اليوم الدولي للمهاجرين.. 272 مليونا يبحثون عن حياة جديدة
قبل 20 عاما أعلنت الأمم المتحدة 18 ديسمبر/ كانون الأول يوما دوليا للمهاجرين لتسليط الضوء على حقوقهم التي تكفلها لهم مواثيق حقوق الإنسان
القرار الذي أعلنته الجمعية العامة للأمم المتحدة في 4 ديسمبر/كانون الأول 2000 وحمل رقم 93/55، يوافق اليوم الذي اعتمدت فيه الاتفاقية الدولية لحماية حقوق جميع العمال المهاجرين وأفراد أسرهم.
وتحمل احتفالية 2020 شعار "نحن معا"We Together ، ويركز اليوم الدولي هذا العام على قصص التماسك الاجتماعي، وهي متنوعة وفريدة لكل المهاجرين الذين يعيشون حياة جديدة في مجتمعات جديدة في كل ركن من أركان المعمورة، والذين بلغ عددهم على مستوى العالم 272 مليون شخص.
وقالت المنظمة الدولية للهجرة إن معنى اليوم الدولي للمهاجرين ورسالته هو "نتعلم معا، وننشئ ونعمل سويا، ونغني ونرقص ونلعب معا، ونعيش معا".
رؤية أممية
"من حق جميع المهاجرين أن يتمتعوا على قدم المساواة مع غيرهم بحماية جميع حقوق الإنسان المكفولة لهم"، هكذا عبر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش عن رؤية المنظمة الأممية لقضية المهاجرين.
أسباب الهجرة كثيرة، فالبعض ينتقلون بحثًا عن العمل أو لأسباب اقتصادية، ومنهم من يهاجر للانضمام إلى أفراد عائلته أو سعيا لتحصيل أكاديمي. بينما يتنقل آخرون هربا من الصراع أو الاضطهاد أو الإرهاب أو انتهاكات حقوق الإنسان، وبعضهم يهاجر بسبب آثار تغيّر المناخ والعوامل الطبيعية والبيئية الأخرى.
وفي رسالته بمناسبة هذا اليوم الدولي، حث المسؤول الأممي "القادة والناس في كل مكان على تفعيل الاتفاق العالمي، حتى تكون الهجرة في مصلحة الجميع".
وأضاف: "كانت الهجرة، على امتداد التاريخ الإنساني تعبيرا شجاعا عن عزم الأفراد على تجاوز الصعاب والسعي لحياة أفضل. واليوم، أدت العولمة مع التقدم في الاتصالات والنقل إلى زيادة عدد الأشخاص الذين لديهم الرغبة والقدرة على الانتقال إلى أماكن أخرى".
ورأى أن هناك تركيزا عالميا متزايدا على الهجرة في هذا الأيام، معتبرا أن العصر الجديد أبرز الرابط بين الهجرة والتنمية، فضلا عن إظهار الفرص التي توفرها فيما يتصل بالتنمية المشتركة، أي تحسين الظروف الاجتماعية والاقتصادية في بلد المنشأ وبلد المقصد.
تحديات الهجرة الدولية وصعوباتها كثيرة وتتطلب تعاونا وعملا متعاضدا بين البلدان، ومهمة الأمم المتحدة فتح أبواب النقاش والتفاعل داخل الدول، والدفع في اتجاه فرص تبادل الخبرات والتعاون، وفقا للمسؤول الأممي.
أرقام مهمة
كشفت الأمم المتحدة أن أعداد من يعيشون ببلدان غير التي ولدوا فيها تفوق أي احصائيات مضت، وإليكم أبرز الأرقام وفقا لتقرير "الهجرة العالمي 2020" الصادر عن منظمة العالمية للهجرة 18 ديسمبر/ كانون الأول 2019:
- بلغ عدد المهاجرين 258 مليونا في عام 2017، مقارنة بـ244 مليونا في 2015، ونحو 173 مليونا في عام 2000.
- شكلت المهاجرات 48% من إجمالي عدد المهاجرين مقابل 52% من الذكور.
- يقدر عدد الأطفال بنحو 36.1 مليون طفل مهاجر طبقا لآخر إحصائية.
- بلغ عدد الطلاب المهاجرين نحو 4.4 مليون طالب دولي في 2017.
- بلغت نسبة المهاجرين الدوليين في سن العمل (20-64 سنة) نحو 74% تقريبا، ويقدر عددهم بنحو 150.3 مليون عامل.
- يقيم 31% من المهاجرين في قارة آسيا و30% في أوروبا و26% في الأمريكتين و10% في أفريقيا و3% في البلدان الجزرية، طبقا لأحدث إحصاءات بوابة بيانات الهجرة العالمية.
- الولايات المتحدة تصدرت لائحة البلدان المقصودة بنحو 15 مليون مهاجر، تليها ألمانيا والسعودية بـ13 مليونا لكل منهما.
- أكثر من نصف المهاجرين بإجمالي 141 مليونا يتمركزون في أوروبا وأمريكا الشمالية، وهناك نحو 164 مليونا من إجمالي المهاجرين يبحثون عن عمل.
- أكثر من 40% من المهاجرين العالميين ولدوا في آسيا، أي نحو 112 مليون شخص.
- الهند أكبر بلد منشأ للمهاجرين العالميين، حيث يعيش نحو 17.5 مليون هندي في الخارج، وتليها المكسيك بـ11.8 مليون شخص، والصين بـ10.7 مليون شخص.
- تصدرت سوريا قائمة الهجرة الداخلية بأكبر معدل بلغ 6.1 مليون، وتليها كولومبيا بعدد 5.8 مليون شخص، ثم الكونغو بـ3.1 مليون.
- بوجود أكثر من 6 ملايين مهاجر، تعتبر سوريا المصدر الأول للاجئين، تتبعها أفغانستان بنحو 2.5 مليون شخص من عدد إجمالي قدره 26 مليونا.
- يحوي العالم نحو 68 مليون مشرد قسري، بينهم أكثر من 25 مليون لاجئ و3 ملايين طالب لجوء وأكثر من 40 مليون مشرد داخليًا، حيث يهاجر العديد الى بلادٍ خارج نطاق الاختيار، وأغلبهم يهاجرون بسبب الضرورة.
- نسبة المهاجرين حول العالم أعلى من المسجلة على مدى العقود الماضية، أي ما يزيد على 3.4% في عام 2017، مقارنة مع 2.8% في عام 2000 و2.3% في عام 1980.
- حجم الحوالات المالية الدولية التي يرسلها المهاجرون بلغ 689 مليار دولار في 2018، وأكبر المستفيدين منها كان الهند بـ78.7 مليار دولار، ثم الصين بـ67.4 مليار دولار، والمكسيك بـ35.7 مليار دولار، والفلبين بـ34 مليارا.
- الولايات المتحدة المصدر الأول لهذه الحوالات بإجمالي 68 مليار دولار، تليها الإمارات بنحو 44.4 مليار دولار، ثم السعودية بقيمة 36.6 مليار دولار.
جائحة كورونا
كشفت البيانات الدولية ذات الصلة بالجائحة أن المهاجرين لا سيما في الوظائف ذات الأجور المنخفضة أكثر تضررًا وتعرضًا لفيروس كورونا، خاصة في البلدان المتأثرة بالوباء، لكنهم لعبوا دورًا مهمًا في الاستجابة لـ"كوفيد-19" من خلال العمل في القطاعات الحيوية.
ووفقا لتحليل (GMDAC) بتاريخ 23 نوفمبر/ تشرين الثاني 2020، فإن المهاجرين من 20 دولة بها أكبر عدد من حالات كورونا، أي 28% من إجمالي عدد المهاجرين الدوليين، أرسلوا نحو 37% من إجمالي التحويلات المالية على مستوى العالم إلى بلدانهم الأصلية في عام 2019.
وشكل المهاجرون نحو 4.5% من السكان في 12 من أصل 20 دولة بها أكبر عدد حالات لكورونا، وهذه النسبة تزيد على 10% في 8 من هذه البلدان، وفقا لما أعلنته (GMDAC) في تحليلها القائم على إدارة الشؤون الاقتصادية والاجتماعية للأمم المتحدة عام 2019 ومنظمة الصحة العالمية 2020.
يقدم المهاجرون، بغض النظر عن مكان عملهم، مساهمات مهمة للتصدي للوباء، لكنهم يتعرضون أيضًا لمخاطر أعلى للإصابة بالفيروس.
ومن بين البلدان العشرين التي لديها أكبر عدد من حالات كورونا اعتبارًا من 3 نوفمبر/ تشرين الأول، تظهر البيانات الدولية المتاحة أن 8 على الأقل (الولايات المتحدة وفرنسا وإسبانيا والمملكة المتحدة وإيطاليا وألمانيا وتشيلي وبلجيكا) تعتمد على العمال المولودين في الخارج في القطاع الحيوي لخدمات الرعاية الصحية، (OECD، 2019).
أيضا كان هناك 33% من الأطباء و22% من الممرضات في المملكة المتحدة في 2015/2016 مولودين في الخارج، (OECD، 2019).
كما يشكل المهاجرون حصة كبيرة بين القطاعات الحيوية وكذلك القطاعات الأكثر تضرراً من الأزمة، فهناك أكثر من 13% من جميع العاملين بالخدمات والمبيعات في 7 من 20 دولة بها أكبر عدد من إصابات كورونا كانت الحالات من مواليد الخارج.
aXA6IDE4LjE5MC4xNjAuNiA= جزيرة ام اند امز