رسائل صادمة من صندوق النقد إلى أردوغان: اقتصادكم "هش"
تركيا جاءت في تقرير الصندوق مع جنوب أفريقيا ضمن الدول التي تراجعت إلى ما أقل من حد "كفاية الاحتياطي الأجنبي" وتتجه إلى الركود الثاني
حذر صندوق النقد الدولي في أحدث تقرير له من تدهور الاقتصاد التركي، قائلا: "إن الحاجة الكبيرة للتمويل الخارجي والاحتياطي الأجنبي المنخفض نسبيًا يجعلان تركيا غير محصنة ضد الصدمات".
ونشر صندوق النقد الدولي تقرير "الاضطرابات العالمية وأزمة فيروس كورونا المستجد" الذي يتناول أكبر 29 اقتصادا في العالم والتعاملات الجارية بمنطقة اليورو ومؤشر العملات الحقيقي وتدفق رؤوس الأموال والاحتياطي الدولي.
وجاءت تركيا في تقرير الصندوق عن وضع البنوك المركزية حول العالم ومستوى احتياطات النقد الأجنبي، مع جنوب أفريقيا ضمن الدول التي تراجعت إلى ما أقل من حد "كفاية الاحتياطي الأجنبي" وتتجه إلى الركود الثاني في أقل من عامين.
وكشفت بيانات البنك المركزي التركي عن تراجع احتياطات النقد الأجنبي بحلول نهاية شهر فبراير/شباط بنحو 23.4 مليار دولار أمريكي، ليصل إجمالي الاحتياطي عند 84.4 مليار دولار، متأثرا بزيادة المعروض من العملات الأجنبية.
ويبلغ إجمالي ديون تركيا الخارجية 225.8 مليار دولار حتى نهاية فبراير/شباط، وتلجأ الحكومة التركية إلى الاستدانة من الداخل عبر طرح سندات حكومية لدعم الليرة التركية المتراجعة بقوة أمام العملات الأجنبية.
ونجحت تركيا في توفير 10 مليارات دولار أمريكي فقط من مفاوضات التبادل والمقاصة مع قطر، وتنتظر تحقيق خطوة مشابهة أيضا مع الصين وبريطانيا واليابان.
الليرة تواصل الانهيار
واصلت الليرة التركية تراجعها، لليوم الثاني على التوالي، حيث انخفضت قيمتها إلى نحو غير مسبوق على الإطلاق، بعد أن وصل سعر الدولار إلى 7.3220 ليرة.
وفقدت الليرة نحو 1% أمام الدولار قبل ظهر اليوم الجمعة، كما انخفضت قيمة الأسهم في بورصة اسطنبول الرئيسية بنسبة 2.38%.
وجاء الانخفاض في قيمة الأسهم رغم تصريحات السلطات المصرفية في تركيا لمواجهة التراجع.
وقال البنك المركزي التركي اليوم الجمعة إنه سوف يخفض حدود السيولة المسموح به للمتعاملين الرئيسيين، في خطوة تستهدف رفع قيمة الليرة، غير أن العملة التركية استمرت في التراجع رغم هذه التصريحات.
ودعا خبراء الاقتصاد البنك المركزي إلى رفع أسعار الفائدة للتصدي لانخفاض قيمة الليرة.
غير أن البنك حافظ على سعر الفائدة القياسي بدون تغيير عند 8.25% منذ مايو/أيار الماضي، ومن المقرر عقد الاجتماع المقبل للنظر في سعر الفائدة في 20 أغسطس/آب.
ولم تنجح عمليات بيع الدولار واسعة النطاق التي نفذتها البنوك الحكومية التركية خلال العام الجاري في النهوض بقيمة الليرة.
الاقتصاد الأكثر بؤسا
قبعت تركيا في مكانها بين أكثر الاقتصادات بؤسا بالعالم خلال العام الجاري، وهو المركز نفسه الذي احتلته خلال 2019، وفقا للتصنيف الذي كشفت نتائجه الخميس وكالة "بلومبرج" الأمريكية.
ويعتمد مؤشر بلومبرج على بيانات التضخم والبطالة، التي تحدد كيفية معيشة مواطني هذه أو تلك الدولة، في المجموع، يشمل التصنيف 60 دولة في العالم. في عام 2020، وتم تجميع المؤشر للمرة السادسة.
aXA6IDMuMTYuODIuMjA4IA== جزيرة ام اند امز