التحقيق مع الزوجة الثانية للبشير حول أرصدة مصرفية بماليزيا
التحقيقات شملت أراضي سكنية في أحياء راقية بالعاصمة الخرطوم ومشاريع زراعية ضخمة في ولاية القضارف شرقي البلاد.
فتحت النيابة العامة السودانية تحقيقاً مع وداد بابكر الزوجة الثانية للرئيس المعزول عمر البشير، حول أرصدة وحسابات مصرفية تابعة لها في ماليزيا.
وشملت التحقيقات التي أجراها نائب الثراء الحرام والمشبوه في السودان، أراضي سكنية في أحياء راقية بالعاصمة الخرطوم، ومشاريع زراعية ضخمة بولاية القضارف شرقي البلاد.
وقالت مصادر رفيعة لـ"العين الإخباري"، الثلاثاء، إن النيابة ألقت القبض على عشرات الأشخاص واستجوبتهم حول قيام وداد بابكر بتسجيل أراضٍ زراعية في القضارف بأسمائهم حتى تتفادى الشبهات حول فسادها.
وأشارت المصادر إلى أن وداد بابكر أنكرت خلال التحقيقات امتلاكها لأرصدة أو حسابات في ماليزيا، موضحة أنها تملك منزلين فقط.
وكانت المباحث الجنائية حجزت كميات من الذهب والمجوهرات من زوجة الرئيس السوداني المعزول بعد توقيفها.
وأكدت المصادر أن "بابكر" ستبقى قيد الحبس في مقر التحقيقات الجنائية إلى حين اكتمال التحريات وسماع الشهود وتوجيه التهم رسميا من النيابة، ومن ثم إحالتها للمحكمة.
وألقي القبض على وداد بابكر من منزلها قبل نحو 3 أسابيع بتهمة الثراء الحرام والمشبوه، عبر امتلاكها أراضي سكنية في أماكن راقية بالعاصمة الخرطوم.
وتعتبر وداد بابكر إحدى أبرز عناصر نظام الإخوان البائد إثارة للجدل في المشهد السوداني، حيث تلاحقها الاتهامات بالثراء غير المشروع واستغلال النفوذ.
ومع حركة الاحتجاجات الشعبية في البلاد ضد حكم زوجها البشير، كانت التقارير تشير إلى أن "وداد بابكر" مهتمة بعقد الصفقات التجارية وشراء أفخم العقارات في العاصمة الخرطوم، الشيء الذي استشف منه مراقبون بأن سيدة السودان الأولى واثقة من البقاء في عرش السلطة.
وبعد مضي، نحو 8 أشهر من بقائها قيد الإقامة الجبرية في منزلها بضاحية كافوري الراقية، أودعت السلطات السودانية وداد بابكر في سجن النساء القومي بمدينة أم درمان، وذلك بعد أن خضعت للتحقيق في نيابة المال العام بالخرطوم في تهم تتعلق بالفساد المالي.
تنحدر "وداد بابكر" من مدينة المناقل بولاية الجزيرة وسط السودان، وهي من أسرة بسيطة تتبع قبيلة الكواهلة.
ولدت في سبعينيات القرن الماضي وتزوجت من اللواء إبراهيم شمس الدين "أحد أبرز قادة الانقلاب العسكري الذي حمل البشير إلى السلطة"، وهي في سن مبكرة وفق مقربين منها.
عاشت مع إبراهيم شمس الدين نحو 10 سنوات، حتى مقتله في حادثة تحطم طائرة شهيرة عام 2004، وأنجبت له 5 من البنين والبنات.
وبعد فترة قصيرة قرر الرئيس المعزول عمر البشير الزواج من وداد بابكر، وذلك وفاء لصديقه الراحل إبراهيم شمس الدين ورغبة منه في تربية أبنائه، حسبما صرح وقتها، على الرغم من الاتهامات التي كان تلاحق البشير بشأن تصفية اللواء "شمس الدين" خشية من منافسته على رئاسة البلاد.