شاهندة عاطف عن مشاركتها بـ"القاهرة للكتاب": أحلل دور الإعلام في الصراعات (حوار)
شاهندة عاطف عبدالسلام أستاذة جامعية مصرية قررت خوض غمار الكتابة والمشاركة في معرض القاهرة الدولي للكتاب هذا العام بكتاب شائك.
وتدخل مدرس الصحافة بكلية الإعلام جامعة بني سويف جنوب القاهرة معرض القاهرة للكتاب هذا العام بكتاب حول الصراعات الطائفية والعرقية والمذهبية وتغطية وكالات الأنباء العالمية لها.
وبحسب تقرير أعدته مجموعة الأزمات الدولية، فإن 6 من أصل أبرز 10 صراعات في العالم خلال 2022، تقع داخل منطقة الشرق الأوسط أو في تخومها، إذ أشار التقرير إلى أن الصراعات بين إسرائيل وفلسطين، وأفغانستان، وإثيوبيا، وإيران، وانتشار الإرهاب في دول الساحل والصحراء بأفريقيا، تحتل صدارة قائمة الصراعات الأكثر بروزاً خلال 2022، وتضاف إليها الصراعات الساخنة في أوكرانيا، وميانمار، والصراع في هاييتي..
"العين الإخبارية" حاورت عبدالسلام لتكشف دور وسائل الإعلام في التعامل مع هذه الصراعات، وتخبرنا بتقييمها الأكاديمي لواقع الإعلام بشكل عام وكيفية مواجهة السرقات الأدبية، وإلى نص الحوار..
لماذا اخترت هذا المجال الشائك بالتحديد؟
لأنه موضوع حيوي ويمس ماضي وحاضر ومستقبل المنطقة العربية والشرق الأوسط، ولأننا في العالم العربي والشرق أوسطي ننحصر داخل هذه الصراعات ولا يري نظرنا أبعد منها في أفق العلم والمعرفة والسلام.
ولأن وكالات الأنباء العالمية هي الذراع الطولى لتدفق وبث المعلومات حول العالم.
وهل تتحدثين عن المنطقة العربية فقط في الكتاب؟
يشمل الكتاب مناطق أخرى ليست داخل حدود المنطقة العربية مثل المناطق التي يعيش بها أقليات أو بها صراعات طائفية وعرقية ومذهبية كبعض المناطق في إيران.
ما النتائج التي توصلت إليها في النهاية؟
توصلت الدراسة المعروضة في الكتاب لعدة نتائج منها: أن هناك 38 حدثا رئيسيا شهدها الشرق الأوسط في الفترة من 2014-2017، وبلغ مجموع أخبار القضايا المذهبية فى الوكالات الأربعة محل الدراسة 2795 خبر موزعة من سنة 2014-2017.
وجاءت الأخبار العرقية فى المرتبة الثانية بواقع 2463 خبرا وقصة خبرية تم نشرها فى وكالات الأنباء محل الدراسة حول تركيا والعراق وسوريا وإيران.
وجاءت الأخبار الطائفية فى المرتبة الثالثة حيث سجلت 816 تكرارا للأخبار والقصص الخبرية المتعلقة بالقضايا الطائفية بين المسلمين والمسيحيين.
وما هي وسائل الإعلام التي ركزت هذا التركيز الكبير على الصراعات المذهبية؟
احتلت رويترز المرتبة الأولى من حيث التركيز الإعلامى على القضايا الثلاثة محل الدراسة حيث سجلت 2143 تكرار مما يشير إلى ضخامة تغطية رويترز لأخبار الشرق الأوسط.
وجاءت وكالة الأناضول فى المرتبة الثانية من حيث عدد التغطيات الإخبارية للقضايا الثلاث محل الدراسة حيث بلغ عدد التكرارات 1867 تكرار، وجاءت وكالة يونايتدبرس فى المرتبة الثالثة من حيث التغطية الإخبارية للقضايا الثلاث محل الدراسة حيث بلغ عدد التكرارات 1052 تكرارا.
واحتلت وكالة إرنا الإيرانية المركز الرابع من حيث التركيز الإخبارى والإعلامى على القضايا محل الدراسة، حيث جاء عدد التغطيات لها بواقع 1012 تكرارا شملت تغطية القضايا الطائفية والعرقية والمذهبية منذ عام 2014 إلى عام 2017، وكانت أكثرها تركيزًا وتحيزًا.
وكيف يمكن معالجة تأثير الإعلام وتوجيهه للصالح العام بدلاً من إثارة الصراعات الطائفية والعرقية؟
لا يمكن معالجة الإعلام بشكل جذري أو توجيهه بشكل كلي، وإنما يمكن أن نصنع لنا إعلاما يواكب مصالحنا.
وهنا لا أتحدث عن مصالح سياسية أو اقتصادية فقط بل مصالح فكرية أولاً، لأن ترسيخ الفكر الصحيح والتفكير النقدي العقلاني يعلو على الصراعات المذهبية والعرقية والطائفية، وهو بداية حل المشكلة ولكن هذا يحتاج لعقود طويلة من ترسيخ هذا الفكر عبر منصات الإعلام المختلفة الموجهة لكل فئات الجماهير العمرية والفكرية والاجتماعية عبر برامج ممنهجة بشكل علمي سواء للطفل أو الشاب أو حتى المسنين لتصحيح المفاهيم، وفك عقد التشابك بين ما هو ديني وما هو سياسي وما هو إنساني، وزرع بذور الوعي بأدوار الإعلام المعادي في زعزعة استقرار الشعوب والأمم.
هل أنت راضية بشكل عام عن مستوى الإعلام؟
أنا غير راضية عن مستوى الإعلام لأنه لا يهتم بالفكر والثقافة والعلوم، بل يهتم بصناعة الترند والأخبار الساخنة مثل الصحف الصفراء فهو إعلام يعتمد على تغييب الوعي.
وإذا أردنا إعلاما فعالا يبني ولا يهدم؛ فعلينا بالاهتمام بكل ما يرسخ لحرية الرأي والفكر.
وهل تجدين فرقًا بين الإعلام العربي والغربي؟
بالطبع يوجد فروق بين الإعلام العربي والغربي، فنجد أن الإعلام الغربي أكثر تقدما واستخداما للتكنولوجيا الحديثة في الوصول للمعلومة وبثها وتوصيلها للمتلقي بكل السبل، وهو أيضا إعلام أكثر احترافية من حيث حماية مصالح من يمول هذه الآلة الإعلامية الضخمة.
بينما تسود بعض منصات الإعلام العربي عدم المهنية أو السرعة أو الشفافية في عرض المعلومة.
وما خططك المستقبلية في مجال الكتابة؟
أحلم مستقبليا بالكتابة في الثقافة والفكر بشكل عام، والإعلام بشكل خاص لأنه مجال تخصصي الأصيل.
وهل ترين أن هناك احترامًا للملكية الفكرية عند الكتاب؟
هناك عدد كبير من الجمهور ومن الكتاب لا يعلمون من الأساس عن حرية الملكية الفكرية، فمثلا ظاهرة الكتب المزيفة هي ظاهرة خطيرة تهدد مجال النشر والتأليف والترجمة بشكل عام.
وهل ترين أن قراءة الكتب عادة قاربت الاندثار؟
أري دائما أن قراءة الكتب الورقية لها مزاجها الخاص ورونقها وبهاؤها، وبها دفء من نوع خاص تبعثه القراءة في القلب والعقل، ولكن لابد من مجاراة التكنولوجيا الحديثة خاصة في تربية أولادنا، فيمكن أن نجمع لهم بين وسائل مختلفة من القراءة مثل القراءة الورقية أو القراءة عبر الكيندل مثلا.