إخوان تونس.. إهدار الملايين لتحسين صورتهم الموصومة بالإرهاب
بمبلغ قدره 18 مليون دولار يتعاقد حزب النهضة الإخواني في تونس مع شركة بريطانية في مسعى لتحسين صورته بعد سلسلة من الفضائح
الخناق الشعبي والانهيار المدوي لصورتها في الداخل التونسي يدفع بحزب النهضة الإخواني إلى التعاقد مع شركة بريطانية تدعى (بي سي دابليو) من أجل تحسين سمعته، وذلك بمبلغ قدره 18 مليون دولار يتجاوز أضعاف ما أعلنته حول ميزانيتها (2 مليون دولار).
هذا ما كشفته الصحيفة الفرنسية "جون أفريك" في عددها الأخير، في ظل وضع يواجه فيه إخوان تونس أحلك فتراتهم داخل مربع من الاتهامات القضائية والشعبية والأخلاقية.
هذا الخناق غير المسبوق يأتي بعد توالي فضائح الحزب وانكشاف أمر علاقته بالإرهاب ومسلسل الاغتيالات السياسية، وامتلاكه جهازا سريا مسؤولا عن رحلة الدم التي عاشتها البلاد منذ سنة 2011، وعمقت من جروح الحركة الضغط الجماهيري الذي زاد إثر أدائها الحكومي الضعيف الذي تسبب في سقوط قيمة الدينار أمام العملات الأجنبية وارتفاع نسبة المديونية وتفاقم عجز الميزان التجاري.
تمويلات مشبوهة
ويقول النائب في البرلمان التونسي منذر الحاج علي، في تصريح إعلامي، إن الإخوان اختلسوا من ميزانية وزارة التشغيل 450 ألف دينار (تقريبا 200 ألف دولار) من أجل دعم حملاتهم الانتخابية.
هذه الوزارة تشرف عليها الوزيرة الإخوانية "سيدة الونيسي" التي قامت بطرد كل الشخصيات التي تعارض الإخوان من الوزارة وكل من يحمل خصومة سياسية ضدهم.
وتساءل الحاج علي عن كيفية إعلان الحزب أن ميزانيته لا تتجاوز 2 مليون دولار ويقوم بصرف 18 مليون دولار في صفقات لتحسين صورته، مؤكدا أن هناك تمويلات مشبوهة من الخارج لدعم هذا الحزب.
شبهات المال الفاسد تحوم حول أسوار الإخوان، حيث أثبتها البنك المركزي يوم الإثنين الماضي عندما اتهم في تقرير سري تداولته وسائل الإعلام جمعية "الإغاثة الإسلامية" الإخوانية التي تلقت أموالا مجهولة المصدر، وقع صرفها في تسفير الشباب إلى مناطق النزاع في العالم بمساعدة تركية وقطرية.
شراء الذمم للتغطية على الجرائم الإرهابية
يقول فوزي البحري، القيادي بحزب العمال (يسار) لـ"العين الإخبارية"، إن هناك شكوكا حول مصادر تمويل الإخوان في تونس، مؤكدا أن قانون الأحزاب في تونس يمنع منعا باتا اللجوء إلى مصادر خارجية لتمويل الحملات الانتخابية.
وأضاف أن الإخوان يقتحمون الساحة السياسية بقوة المال الفاسد وشراء الذمم وانتهاج الترهيب لكل الأصوات الناقدة لسياستهم، والذي وصل حد اغتيال شكري بلعيد ومحمد البراهمي، مشيرا إلى أن النهضة تستمد وجودها من الدعم القطري والتركي والتنظيم الدولي للإخوان.
وتابع أن خسارة الحزب معركته في استمالة الرضا الشعبي جعلته يلجأ إلى الأساليب الملتوية التي تكلف خزينة الدولة الكثير من العملة الصعبة، في ظل وضع اقتصادي منهار ووضع اجتماعي يسوده الاحتقان.
وقال إن أسلوب الإخوان في شراء الذمم بدأ منذ سنة 2011، فقد أثبتت دائرة المحاسبات (هيئة قضائية مالية) سنة 2014 أن الإخوان تجاوزوا المبلغ المالي المحدد بالقانون صرفه في الحملات الانتخابية.
حزب النهضة.. رديف المال الفاسد
يرى العديد من المراقبين أن ما يقوم بصرفه الحزب على اجتماعاته ولقاءاته في الفنادق الفاخرة ومقراته الضخمة هو دليل على وجود مال فاسد يُحرك آلة الإخوان الدعائية.
ويؤكد المحلل السياسي مجدي القلعي لـ"العين الإخبارية" أن الإخوان شوهوا العملية الديمقراطية التي تقوم على مبدأ التنافس الشريف، مشيرا إلى أن المال السياسي لا يمكن أن يقدم ديمقراطية صلبة تعبر بنزاهة عن إرادة الشعب التونسي.
ودعا القضاء التونسي إلى التدخل قبل انتخابات نوفمبر/تشرين الثاني 2019 لوضع معايير موضوعية للتنافس الشريف، فمن غير المعقول أن تدور اللعبة السياسية بين أحزاب غير متكافئة في موازينها المالية.
aXA6IDE4LjIxNy4yMDguMjIwIA== جزيرة ام اند امز