اليوم العالمي لفن العرائس 2023.. ما سر تراجعه في مصر؟ (خاص)
في 21 مارس/ آذار من كل عام، يحتفل العالم باليوم العالمي لمسرح الدمى والعرائس.
ويحرص رواد فن العرائس في هذه المناسبة على عقد جلسات حوار، ونقاشات عديدة حول مصير مسرح العرائس، في ظل التطور التكنولوجي الكبير، الذي يشهده العالم، ويهدد هذا الفن بالاختفاء.
ويحظى فن الدمى والعرائس بإعجاب الجمهور بمختلف فئاته العمرية، لاسيما وأن عروضه لا تحتاج إلى قاعات خاصة، ومن السهل أن تنتقل من المسارح إلى المدارس، الأمر الذي جعل العديد من المؤسسات الخاصة والحكومية في عالمنا العربي، تعتمد على عروض الدمى في تربية النشء، نظرا لما تحمله من أبعاد تعليمية وتربوية.
ويتفق المبدعون على أن فن العرائس هو الأقرب لقلوب الأطفال، باعتباره يرتبط بالدمية، وهي واحدة من الألعاب التي تعزز خيال الطفل، وتساعده في اكتساب مهارات جيدة.
وبنظرة دقيقة لهذا الفن الرفيع، يتبين أنه يرتبط ارتباطا وثيقا بالسخرية والإدانة، لذا كان يخشاه الأباطرة والحكام والقياصرة وكل القوى المتسلطة، حيث كان رواد هذا الفن بارعين في النقد والسخرية.
وتعد مصر من الدول الرائدة في فن العرائس، وسجلت تفوقا ملحوظا في هذا المجال، لكن فجأة وبدون مقدمات تراجع هذا الفن، وبات مهددا بالاندثار.
وبمناسبة اليوم العالمي لفن العرائس تحدث الناقد طارق الشناوي لـ"العين الإخبارية" عن مسرح العرائس بمصر قائلا: "فن العرائس موجود في مصر منذ العصر الفرعوني، وفي مرحلة الستينات ازدهر مسرح العرائس وقدم العديد من العروض المهمة، أبرزها أوبريت "الليلة الكبيرة" و "حمار شهاب الدين".
وواصل طارق الشناوي حديثه قائلا: "العرائس جزء من الثقافة الحميمة بالنسبة للشعب المصري، وهناك فنانون تألقوا بسبب هذا الفن مثل محمود شكوكو الذي كان يغير طبقات صوته في عروض الدمى والعرائس وحقق نجاحا كبيرا، هذا الفن راسخ في الثقافة المصرية".
وعن التحديات التي تواجه فنون الدمى والعرائس بمصر قال: "بكل تأكيد أكبر عائق يواجه هذا الفن هو الميزانية، ولا أبالغ إذا قلت إن 90% من ميزانية وزارة الثقافة تلتهم أجور الموظفين و10% فقط مخصص لإقامة الأنشطة، المشكلة أن الدولة لا تنظر للثقافة على أنها أمن قومي، ويجب إدراك أهمية الثقافة وأن مسرح الطفل والعرائس بمثابة حجر أساس لأي بناء ثقافي، بكل أسف لدينا قصور في الاهتمام بمسرح الطفل".
وفي سياق الموضوع تحدث الناقد الفني نادر ناشد لـ"العين الإخبارية" قائلا: "مسرح العرائس له دور كبير في تجسيد أعمال سواء مكتوبة لهذا الغرض او أعمال أدبية يتم تنفيذها من خلال أنواع مختلفة مثل المسرح الفطري والمسرح التلقائي ومسرح التعليم ومسرح خيال الظل وغيرها".
وأضاف: "هو فن عالمي برع فيه فنانو روسيا وقدموا أعمالا أدبية كبيرة لتولستوي وديستويفسكي وغيرهما وتم تخصيص مهرجانات لفن العرائس وأغلب فنانينا المعنيين بهذا الفن تعلموا في الكتلة الشرقية وكان الراحل الكبير المخرج صلاح السقا رائد مسرح العرائس ومعه المخرج الكبير الدكتور ناجي شاكر وهما صاحبا مسرحية الليلة الكبيرة عن نص الشاعر صلاح جاهين وتعتبر أشهر مسرحية عربية".
وقدم السقا أيضا مسرحية "مقالب صحصح وتابعه دندش" للشاعر عبدالرحمن الأبنودي وقدم الشاعر سيد حجاب مسرحية "أبو علي".
وتابع نادر ناشد حديثه عن مسرح الدمى والعرائس بمصر قائلا: "رغم انتعاشة هذا الفن في مرحلة الستينيات، لم يتطور كثيرا في مصر في السنوات الأخيرة بسبب تراجع الرؤية المسرحية عموما، وإن كنا نمتلك المخرجين الجدد القادرين على المنافسة وعلى استخدام أحدث وسائل التكنولوجيا، ولكن هناك مخرجون راسخون مثل الدكتور هشام جاد الذي هاجر إلى أوروبا منذ ربع قرن وهو مصمم عرائس فيلم الأراجوز لعمر الشريف والذي فاز عنه بـ3 جوائز عالمية، وهشام جاد مخرج مصري يعتز بمصريته وعروبته وهو حريص على تقديم التراث الشعبي المصري والعربي في أعماله الأوروبية إلى جانب تطوير مفردات هذا الفن.
واستكمل نادر ناشد حديثه قائلا: "فن العرائس قديم يرجع إلى أيام الفراعنة وظهرت منه أنواع مختلفة مثل الكرتون الذي أسسه البريطاني آرثر ملبورن كوبر وبدأ في تصوير بدايات هذا الفن عام ١٨٩٩ وفي عام ١٩١٥ كان ظهور أول أفلام الرسوم المتحركة وكانت من خلال أشكال كاريكاتورية وفي عام ١٩٣٨ ظهرت شخصية ميكي ماوس والتي تحولت بعد ذلك إلى دمى متحركة".
واختتم: "أتصور أن فن العرائس يحتاج إلى كثير من التوصيات حتي يكتمل كيانه ولا يختفي ومن أبرزها توفير برامج التكنولوجيا المخصصة لذلك، وتشجيع الفنانين والعاملين في هذا المجال، وتخصيص مهرجانات مصرية وعربية لفن العرائس".
aXA6IDMuMTQ1LjU4LjE1OCA= جزيرة ام اند امز