الحرم الإبراهيمي محروم من المصلين بسبب الاحتلال الإسرائيلي
يعاني الحرم الإبراهيمي من غياب المصلين الذين منعهم الاحتلال الإسرائيلي من دخول المسجد لمدة 6 أيام خلال شهر أكتوبر/تشرين الأول الجاري بسبب الأعياد اليهودية
عبر نافذة منزله، يتابع المسن الفلسطيني عبد الرحيم الشرباتي، بغضب وحسرة، حركة دخول وخروج المستوطنين اليهود إلى المسجد الإبراهيمي وسط مدينة الخليل، جنوبي الضفة الغربية، فيما لا يستطيع هو الوصول إليه؛ رغم أنه لا يبعد عنه سوى عشرات الأمتار.
وقال الشرباتي لـ"بوابة العين"، إن " قوات الاحتلال الإسرائيلي لا تكتفي بالإجراءات والعراقيل التي يضعها محيط المسجد وفي منطقة شارع الشهداء، والتي أدت لتقليص أعداد المصلين في المسجد الإبراهيمي إلى أقل من أصابع اليدين في بعض الصلوات، بل بات يغلقه بالكامل لصالح المستوطنين بحجة الأعياد اليهودية"، مؤكدًا أن هذه الأعياد باتت مناسبة لتحويل حياة السكان إلى جحيم.
إغلاق كامل
وأعلنت سلطات الاحتلال، أمس الأحد، إغلاق المسجد الإبراهيمي في مدينة الخليل، أمام المصلين على مدار 6 أيام من الشهر الجاري، يمنع خلالها المصلون المسلمون من الدخول إليه، مقابل السماح للمستوطنين اليهود فقط بالدخول.
ويؤكد الشيخ حفظي أبو اسنينة، مدير المسجد الإبراهيمي، في حديثه لـ"بوابة العين" أن الإغلاق يبدأ، الإثنين، ويستمر الثلاثاء أيضاً، فيما يعاد إغلاقه بالكامل أيام 6 و12 و18 و19 من الشهر الجاري، مشيراً إلى أن سلطات الاحتلال تفرض إجراءات أمنية مشددة محيط المسجد، و تمنع الشبان الفلسطينيين الذين تتراوح أعمارهم ما بين 15-30 عامًا، من دخول المسجد والصلاة فيه.
ويعد الحرم المسجد من أبرز المعالم التاريخية الفلسطينية، ويضم عناصر معمارية وأثرية مهمة، وهو يخضع للاحتلال الإسرائيلي منذ عام 1967، ووفق دعوات تلمودية توراتية أنه كنيس يهودي، فيما جرى تقسيمه بعد مجزرة باروخ جولدشتاين التي راح ضحيتها 39 مصلياً عام 1994.
محاولة تهويد
ويؤكد المتحدث باسم تجمع شباب ضد الاستيطان، عيسى عمرو، في حديثه لـ"بوابة العين" أن الاحتلال يسعى لفرض أمر واقع على المسجد الإبراهيمي تمهيداً للسيطرة الكاملة عليه، وتحويله إلى كنيس يهودي كامل وفق معتقدات توراتية، ضمن مساعيه لتحويل منطقة h2 في الخليل، إلى منطقة يهودية بالكامل.
ولفت إلى وجود 100 عائق و20 حاجزاً ونقطة تفتيش، تضعها قوات الاحتلال في الطريق إلى المسجد الإبراهيمي والمنطقة المغلقة محيطه (شارع الشهداء وتل ارميدة)؛ مؤكدًا أن هذه المعيقات والحواجز تتزايد باستمرار لتفرض أمرا واقعا تبعد فيه المسلمين عن مسجدهم لصالح المستوطنين الذين يحولون المكان إلى ساحات رقص وأداء طقوس تلمودية.
ووفق مدير المسجد الإبراهيمي، فإن إجراءات الاحتلال في الأيام العادية تسببت بتراجع أعداد المصلين بشكل كبير جدًا، مبيناً أنه لا يتجاوز عدد المصلين في صلاة العصر 25 شخصاً، أما المغرب فالعدد لا يتجاوز 50 مصلياً، رغم الأهمية الدينية للمسجد، فهو يحتل المرتبة الثانية بعد المسجد الأقصى.
وأدان المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية، الشيخ محمد حسين، قرار سلطات الاحتلال الإسرائيلي إغلاق المسجد الابراهيمي لمدة 6 أيام خلال الشهر الجاري أمام المصلين المسلمين.
وبين المفتي في بيان له، الإثنين، أن هذا الإجراء يحرم المصلين المسلمين من أداء الشعائر الدينية في هذا المسجد العظيم، ليترك مستباحاً أمام المستوطنين لأداء طقوسهم الدينية.
aXA6IDMuMTQ1LjY2LjEwNCA=
جزيرة ام اند امز