إدلب السورية.. أطماع أردوغان تفجر "تسونامي" نزوح
700 ألف فروا منذ ديسمبر/كانون الأول أغلبهم من النساء والأطفال في موجة نزوح تعد الأكبر خلال الحرب السورية منذ 8 أعوام.. التقرير كاملا عبر العين الإخبارية
فجّر التصعيد التركي الأخير بإدلب السورية أكبر موجة نزوح منذ اندلاع الحرب في البلاد قبل نحو 9 سنوات، ليتحول الوضع إلى ما يشبه "تسونامي" نزوح.
ويحمّل مراقبون المسؤولية عن الوضع الراهن لأطماع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في سوريا.
وقالت وكالتان تابعتان للأمم المتحدة، الثلاثاء، إن عددا ممن فروا من القتال في سوريا الأسابيع العشرة الماضية يفوق عددهم في أي وقت آخر منذ بدء الحرب.
وأوضحتا أن مدينة إدلب، التي تؤوي الكثيرين، قد تتحول إلى مقبرة إذا استمرت الأعمال القتالية.
وقال ينس لاركيه من مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، بحسب وكالة رويترز: "إنها أسرع عمليات النزوح نموا التي شهدناها على الإطلاق في البلاد".
وأضاف أن نحو 700 ألف فروا منذ ديسمبر/كانون الأول أغلبهم من النساء والأطفال.
وقد يفر 280 ألفا آخرين من المراكز السكانية إذا استمر القتال بما في ذلك مدينة إدلب المكدسة بالفارين من القتال من مناطق أخرى والتي لم تشهد بعد هجوما عسكريا شاملا على مركزها.
وقال لاركيه: "إنها تضم أكبر تركز للنازحين في العالم وتحتاج بشكل ملحّ إلى وقف الأعمال القتالية حتى لا تتحول إلى مقبرة".
ويقيم 5.5 مليون، من بين 17 مليون سوري، كلاجئين في المنطقة أغلبهم في تركيا كما نزح 6 ملايين آخرين من ديارهم إلى مناطق أخرى داخل سوريا.
ويواجه المدنيون صعوبات في إيجاد مأوى وسط ظروف طقس الشتاء القارس والثلوج والأمطار والرياح التي أتت بها العاصفة كيارا.
المساجد والمخيمات
وقال أندريه ماهيسيتش المتحدث باسم مفوضية اللاجئين إن المساجد امتلأت والمخيمات تكدست.
وأضاف للصحفيين في جنيف: "حتى إيجاد مكان في مبنى تحت الإنشاء أصبح شبه مستحيل" وقال إن الأزمة الإنسانية هناك تتفاقم.
وتابع لاركيه أن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أرسل 230 شاحنة عبر معبرين حدوديين مصرح بهما في تركيا هذا الشهر تحمل الغذاء والماء ومعدات النظافة.
وأُرسلت 1227 شاحنة الشهر الماضي في أكبر عملية مساعدة تعبر الحدود هناك منذ بدء المساعدات في 2014.
وتزداد معاناة النازحين مع انخفاض حاد في درجات الحرارة. ولجأ الجزء الأكبر منهم إلى مناطق مكتظة أساساً بالمخيمات في شمال إدلب.
ولم يجد أكثرهم خياما تؤويهم أو حتى منازل للإيجار، واضطروا إلى البقاء في العراء أو في سياراتهم أو في أبنية مهجورة قيد الإنشاء.
قصف تركي مكثف
وبدأت فصائل سورية مسلحة بغطاء مدفعي تركي، أمس الإثنين، عملية عسكرية واسعة ضد مواقع لقوات الجيش السوري شرقي إدلب.
ورصد المرصد السوري لحقوق الإنسان قصفا صاروخيا مكثفا تنفذه القوات التركية والفصائل على مواقع القوات السورية في ريف إدلب الشرقي.
ويتركز القصف المكثف عبر عشرات القذائف الصاروخية والمدفعية على سراقب وقرى بريفها، وذلك بالتزامن مع تحركات للقوات التركية والفصائل انطلاقا من بلدة النيرب.
وكان المرصد قد رصد كذلك تمركزا جديدا للقوات التركية داخل الأراضي السورية، حيث عمدوا إلى إنشاء موقع عسكري تابع لهم في الفوج 46 بريف حلب الغربي.
وأوضح أن الموقع العسكري يأتي في إطار استمرار انتشار الأتراك في حلب وإدلب، حيث كانت قد تمركزت خلال الساعات والأيام القليلة الماضية بمواقع ونقاط عدة، أبرزها مطار تفتناز العسكري ومعسكر طلائع البعث في المسطومة وتل قميناس غرب مدينة إدلب.
وأعلن الجيش السوري، في وقت سابق اليوم الثلاثاء، مواصلة قواته الرد على اعتداءات قوات النظام التركي المحتل في محافظة إدلب وغرب حلب وجنوبها.
وقالت القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة السورية، في بيان،: إن “الاعتداءات التركية لن تفلح في حماية الإرهاب التكفيري المسلح ولن تثني الجيش عن متابعة أعماله القتالية في محافظة إدلب وغرب حلب وجنوبها لتطهيرها من رجس الإرهاب المسلح بمختلف مسمياته، وإعادة الأمن والاستقرار إلى جميع المناطق على امتداد الجغرافيا السورية".
وأوضحت القيادة أن النظام التركي يستمر بتصعيد أعماله العدوانية وخروقاته العسكرية ضد سوريا بما يناقض القانون الدولي ومبدأ سيادة الدول المستقلة، وذلك في محاولة منه لوقف تقدم الجيش السوري ومنع انهيار التنظيمات الإرهابية المسلحة، المصنفة على لائحة الإرهاب الدولي، في إدلب وغرب حلب.
وسيطر الجيش السوري على كامل الطريق الدولي حلب-دمشق بعد أسابيع من هجوم عسكري واسع بدعم روسي في شمال غرب البلاد.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن الجيش السوري سيطر بالكامل على الطريق السريع بين حلب ودمشق لأول مرة منذ عام 2012 بعد أن طردت المليشيات المسلحة الموالية لتركيا من آخر موطئ قدم لهم على الطريق.
كما استعادت الطريق الدولي، الذي يعبر مدناً عدة من حلب شمالاً مروراً بدمشق وصولاً إلى الحدود الأردنية جنوباً، وكانت تشكل هدفاً رئيسياً لدمشق.