لا تقبل القوانين وشرعة حقوق الإنسان والمواثيق الدولية تهجير أحد من بيته وأرضه بالقوة.
ولا يمكن تبرير مثل هذا الفعل العدواني الاستيطاني بأي حال من الأحوال، فكل فعل تقابله ردة فعل، ومنطقتنا الشرق أوسطية والعربية تتعرض منذ ما يقارب العقد لحملات تجييش وتأجيج طائفي ومذهبي يُضافان إلى التوتر القائم منذ ما قبل سبعين عاماً مع نشوء دولة إسرائيل وحروبها الكثيرة مع العرب.
ولأن قراءة التاريخ تصنع المستقبل، علينا أن نستعيد مقولة الشيخ زايد طيب الله ثراه مطالباً الإسرائيليين بتطبيق الديمقراطية التي يتغنون بها، والتي تعني في نظره رحمه الله العدالة تجاه الفلسطينيين والرفق بهم، وإيقاف ممارسات القتل والجرف والحرق والهدم، لنصل إلى الحل المرتجى الذي لطالما كان في صلب الحركة الدبلوماسية للدولة في كل المنابر العربية والإقليمية والعالمية.
فقد أكدت الإمارات، عبر توقيعها اتفاقية السلام وقبلها دعوتها إلى بناء البيت الإبراهيمي وتوقيع وثيقة الأخوة الإنسانية، التزامها بالدعوة إلى الوسطية والاعتدال في الرأي والرأي الآخر، والحوار السلمي والسلام كقيمة تنموية أولاً، فبالسلام تتحقق للشعبين الفلسطيني والإسرائيلي الطمأنينة في الحاضر والأمل بالمستقبل الأفضل.
وبالسلام العادل والشامل القائم على حل الدولتين تترجم إسرائيل تمسكها بقيمها الديمقراطية بعيداً عن الرضوخ لإملاءات اليمين المتطرف، الذي كانت تصرفاته الاستفزازية في القدس والمسجد الأقصى سبباً رئيسياً للتصعيد الذي أدى إلى ما أدى إليه من ضحايا فلسطينيين من الأبرياء والعزل، كل ذنبهم أنهم يحلمون بدولة مستقلة على حدود 67 عاصمتها القدس الشرقية.
وحفاظا على هذا الحلم الفلسطيني تدخلت الإمارات مراراً لتؤكد ضرورة ضبط النفس واتخاذ الخطوات الفورية للالتزام بوقف إطلاق النار وبدء الحوار السياسي المفضي إلى تسريع عملية السلام بين الطرفين. ولهذا فقد وقفت الإمارات إلى جانب المساعي العربية والدولية لتهدئة الأوضاع ووقف أعمال العنف، سبيلاً وحيداً لتحقيق آمال شعوب المنطقة في مستقبل ملؤه الاستقرار والتنمية والازدهار.
أما لمن يشتمون الإمارات ويشمتون بها فنقول: "لكم أبواقكم الرخيصة وأجنداتكم المرتبطة بدعاة الإرهاب والحروب من إسماعيل قآني خليفة سليماني حتى خلوصي أكار، ولكم الأموال المشبوهة التي تحرّض وتموّل حملات التزييف والتزوير"، ولنا أن نستمر على نهج زايد وأبناء زايد، وكما قال معالي الدكتور أنور بن محمد قرقاش، المستشار الدبلوماسي لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة حفظه الله: "التعاطف والتآزر مع القضية الفلسطينية العادلة متأصل لدى قيادة وشعب الإمارات، ولا نحتاج إلى مَن يزايد عليه".
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة