تطورات جديدة تغير توقعات "النقد الدولي" للنمو العالمي في 2020
الصندوق توقع قبل شهر أن إغلاق الشركات وإجراءات العزل العام لمواجهة الفيروس سيدفعان العالم نحو أعمق ركود منذ الكساد الكبير عام 1930
سيضطر صندوق النقد الدولي أمام ضعف العديد من الدول في التصدي لجائحة كورونا، إلى إجراء خفض جديد لتوقعاته بشأن النمو العالمي في 2020.
قالت مديرة صندوق النقد الدولي كريستالينا جورجيفا، الثلاثاء، إن من "المرجح جدا" أن يجري الصندوق المزيد من الخفض لتوقعاته للنمو العالمي.
وأكدت أن فيروس كورونا يلحق ضررا بالكثير من الاقتصاديات بصورة أكثر حدة مما كان متوقعا في السابق.
وأشارت جورجيفا خلال مؤتمر عن بعد برعاية فايننشال تايمز "البيانات الواردة من دول كثيرة أسوأ من توقعاتنا المتشائمة بالفعل، ومن المرجح جدا أن نصدر تحديثا لتوقعاتنا في وقت ما من يونيو/حزيران، وفي تلك المرحلة فإن توقعاتنا ستكون أسوأ بعض الشيء من حيث كيفية رؤيتنا للعام 2020".
وتوقع صندوق النقد الدولي قبل شهر أن إغلاق الشركات وإجراءات العزل العام الرامية لإبطاء انتشار الفيروس سيدفعان العالم نحو أعمق ركود منذ الكساد الكبير عام 1930، مع انكماش الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 3% في 2020، مع خسائر تصل إلى 9 تريليونات دولار، ثم سيشهد انتعاشا جزئيا في عام 2021.
وفي ظل التصور الأولي لصندوق النقد الدولي، والذي افترض أن آثار الجائحة ستنحسر في النصف الثاني من العام، فقد توقع أن النمو سينتعش إلى 5.8% في 2021. لكن الصندوق قال أيضا في ذلك الوقت إن توقعاته غير ثابتة وتعتمد على البيانات الواردة.
وفقدت الولايات المتحدة 20.5 مليون وظيفة في أبريل/نيسان، مع بلوغ معدل البطالة 14.7%، ويقول مسؤولون أمريكيون إن بيانات الوظائف في مايو/أيار قد تكون أسوأ.
ويراجع صندوق النقد الدولي في العادة توقعاته في تقرير آفاق الاقتصاد العالمي أوائل يونيو/حزيران.
الأسواق الناشئة
وقالت جورجيفا إن تراجع البيانات من المرجح أن يعني أيضا أن الأسواق الناشئة والاقتصادات النامية ستحتاج تمويلا إضافيا بأكثر من 2.5 تريليون دولار لمواجهة الجائحة.
وأضافت أن تقديرات صندوق النقد السابقة لذلك المبلغ، من الموارد الداخلية للدول والتمويل الخارجي، كان "عند الحد الأدنى".
وتوقعت جورجيفا أن الرقم سيجري تعديله بالرفع عند إصدار صندوق النقد الدولي توقعاته الجديدة للاقتصاد العالمي.
اتفاق جديد لسياسات الصندوق
وبعد شهر من اجتماعات الربيع لصندوق النقد والبنك الدوليين، قالت جورجيفا إن أعضاء الصندوق لا يزالون بحاجة إلى اتفاق بشأن مسألة حقوق السحب الخاصة الجديدة بالصندوق، وهي الخطوة التي اتخذت آخر مرة في 2009 وتنطوي على تقديم سيولة جديدة بمئات المليارات من الدولارات من جميع أعضاء الصندوق، أغنياء وفقراء.
لكنها قالت إن الأعضاء سيواصلون مراجعة احتياجات السيولة وموارد صندوق النقد.
وقالت جورجيفا إن صندوق النقد الدولي "متحمس جدا" لدعم الأرجنتين في الوقت الذي تواجه فيه أزمة فيروس كورونا ومستوى ديونها الذي لا يمكنها تحمله.
وقالت مديرة صندوق النقد الدولي إنها على قناعة بأن حكومة الأرجنتين الحالية تعمل بجد لعلاج مشكلات الديون.
وأضافت قائلة "ما أراه في الأرجنتين هو في الواقع حكومة تريد أن تفعل الصواب من أجل شعبها ومن أجل دورها في المنطقة وفي الاقتصاد العالمي".