تشهد المنطقة تصعيدا جديدا في إطار تكثيف قوات التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، بقيادة المملكة العربية السعودية، عملياتها ضد مليشيا الحوثي الإرهابية.
وهو ما جعل هذه المليشيا تهرب بتصرف غير مدروس، وذلك باستهداف بائس لمنشآت مدنية إماراتية مؤخرا، وهو ما يؤكد أن هذه المليشيا تسعى للفكاك من الضغوط المتلاحقة، بعد أن نجح التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن في تحقيق انتصارات إيجابية غيّرت قواعد المعادلة الاستراتيجية على الأرض اليمنية، وهو ما برز في الآونة الأخيرة، وبالتالي فإن الأمر سيحتاج إلى معالجة أخرى في إطار ما يجري من إدانات أو شجب للإجرام والإرهاب الحوثي، خاصة مع الإدانات العربية والدولية الواسعة، وإعلان مستشار الأمن القومي الأمريكي، جاك سوليفان، أن الولايات المتحدة "ستعمل مع الإمارات لمحاسبة الحوثيين"، فضلا عن استنكار الاتحاد الأوروبي العدوان الإرهابي الحوثي، فيما صدرت إدانة مماثلة عن الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش.
الواقع أن مواجهة قوات التحالف العربي لمليشيا الحوثي ارتبطت ببدء ضربات جوية في صنعاء استجابة للضرورة العسكرية وحماية اليمنيين، وكذلك استهداف قيادات إرهابية شمال صنعاء، وهو ما تزامن مع التصعيد الحوثي، في الوقت الذي تكبدت فيه عناصر المليشيا مزيداً من الخسائر في الجبهات المختلفة، إذ أكد التحالف مقتل 230 مسلحاً من الحوثيين، نتيجة 39 عملية نفذتها قواته بمحافظة مأرب، شرق صنعاء، كما شملت عمليات التحالف تدمير 21 آلية عسكرية قرب مطار صنعاء، حيث استخدمت عناصر الحوثي المطار في أغراض عسكرية، مستغلة الحماية الخاصة للمطار في إدارة وإطلاق العمليات العدائية والعابرة للحدود، باستخدام الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة والمفخخة، لاستهداف المدنيين والأعيان المدنية بالداخل اليمني ودول الجوار.
وقد نفذ التحالف عملية عسكرية محدودة ضد أهداف عسكرية مشروعة بمطار صنعاء، بعد استخدامه عسكرياً من قبل الحوثيين، وجاءت العملية بما يتوافق مع القانون الدولي الإنساني وقواعده العرفية.
وفي هذا الإطار واصلت قوات الجيش اليمني تضييق الخناق على مليشيا الحوثي في جنوب مأرب، حيث انتزعت عدداً من المواقع في طريقها لتطويق مديرية "حريب" من الجهة الغربية، بالتزامن مع تقدم قوات ألوية العمالقة لتحرير مركز المديرية نفسها، ومن ثم الوصول إلى مديرية "الجوبة" المجاورة.
أما في جبهة مأرب، فأعلن التحالف تنفيذ 45 عملية استهداف لمليشيا الحوثي في مأرب، ودمرت الاستهدافات 17 آلية عسكرية وقضت على أكثر من 220 عنصراً حوثياً، وتكبدت المليشيا في الشهرين الأخيرين أكثر من ستة آلاف من عناصرها، إضافة إلى مئات الأسرى.
في هذا الإطار، ولمواجهة ما يجري من إجرام حوثي، من الضروري تطوير منظومة المواجهة، والإعداد الشامل لترتيب معركة حاسمة ضد مليشيا الحوثي، وذلك لشل قدرتها وتحرير صنعاء وصعدة والحديدة، إذ إن ذلك هو الطريق الوحيد لإعادة اليمن إلى محيطه العربي، خاصة مع رفض المليشيا كافة مقترحات السلام وإصرارها على خيار الإرهاب، فمليشيا الحوثي -ومن ورائها إيران- لم تتوقف لحظة واحدة عن تحويل اليمن إلى جبهة لاستهداف مصالح دول الإقليم، وهو ما يتضح في مفاوضات فيينا حول البرنامج النووي الإيراني، فهذا الاعتداء الإجرامي الأخير يأتي بعد جريمة القرصنة التي ارتكبها الحوثيون في البحر الأحمر باختطاف السفينة "روابي"، التي كانت ترفع علم دولة الإمارات، ما يؤكد خطر الحوثي على الملاحة الدولية، فضلا عن تأكيده السلوك الإرهابي الحوثي، والذي يجب التعامل معه بجدية عبر تحريك الجبهات اليمنية في كل المناطق، خاصة بعد الهزائم التي تكبدها الحوثيون مؤخرا، بدخول قوات ألوية العمالقة الجنوبية، وتحريرها مديريات شبوة الثلاث، والوصول إلى محافظة مأرب وفك حصارها، ما يمكن أن يؤدي إلى تحقيق عمل عسكري واستراتيجي شامل، ومن ثم فإن التحرك العسكري لتحرير "الحديدة" سيكون هو الرد الأكثر حضورا وأهمية في المدى القصير، وبعد أن فرضت ألوية العمالقة الجنوبية معادلة مختلفة للقتال ضد الإرهاب الحوثي، فلا بد من سرعة الحسم العسكري لإنهاء انقلاب الحوثي، حيث بات الأمر واضحا.. الجميع متفق على حتمية الحسم العسكري، باعتباره الخيار الأنسب، لأنه لا يوجد بوادر أي حلول سعى إليها الداخل والخارج ورفضها الحوثيون.
الحوثيون لا يمتلكون أي قوة لتحقيق أي نصرٍ يغيرُ مجرى الأوضاع في اليمن، ورغم ذلك يتمسكون بخيار المواجهة بالإرهاب تأسيساً على سياسة لا تكترث أصلاً بحقوق الشعب اليمني، والمعنى أنه لا حل سياسي يبدو في الأفق في ظل الممارسات الإجرامية لهذه المليشيا، وفي ظل نجاح العمليات الجوية للتحالف العربي في الوصول إلى مراكز القيادة الحوثية، بالإضافة إلى تغير الموقف الدولي من الحوثيين لعدم استجابتهم للنداءات الدولية لوقف الحرب وعرقلة جهود الإغاثة، لتبقى الخيارات العسكرية الشاملة هي المطروحة تجاه ما يجري من ممارسات إجرامية لمليشيا الحوثي.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة