باحث تونسي لصحيفة إيطالية: زيارة البابا فرنسيس للإمارات "عناق للعرب"
باحث تونسي يقول إن زيارة البابا فرنسيس للإمارات تؤكد أن الحوار الإسلامي المسيحي ليس خيارا هامشيا، بل رؤية استراتيجية مليئة بالإنسانية
أيام قليلة تفصلنا عن ميعاد الزيارة التاريخية لقداسة البابا فرنسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكية، لدولة الإمارات العربية المتحدة، والتي تعد الأولى من نوعها لمنطقة الخليج العربي، والمقررة خلال الفترة من 3 إلى 5 فبراير/شباط المقبل.
ونشرت صحيفة "لا ستامبا" الإيطالية اليومية حواراً صحفياً مع الباحث التونسي عدنان المقراني، أستاذ الدراسات الإسلامية والعلاقات الإسلامية المسيحية في الجامعة البابوية الجريجورية، والمعهد البابوي للدراسات العربية والإسلامية في العاصمة الإيطالية روما، معلقاً على الزيارة، حيث قال: "قيادة البابا فرنسيس تتجاوز العالم الكاثوليكي، ورسالته هي أن السلام والأمل والرجاء يصلون إلى خارج حدود أوروبا، بل أيضاً يمكن أن تكون عاملاً كبيراً في تشجيع الأشخاص الذين يريدون الانفتاح على الإصلاحات والحوار".
وبسؤال "مقراني" عن مغزى زيارة البابا فرنسيس لدولتي الإمارات والمغرب، قال: "بشكل عام، اختيار قداسة البابا فرنسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكية، زيارة دولتين مسلمتين عربيتين، واحدة في الشرق الأقصى والأخرى في أقصى غرب العالم العربي، أراه بشكل رمزي كعناق للعالم العربي وانفتاح كبير للحوار".
وأكد "الباحث التونسي" في حواره مع صحيفة "لا ستامبا" الإيطالية: "زيارة البابا فرنسيس لدولة الإمارات العربية المتحدة ذات قيمة رمزية قوية، فنحن نعلم أن الإسلام ولد في الجزيرة العربية، لذلك على المستوى الرمزي يعتبر هذا اللقاء مهما جداً، فالإمارات العربية المتحدة دولة غنية ومفتوحة، وتحترم حقوق الأقليات، لذا تحمل هذه الزيارة رسالة سلام وحوار للقول إننا لا نملك مصائر منفصلة، بل على العكس، لدينا مصير واحد مشترك، والحوار الإسلامي المسيحي ليس خياراً هامشياً، بل رؤية استراتيجية مليئة بالإنسانية".
وعلق "مقراني" على القداس الذي سيقام في اليوم الأخير من الزيارة أمام 120 ألف شخص في ملعب أبوظبي، قائلاً: "في الحقيقة هناك مجتمع مسيحي مكون من حوالي مليون شخص في دولة الإمارات العربية المتحدة يتألف بشكل رئيسي من المهاجرين القادمين من آسيا والفلبين والهند، لذلك يمكن القول إن هناك وجوداً مسيحياً كبيراً".
واختتم أستاذ الدراسات الإسلامية والعلاقات الإسلامية المسيحية في المعهد البابوي للدراسات العربية والإسلامية في روما حديثه للصحيفة الإيطالية قائلا: "مشاركة البابا فرنسيس في اللقاء بين الأديان الذي سيعقد ضمن برنامج اليوم الثاني من الزيارة ستشهد حوارا ملموسا للسلام وتبادل الأفكار، فهي خطوة مهمة للغاية مثلما حدث عندما زار البابا فرنسيس القاهرة في عام 2017، لأنه لن يكون اجتماعاً مع القيادة السياسية للبلاد فقط، بل أيضاً مع مثقفي وزعماء الأديان القادمين من البلدان الأخرى".