اليوم العالمي للبحارة.. أبطال في ظروف استثنائية
تشارك دولة الإمارات ممثلة في وزارة الطاقة والبنية التحتية في احتفالات العالم باليوم العالمي للبحارة، الذي يصادف 25 يونيو/حزيران من كل عام.
وهي المناسبة التي يتم استثمارها للاحتفاء بجهود العاملين في قطاع الخدمات البحرية وبالإنجازات التي تحققت خلال العام.
وأكد سهيل بن محمد فرج فارس المزروعي وزير الطاقة والبنية التحتية الإماراتي أهمية دور القطاع البحري في تأمين احتياجات دولة الإمارات خلال جائحة "كورونا".
كما شدد على أن دولة الإمارات ساهمت بفاعلية في دعم قضايا البحارة وغيرهم من العاملين في هذا القطاع وفقاً لتوجهات قيادتنا الرشيدة نحو التخفيف من آثار جائحة كورونا عليهم والتداعيات التي أثرت في حياتهم ومهنتهم.
ولفت إلى أن دولة الإمارات اتخذت العديد من الإجراءات الاستباقية التي ساهمت في حماية البحارة والعاملين في القطاع ولاقت ترحيباً كبيراً، حيث استقبلت دولة الإمارات جميع السفن في فترة كورونا بما فيها تلك التي على متنها حالات إصابة، وقامت الجهات المختصة بتوفير الرعاية الطبية والعناية اللازمة للمصابين.
كما تعاونت وزارة الطاقة والبنية التحتية مع الشركات البحرية في ترحيل البحارة عن طريق مطارات دولة الإمارات والطائرات المستأجرة من قبلها في فترة توقف عمل شركات الطيران الدولية.
وأشار المزروعي إلى أن دولة الإمارات واصلت تميزها في التعامل مع القطاع البحري، بمنح القطاع تسهيلات خلال جائحة "كوفيد 19"، بتمديد صلاحية التراخيص والشهادات البحرية المنتهية خلال شهري مارس/آذار وأبريل/نيسان 2020 لمدة ثلاثة أشهر من تاريخ انتهائها، إلى جانب اعتبار البحارة من أصحاب المهام الرئيسة والحيوية في دولة الإمارات، ما يتيح لهم حرية العمل والانتقال في فترات الحظر، فضلا عن أن الجهات المختصة نظمت حملة تطعيم شاملة للبحارة وعمال الموانئ في دولة الإمارات ضد فيروس كوفيد-19".
وفي إطار مشاركة دولة الإمارات في احتفالات اليوم العالمي للبحارة نظمت الوزارة عدة ورش عمل تخصصية خاصة بالمجال البحري.
وأطلقت السفن في موانئ دولة الإمارات العنان لأبواقها احتفالا بهذا اليوم، وهي الاحتفالية التي تعتبر امتدادا لمبادرة "أصداء الأمل"، التي أطلقتها موانئ أبوظبي بالتعاون مع وزارة الطاقة والبنية التحتية العام الماضي، وحظيت بمشاركة إقليمية وعالمية واسعة، وذلك في إطار حرصها على تقديم رسائل الدعم والتقدير لجهود العاملين في الخطوط الأمامية في مواجهة انتشار وباء "كوفيد-19"حول العالم.
مخاطر كبيرة
ويأتي “اليوم العالمي للبحارة” كل عام للتذكير بقيمة وأهمية فئة مهمة وشريحة واسعة من العمالة النشطة في عالمنا خاصة في هذه الظروف الاستثنائية ومنها اختناق سلاسل الإمداد وجائحة كورونا.
هذه الفئة تواجه تحديات ومخاطر كبيرة؛ خاصة في ظل الكوارث والتحديات الطبيعية الكبرى، التي تجبرهم على الانقطاع عن أسرهم وأوطانهم لفترات طويلة.
وفقاً لتقارير المنظمة البحرية الدولية؛ فإن 90% من التجارة الدولية يتم نقلها بحراً عن طريق السفن، والبحارة على متن هذه السفن، ليسوا فقط مسؤولين عن تشغيل السفن، ولكنهم مسؤولون أيضاً عن نقل وتسليم البضائع بشكل آمن.
وبدأ الاحتفال بيوم البحارة لأول مرة عام 2010؛ حيث قررت المنظمة البحرية الدولية إطلاق مبادرة عالمية للاحتفال بالبحارة في جميع أنحاء العالم، وحددت ٢٥ يونيو/حزيران لليوم العالمي للبحارة؛ للاعتراف بأن كل ما نستخدمه في حياتنا اليومية، قد تأثر بشكل مباشر أو غير مباشر بالنقل البحري، وفي عام 2011 اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة الاحتفال رسمياً باليوم الدولي للبحارة؛ تقديراً للمساهمة الكبيرة التي يقدمها كل بحار حول العالم.
وبالحديث حول أزمة سلاسل الإمداد العالمية وتداعيات جائحة كورونا على حركة التجارة العالمية، يقول "كيتاك ليم" الأمين العام للمنظمة البحرية الدولية، إن البحارة يستحقون شكرنا، لكنهم يحتاجون أيضاً -ويستحقون- عملاً إنسانياً سريعاً وحاسماً من الحكومات في كل مكان، ليس فقط خلال الوباء، ولكن في جميع الأوقات".
وأشاد ليم، بالبحارة معترفاً بتضحياتهم والقضايا التي يواجهونها؛ فالعديد من البحارة كانوا بعيدين عن منازلهم منذ شهور، وهم غير متأكدين متى يمكنهم العودة إلى ديارهم بسبب قيود السفر.
وبحسب غرفة الشحن الدولية "CS" فيجوب بحار العالم نحو 1.89 مليون بحار على أكثر من 74 ألف سفينة من الأسطول التجاري العالمي.
وأشار تقرير غرفة الشحن الدولية إلى أن البحارة داعم أساسي خلال أزمة جائحة كورونا وتداعياتها، ووجودهم يضمن وصول الإمدادات الأساسية من الغذاء والوقود والأدوية إلى وجهاتها رغم أزمة سلاسل التوريد.
وحذرت ICS من نقص البحارة التجاريين في طواقم السفن التجارية، كما طالبت بضرورة زيادة الأعداد، لتجنب تفاقم أزمة سلاسل التوريد العالمية.
وأشار إلى أنه حسب الأبحاث التي أجرتها ICS، أن متوسط السفينة لديها مزيج من ثلاث جنسيات على الأقل على متنها، وأحياناً ما يصل إلى ثلاثين جنسية، كما كانت ثلاث لغات هي الحد الأدنى الذي يتم التحدث به في متوسط السفينة.
وغرفة الشحن الدولية (ICS) هي المنظمة الدولية الرئيسية للشحن البحري ولأصحاب السفن التجارية ومشغليها، وتمثل نحو 80% من الحمولة التجارية في العالم؛ إضافة لكونها الممثل الرسمي لمُلاك السفن في المنظمة البحرية الدولية وفي المحافل الدولية.
وتسببت أزمة سلاسل الإمداد العالمية الراهنة في زيادات قياسية لأسعار الشحن ووثائق التأمين على مخاطر سلاسل التوريد في ظل الأوبئة والحروب.
والتأمين جزء لا يتجزأ من إدارة مخاطر سلسلة الإمداد في الاقتصاد العالمي، ويمكن لعدد من الحلول المتعلقة بالتأمين أن تيسر السير السلس للأعمال التجارية والمعاملات التجارية، على الصعيدين المحلي والدولي، وهذا ما يتم بالفعل، بما في ذلك تغطية حالات تعطيل سلسلة التوريد، ويمكن أن يغطي تأمين توقف العمل الطارئ مخاطر الممتلكات في مقر المورد أو العميل.
aXA6IDMuMTQ0LjIzNS4xMzgg جزيرة ام اند امز