب: أن "الكوني أشبع عوالم رواياته بأساطير الصحراء، ورسم لها ملامح روائية مكنتها من دخول حرم الرواية العالمية بعدما أخبرنا عن أبطالها وكائناتها التي تمثلت في "الإنس، والجن، والأشباح والأرواح، وحيوانات، وجمادات الصحراء الكبرى، وفق معالجات وبُنى روائية تنوعت بين الحقيقة والخيال تارة وبين الواقعية السحرية تارة أخرى".
وأوضح الباحث أن الكوني بعدما بعث تراث الأمازيغ من تحت ركام التاريخ عبر 60 رواية من جملة 81، اتهمته بعض القراءات العربية بأنه "أسير الصحراء"، فقرر أن يدخل أبواب مدينة طرابلس في القرن الثامن والتاسع عشر ويحفظها في مخيلة الناس روائياً وفنياً، تماماً كما صنع بلزاك ودوستويفسكي مع المدينة، وهرمان ملفيل وهمنجواي مع البحر، وكنوت هامسون مع الغابات، ونجيب محفوظ مع القاهرة، فكتب الكوني عن البيوت والمجتمع والمقاهي والأسواق والقصر والقلعة والطبقات المجتمعية في طرابلس هذا الزمان عبر السداسية.
إبراهيم الكوني، روائي ليبي ينتمى لأصول أمازيغية، ولد في عام 1948، ويعد "أبوالرواية في ليبيا"، يحظى بسيرة ومكانة عالمية في عالم الرواية بعدما كتب 81 رواية، وتنافست لغات العالم الحية إلى نقله للغاتها التي بلغت 40 لغة، وفازت رواياته بعدة جوائز عالمية، تنوعت بين السويسرية واليابانية والفرنسية والأمريكية والعربية، واختارته مجلة لير الفرنسية من بين أحد أبرز 50 روائياً عالمياً معاصراً، ورشحته الأوساط الثقافية والنقدية والأكاديمية في أوروبا وأمريكا واليابان، لجائزة نوبل مراراً.