اعتادت إسرائيل المدللة لدى القوى الغربية في كل عام على ابتلاع أجزاء من الأراضي الفلسطينية بما فيها القدس تحديداً.
من خلال إجراءات تعسفية بحماية أممية وصلت إلى حد لا يطاق ولا يمكن تحمله، فالشعب الفلسطيني الأعزل الذي يدافع بجسده عن أرضه يدفع الثمن من دمه ومن خيرة شبابه، وها هي دولة الاستيطان الصهيوني إسرائيل تستبيح مجدداً بيوت الفلسطينيين في حي "الشيخ جراح" بالقدس، الأمر الذي أشعل فتيل المأساة التي راح ضحيتها أكثر من 100 شهيد وحوالي 600 جريح، وحتى تاريخ كتابة المقال ما زال الدم يسيل في ظل عدم الحزم من المجتمع الدولي الذي لا يحترم قراراته هذا الاحتلال الغاشم، بل يظهر وكأنه يأخذ منه الحماية اللازمة لتنفيذ أفعاله الإجرامية، فهؤلاء المستوطنون عصابات تقتات على الدماء، بينما تتوسد تلك الدول الداعمة لإسرائيل رأسها على وسادة مصنوعة من جثث الفلسطينيين، وكأن لسان حالها يقول لنتنياهو أنهِ المهمة بسرعة ولا يهم كم ستقتل.. نفذ مهمتك وعجل بها ولا تؤجل.
لذلك نقول إن السلام ابتعد عن مساره الحقيقي بعد أن نفذت إسرائيل مئات الضربات الجوية على قطاع غزة، ما أسفر عن مقتل وإصابة المئات من أبناء فلسطين، ففي المحصلة الأخيرة ستكون التهدئة لصالح إسرائيل فقط، ويعود كل شيء كما كان؛ إذ ليس هناك أي ضمانات محددة أو وصفات جاهزة للوصول إلى ما يسمى الأمن والسلام، فقد حدث ذلك على مر التاريخ وتكرر، فليس من سبيل إلا لسلام حقيقي، وإنهاء مأساة الفلسطينيين.
ففي كل مرة يثار مثل هذا السؤال: من سينعم بأي سلام وفلسطين تعاني من الاستبداد والطغيان الصهيوني؟ إن ما يجب التنديد به الآن هو إخفاء نقد المذابح الإسرائيلية.
لقد نددت المملكة العربية السعودية بهذه الأعمال الإجرامية التي تقوم بها إسرائيل.
وقد أدان خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، بشدة الإجراءات الإسرائيلية في القدس، وما تقوم به إسرائيل من أعمال عنف في محيط المسجد الأقصى، ووقوف المملكة إلى جانب الشعب الفلسطيني حتى ينال حقوقه المشروعة في إقامة دولته المستقلة.
من دون شك يتسم العنف السياسي من منظور المعتدي بالشرعية، ويستمر تأجيج الصراعات بشكل نمطي بسبب استبداد المحتل، والتي لا تقتصر على الصور واللافتات التي تظهرها إسرائيل للعالم، بل تتعداها إلى الأحداث وتحولها إلى تسلط كأداة للهيمنة، وفي ظل هذا تشدد الإدارة الأمريكية على حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، وهي من بدأ بالعنف في حي الشيخ جراح.
لا بد للأسرة الدولية من كبح هذا الاحتلال الغاشم الذي يلتهم أراضي المساكين الفلسطينيين، ويهبها لمستوطنين قادمين من كل شتات الأرض، وتحت حماية الجيش الإسرائيلي يقوم هؤلاء المستوطنون بحرق مزارع الفلسطينيين بعد أن يقطفوا أشجار الزيتون. إنها أعمال عدوانية لم تحدث حتى في العصور الوسطى.
وعلى هذه الحال فإنَّ النتائج ستظل غامضة من أجل تعظيم الخطر على إسرائيل، ولن يتم استيعاب الحرب على الفلسطينيين بشكل كامل، ناهيك عن مواجهة الأحداث كما ينبغي، فالفكرة الموجزة هنا تخبرنا بأن ليل الاحتلال المظلم يؤدي إلى إصابة نظام العدالة بالسقم وسيظل التاريخ الأسير في سجون المحتل.
نقلا عن الشرق الأوسط
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة