إذكاء الصراع القبلي.. فتنة الحوثي تحرق عمران وإب
في مسعى لإنهاك القبائل وفرض سيطرتها بقوة السلاح على المجتمع، تواصل مليشيات الحوثي الإرهابية إشعال الفتنة وبؤر الصراع القبلي المسلح شمال اليمن.
وفجرت مليشيات الحوثي، مواجهات دامية ومنفصلة بين العائلات القبلية في محافظتي عمران وإب، شمالي ووسط اليمن ما أسفر عن سقوط عشرات القتلى والجرحى.
- من جنيف.. معرض صور يعري "إرهاب الحوثي" ضد أطفال اليمن
- الإرهاب الحوثي يتصاعد.. قتيلان و4 مصابين بهجوم في لحج
إضعاف التماس القبلي
ففي عمران، قالت مصادر قبلية لـ"العين الإخبارية"، إن مليشيات الحوثي فجرت اشتباكات قبلية بين أهالي بلدة "قينة" و"الأبرق" في مديرية جبل عيال يزيد بمحافظة عمران.
وأوضحت المصادر أن الاشتباكات نشبت بسبب خلافات على مساقي مياه قبل أن تتطور لمواجهات دامية، لافتين إلى أن قيادات حوثية تقف خلف تغذية الصراع وزعزعة الاستقرار الاجتماعي في المديرية.
واتهمت المصادر المليشيات الحوثية باستغلال النزاعات القبلية لإضعاف التماسك الاجتماعي والقبلي وفرض مشروعها بأقل التكاليف على المناطق التي تحتلها.
وأكدت أن البلدتين كانتا تعيشان في وئام، إلا أن المليشيات الحوثية لجأت إلى التفريق فيما بينها عبر إثارة المشاكل وتأليبها ضد بعضها البعض، بما يسمح للمليشيات بتمرير مشروعها وسط حالة النزاع القائم.
استنزاف القبائل
وفي محافظة إب، تدور اشتباكات عنيفة بين عائلتين قبليتين منذ 5 أيام في بلدة "ثعوب" بعزلة "خباز" في مديرية العدين غربي المحافظة، وذلك على خلفية دعم مليشيات الحوثي لإحدى العائلات.
وبحسب مصادر قبلية لـ"العين الإخبارية"، فإن الاشتباكات المسلحة تجري بين قبليتي "بيت الدميني" و"بيت الواصلي" مع قبيلة "بيت الشهاري"، على خلفية قيام مجموعة مسلحة يدعمها المشرف الحوثي "أبو حسين الهاروني"، بمهاجمة وإحراق عدد من منازل عائلة "الشهاري"، وقتل أحد أفراد العائلة.
واتهمت المصادر مشرف مليشيات الحوثي في العدين المدعو "أبو حسين الهاروني" بأنه يقف خلف تغذية الصراع الرئيس للنزاع والاشتباكات الدامية، والذي أسفر عن تضرر الكثير من المنازل في بلدة "خباز" في مديرية العدين.
وقال السكان إن "المواجهات استخدمت فيها الأسلحة الخفيفة والمتوسطة وقذائف (آر بي جي)، فيما تتخذ المليشيات الحوثية موقف المتفرج في هذه المواجهات التي تسببت في فرار معظم الأسر من تلك القرية والقرى القريبة منها خشية على حياتهم.
وبحسب المصادر فإن عشرات القتلى والجرحى سقطوا خلال المواجهات المستمرة بين القبائل في محافظتي عمران وإب، متهمين المليشيات الحوثية بإذكاء الصراعات ودعم طرف ضد طرف بهدف إنهاك العائلات القبلية.
وكانت مليشيات الحوثي أشعلت أواخر العام الماضي حرب "ثأر" مفتوحة بين كبار زعماء قبائل أرحب شمال شرق صنعاء ما أسفر عن مقتل وجرح وأسر العشرات كتكتيك لاستنزاف القبائل بشريا وماديا.
وطورت مليشيات الحوثي من أساليب استهداف ومحاربة القبائل منها القمع المباشر وغير المباشر كإذكاء الصراع والثأر ومشاكل المياه ونهب الأرض ضمن حرب غير مرئية تستهدف تطويع وإذلال قبائل شمال اليمن.
وتخشى مليشيات الحوثي تمرد القبائل بعد أن ضاقت بتسلط المليشيات وجرائمها، حيث تلجأ إلى التناحر القبلي في مسعى لترسيخ سيطرتها على المستوى المحلي والحفاظ على إمداداتها اللوجستية والبشرية في محارق الموت.