إحصائيات تؤكد أن 96% من التونسيين غير راضين عن أداء حكومة تحالف الشاهد والإخوان ومنهجها في الإصلاح.
كشفت إحصائيات غير رسمية عن أن 96% من التونسيين غير راضين عن أداء حكومة تحالف الشاهد والإخوان ومنهجها في الإصلاح، لتصبح بمرور الوقت قابعة في قاع الرضا الشعبي.
وبإفصاح شركة الاستطلاعات سيجما كونساي عن أرقام مستوى رضا التونسيين عن أداء حكومة بلادهم، لشهر يناير/كانون الثاني الجاري، بات تحالف الشاهد والإخوان يواجه أكبر كراهية شعبية لحكومة، منذ 8 سنوات.
- إخوان تونس.. إهدار الملايين لتحسين صورتهم الموصومة بالإرهاب
- سامي الطاهري.. يساري تونسي محنك يقض مضاجع الإخوان
ونفذ اتحاد الشغل في تونس، إضرابين عامين، الأول في 22 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، والثاني في 17 يناير/كانون الثاني 2019، إضافة إلى تسجيل مسيرات في صفوف أساتذة التعليم الثانوي والمحامين والأطباء.
ويرى التونسيون، وفق نتائج سير الاستطلاع، أن رئيس الحكومة يوسف الشاهد فشل في إدارة الأزمة الاجتماعية والاقتصادية؛ حيث بلغت في عصره الأرقام والمؤشرات إلى مستويات قياسية، مثل نسبة التضخم التي وصلت إلى 8% مقارنة بـ4% سنة 2010، ونسبة المديونية التي بلغت 71% بعد أن كانت 25% سنة 2010.
صدام مع التونسيين
يرى سامي الرداوي، عضو الجبهة الشعبية، أن تحالف الشاهد والإخوان دخلوا في صدام مع المزاج العام التونسي، مؤكدا أنه لولا التمويلات المشبوهة من الخارج لانهار حزب النهضة في ظرف يومين.
وتابع: "الثروات الطائلة والمتأتية من اختلاس المال العام خلقت للإخوان موطئ قدم في الساحة السياسية التونسية"، مشيرا إلى أنه لم يسجل التاريخ السياسي التونسي منذ الاستقلال (1956) حالة عزلة سياسية مثلما تعيشه هذه الحكومة.
ويراقب التونسيون وضعهم السياسي بكثير من الريبة والشك حول أفق الأزمة ومدى تأثيرها على الانتقال الديمقراطي والنمو الاقتصادي والاجتماعي الذي لم يصل إلى المستويات المطلوبة.
ويمثل ملف الإرهاب والجهاز السري للإخوان من أبرز الملفات التي تجعل من غالبية الشعب التونسي لا يعبر عن رضاه على هذا التحالف؛ فالجراح التي تسبب بها حزب النهضة وأنصاره للبلاد خلق حالة من الإحباط الجماعي.
تقول سوسن الراوي أستاذ علم النفس الاجتماعي بالجامعة التونسية إن فشل الساسة والأجواء المتوترة بين فرقاء المشهد ساهم في زرع مزاج شعبي متشنج بالبلاد، تبرز تجلياته في ارتفاع نسبة الجريمة منذ سنة 2010 إلى 2018 بنسبة 20%.
وأوضحت أن الفشل الحكومي دفع 70% من الشباب التونسي (20 سنة - 35 سنة) إلى تفضيل الهجرة على البقاء في وطنهم، إضافة إلى هجرة الأدمغة التي سجلت خروج 90 ألف طبيب ومهندس وأساتذة جامعيين إلى الجامعات الأوروبية خلال السنوات الـ8 الأخيرة.
غياب روح المسؤولية
أما الكاتب والمحلل السياسي خليل الرقيق فيؤكد أنه من باب المسؤولية على الحكومة أن تنكب على إيجاد حلول وليس التفكير في بناء حزب جديد منشق على حزب نداء تونس.
وأضاف أن الشاهد لا يملك روح المسؤولية الوطنية لإنقاذ الاقتصاد والمجتمع، موضحا أنه ساهم في تعفين المشهد السياسي الذي يتسم بالفساد والتلاعب بالمال العام، وبالتالي من المنطقي أن يكون 96% من التونسيين غير راضين على أداء حكومتهم.
وشدد على أن هذا الرفض لتحالف الشاهد الإخوان تجسد في أكثر من مناسبة، وتبلور في أكثر من حملة (السترات الحمراء) و(باسطا) -كلمة إسبانية تعني يكفي- إضافة إلى اعتزام اتحاد الشغل تنفيذ إضراب عام ليومين 20 و21 فبراير/شباط المقبل.
كل ما سبق يترك مشهدا ضبابيا ومعقدا، تتشابك فيه مصلحة الإخوان في التغطية على جرائمهم مع مصلحة الشاهد الضيقة في بناء حزب سياسي؛ لكن منسوب التململ الشعبي في أكثر من محافظة قد يُحبط المشاريع "الجهنمية" لهذا التحالف.