حوادث
"جثة حارس الأهلي المصري" تحرز هدفا قاتلا.. وآيات قرآنية تشهد على صعود موهبته
عمارات قصيرة لا تتخطى الـ5 طوابق. تبدو عليها آثار القِدم. ومن بينها عمارة بطلاء حديث، تصل لـ13 طابقا، من أعلاها أنهى شاب مصري حياته.
غير أن الشاب حظي بمتابعة إعلامية كبيرة، ونعاه مسؤولون، مثل وزير الرياضة المصري، ومشاهير كرة القدم في النادي الأهلي المصري، الذي كان الشاب يلعب بين صفوفه كحارس مرمى، لفريق 2003.
صباح الأحد الماضي، أنهى زياد إيهاب حياته، بإلقائه نفسه من أعلى العقار الذي يسكن فيه، بحسب بيان للنيابة العامة المصرية، الذي صدر بعد ساعات من الحادث.
وقالت النيابة العامة في بيان، مساء الأحد الماضي، إن التحقيقات توصلت حتى تاريخه، من "مرور المتوفى بضائقة نفسية، لرفض والده طلبه، للزواج من إحدى الفتيات، وفي وقت مبكر من صباح اليوم، فاجأ أهله بإلقائه نفسه من أعلى العقار الذي يقيمون به ففارق الحياة".
والعقار يقع بشارع أبو العلا الزيني، وهو أحد شوارع حي عين شمس بالقاهرة. وحين كانت صلاة الجنازة تقام على الشاب مساء الإثنين، كان الشارع خاليا من أي صخب، على عكس الشوارع المحيطة، التي يشقها سوق شعبية، تمتلأ بالصخب.
على مقربة من العقار، كان 3 أشخاص يدخنون السجائر أمام أحد المحال التجارية. يقول أحدهم إن الشارع يتميز بالهدوء، عكس الشوارع الأخرى المجاورة، مشيرا بيده إلى العقار الذي كان زياد يقطنه قائلا: إنه الأطول في محيطه.
انتقل زياد إلى هذا العقار منذ عامين بحسب جيرانه، وقبلها بعامين، انتقل من منزله الذي نشأ فيه، بشارع الفرن، وسمي بهذا الاسم لوجود مخبز على أوله.
تناقض كبير بين الشارعين، الذي مات فيه الشاب ذو الـ19 عاما، وبين الذي نشأ فيه، فحالة الهدوء التام في الأول لم تكن كذلك في الثاني، إذ تجمع جيرانه وأصدقاؤه القدامى، لمعرفة تفاصيل الجنازة والدفن، وموعدهما.
يقول محمد خالد لـ"العين الإخبارية" وهو يشير إلى المنزل الذي نشأ فيه زياد، إنه كان يعيش هنا طويلا قبل الانتقال بعد ذلك مرتين: "كان شديد الاحترام، وله أخ وأخت، وكل أسرته مشهود لهم بالأخلاق الحسنة".
يتذكر الرجل طفولة زياد، حيث كان أبرز لاعبي الكرة في منطقته الشعبية، وانتقل من لعب الشارع للأندية، حتى انتهى به المطاف حارسا للنادي الأهلي المصري.
وعلى عكس البيت الأخير الذي كان زياد يسكن فيه قبل وفاته، فإن المنزل الذي نشأ فيه، بسيطا لا يزيد عن 5 أدوار، عليه آيات قرآنية مكتوبة ورسوم دينية، وتبدو عليه ملامح القِدم.
يقول مصطفى أحمد وهو يقف أمام المنزل القديم، والذي لا يبتعد كثيرا عن المنزل الجديد، إنه ظل على تواصل مع زياد منذ الطفولة وحتى لحظة وفاته.
كان زياد يحب كرة القدم، ويتحدث دوما عن أحلامه وطموحاته، غير أن ما حدث كان يشبه الكابوس في عيون زملائه وجيرانه: "ندعو الله أن يرحمه وأن يصبر أسرته، ولا نملك غير ذلك".
عاش زياد حياته يصد أهداف الفرق المنافسة ليصعد بفريقه إلى الأدوار التالية، لكنه هنا قرر أن يكون الهدف مختلفا وأن يحرزه في نفسه شخصيا، فأمسك بيديه وألقى جسمه من الدور الـ11، لتحتضن جثته شباك الأرض، كما أراد تماما، ليصعد بروحه إلى السماء.