أحمد المرسي: أسعار الكتب في مصر ستزيد 200%.. ومطابع "بئر السلم" تهدد النشر (حوار)
أحمد المرسي روائي وصحفي مصري شاب في مقتبل عمره، فازت أول رواية له بجائزة ساويرس الثقافية عام 2020.
عمل المرسي في العديد من الصحف والقنوات المصرية والعربية، وأصدر 3 روايات، آخرها "مقامرة على شرف الليدي ميتسي" والتي يطرحها في معرض القاهرة للكتاب هذا العام.
"العين الإخبارية" أجرت حوارا مع المرسي أكد خلاله أن عمله الصحفي يساعده كثيرًا في التحرير الأدبي، إلا أنه يصيب لغته بالجمود في بعض الأحيان، مشيرا إلى أنه يبذل جهدًا كبيرا ليكتب نصا أدبيا يرضى عنه.
وتوقع المرسي أن تزيد أسعار الكتب في مصر بنسبة 200%، مؤكدا أن هذا الأمر سيشكل عبئا كبيرا على القارئ، مشيرا إلى أن الحل هو أن يحدد القارئ ما يريد أن يقرأه حقًا.
وحول مشروع روايته المقبل قال إنه يقوم بالتحضير لرواية تناقش فكرة تقبل الآخر واختلافه من حيث الدين والعرق.. وإلى نص الحوار..
حدثنا عن رواية "مقامرة على شرف الليدي ميتسي" التي تشارك بها في المعرض هذا العام؟
الرواية مختلفة تمامًا عن الروايات السابقة. فقد أخذت فيها منحنى جديدا من حيث تعدد الشخصيات.
الأحداث تدور في بداية القرن العشرين، وتحديدًا سنة 1920 في أجواء اقتصادية صعبة كالتي نعيشها هذه الأيام، فأقص حكاية 4 شخصيات تلتقي أقدارهم في لحظة ما، فتتبدل إلى الأبد.
عمود الرواية الرئيسي هو سؤال "كيف يجب أن يتعامل الإنسان مع أمنياته غير المحققة".
ما الجمهور الذي تعتقد أنه يتأثر بكتاباتك؟
لا يمكن تحديد نوع كتابة لجمهور محدد، وصلتني تعليقات من شباب يدرس في المدرسة والجامعة، وتعليقات من مسنين كبار في السن. الكتاب الجيد لا يجب أن ينغلق على فئة من القراء، ولكن هو الذي يتم قراءته على أكثر من مستوى، فيراه اليافع من مستوى ويراه الشاب من مستوى أعمق قليلًا، ويراه الكبير من مستوى أكثر عمقًا. فإذا استطاع عمل أن يصل إلى تلك المرحلة فإنه بهذا يحقق النجاح الحقيقي. وهذا ما يجب أن يسعى له الكاتب.
ما هو تأثير عملك بالإعلام والصحافة على كتاباتك؟
للأسف أنا أعتقد أن عملي الصحفي رغم أنه يساعدني كثيرًا في التحرير الأدبي، إلا أنه يصيب لغتي بالجمود في بعض الأحيان، فالعمل في الصحافة شيء، وكتابة الأدب شيء آخر، رغم أن الكثيرين يخلطون بين هذا وذاك. لأن الأدب يحتاج ليونة وجمالية قد لا تتوفر للصحفي، الذي تكون مهمته إبراز الفكرة بأقصر الطرق. وأكثرها إيضاحًا. وهذا قد لا يناسب الأدب.
ولهذا فأنا أبذل جهدًا كبيرا لأكتب نصا أدبيا أرضى عنه، خاصة في حال انقطعت عن الكتابة الأدبية فترة طويلة، وبالطبع هذه ليست قاعدة.
حصلت من قبل على جائزة ساويرس، فهل هناك جائزة معينة أخرى تسعى للحصول عليها؟
الجوائز ليست هدفا، فإذا تحولت أشياء مثل: "حجم المبيعات" و"الجائزة الفلانية" إلى هدف بالنسبة للكاتب، فإنها بذلك قد تشتت تركيزه.
فالجوائز بشكل عام هي أشياء عرضية تحدث في مسيرة الكاتب، الذي من المهم أن يكون مشروعه هو أهم شيء يقوم بالتركيز عليه، فهل يقول شيئًا قيمًا من خلال أدبه أم لا.. هذا هو المقياس.
ومهمة الجائزة الحقيقة أن تكون مؤشرًا للكاتب أنه يسير على الطريق الصحيح لا أكثر.
ما نصيحتك للشباب الذين عزفوا عن القراءة وتوجهوا للثقافة السمعية والبصرية؟
للأسف قرأت إحصائية منذ فترة تقول إن 72% من الشباب المصري يفضلون الكمبيوتر على القراءة.
لا ننكر أن هذه طبيعة العصر، ولكن المشكلة أن الكثير من الشباب الصغير لا يرى في القراءة شيئا ذا أهمية، نحن في عصر معرفي، لا بديل فيه عن اكتساب المعرفة، فالمعلومة قد تعني حياة، وما يقرؤه الإنسان هو ما يحدد ماذا سيكون عليه في المستقبل.
فما بالك بشاب لا يقرأ من الأصل في ظل كل مشتتات العصر الحالي الذي نعيشه، بدون القراءة يكون الشاب مثل الريشة، فالقراءة تبني للشاب عقلا نقديا، يستطيع من خلاله نقد كل الأفكار المدمرة كالتعصب، والعنف.. إلخ.
والقراءة تستطيع أن تجعل عقله مطاطيا يستوعب وجهات النظر الأخرى.. أما العزوف عنها فهو مصيبة ستضر أول من تضر هذا الذي يعزف عنها.
هل ترى أن أسعار الكتب ستكون عائقًا في هذا المعرض؟
زادت أسعار الكتب في مصر بشكل كبير هذا العام، ففي العام الماضي كان طن الورق يصل إلى 20 ألف جنيه، بينما يصل الآن إلى 60 ألفا، وأعتقد أن أسعار الكتب ستزيد بنسبة 200%، وهو ما سيشكل عبئا كبيرا على القارئ، والحل هو أن يحدد ما يريد أن يقرأه حقًا، كما أن وسائل التكنولوجيا وفرت بدائل كثيرة، كتطبيقات القراءة، وهي ما تجد شعبية الآن وسط الشباب.
ما هي مقترحاتك للحفاظ على الملكية الفكرية للإبداع، خصوصا في وقت يسطو فيه البعض على أعمال غيرهم؟
المشكلة ليست أبدًا الآن في السطو على أعمال الآخرين ونسبها لأنفسهم، ولكن في الطبعات غير الرسمية التي تقوم بها مطابع "بئر السلم"، ويتم عرضها بأسعار منخفضة لجذب القارئ، رغم أنهم بذلك يدمرون صناعة النشر في مصر بشكل عام، والحل الوحيد في نظري هو تفعيل قوانين وعقوبات قاسية على من يقومون بذلك، والحقيقة أن القوانين موجودة، ولكن الأهم هو وضعها في حيز التنفيذ.
ما خططك المستقبلية؟
هناك مشروع رواية أقوم بالتحضير لها حاليًا، تناقش فكرة تقبل الآخر واختلافه من حيث الدين أو العرق، واخترت هذا الموضوع بسبب ما نراه يوميًا من ذبح للهوية، ويظهر بقوة على السوشيال ميديا، ومن أجل إبراز الفكرة أعود للقرون الوسطى لأتحدث عن الجذور المذهبية والدينية التي أدت بنا إلى تلك الحالة من الكراهية.
aXA6IDMuMTM4LjMyLjUzIA== جزيرة ام اند امز