التحقيق مع فنانين تركيين طالبا أردوغان بالعودة إلى الديمقراطية
قوات الأمن ألقت القبض على الفنانين التركيين المشهورين: متين أقبينار ومجدات غَزَن، بسبب تصريحاتهما حول الديمقراطية في البلاد
فتحت السلطات التركية، الإثنين، تحقيقا مع فنانين على خلفية تصريحات لهما طالبا فيها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بعودة البلاد إلى مسار الديمقراطية.
وبحسب العديد من الصحف والمواقع الإخبارية التركية، ألقت قوات الأمن القبض على الفنانين التركيين المشهورين: متين أقبينار ومجدات غَزَن، بسبب تصريحات لهما أدليا بها خلال مقابلة تلفزيونية حول الديمقراطية في البلاد.
ووفق ذات المصادر، اعتبر أردوغان تصريحات الفنانين التركيين حول "الديمقراطية" تهديدا موجها إليه، ما دفعه إلى توجيه تهديد مضاد لهما قائلاً: "إنهما حتما سيدفعان الثمن".
وعقب تصريحات أردوغان، أصدرت النيابة العامة التركية قرارا بتوقيف الفنانين للتحقيق معهما، ووجهت لهما اتهامات بسبب تلك التصريحات، وقررت النيابة بعد استجوابهما إحالتهما إلى المحاكمة، مع المطالبة بضرورة تطبيق المراقبة القضائية عليهما.
ومثل الفنانان أمام المحكمة التي أخذت بمطالبة النيابة العامة، وأطلقت سراحهما شريطة خضوعهما للمراقبة القضائية.
وكان الفنان غزن حل ضيفا على الفنان أقبينار في برنامجه التلفزيوني على إحدى المحطات الفضائية الخاصة، وشددا على أهمية وضرورة العودة إلى الديمقراطية في وجه انقلابات محتملة وممارسات مؤدية إلى استقطاب مجتمعي.
وقال غزن، في سياق تصريحاته، إن "الديمقراطية هي الحل الوحيد لخلاصنا من الاستقطاب والاضطرابات والفوضى، وإن لم نتمكن من الوصول لهذه النقطة، فإنه قد يأتي أحد ويعلق القائد والرئيس من قدميه، أو يتعرض للتسميم، أو يعيش النهاية الحزينة التي عاشها القادة الآخرون من قبل".
وتابع: "لا يمكنك يا أردوغان أن تختبر وطنيتنا ومدى حبنا للوطن، اعرف حدودك"، التصريحات التي جعلت منهما هدفين لوسائل الإعلام والصحف الموالية لأردوغان وحكومة حزب العدالة والتنمية.
واعتبر أردوغان هذه التصريحات تذكيرا له من الفنانين بمصير رئيس الوزراء الأسبق عدنان مندريس الذي أعدمه الانقلابيون في 1960.
وفي تصريحات له خلال كلمته في اللجنة العامة للعام المالي 2018 التابعة للجنة العلاقات الاقتصادية الخارجية التركية، قال أردوغان: "إنهما يقولان إنهما سيجرانني لحبل المشنقة. ويقومان بذلك تنفيذا لأجندات أخرى تحت قناع الفن".
واستطرد: "نحن أناس آمنا بالشهادة. نحن أناس جاهزون لجعلهم يسددون مقابل ذلك بسهولة. سيدفعون ثمن ذلك أمام القضاء. إذا قلت إنك ستشنق رئيس جمهورية هذا البلد، فإنك ستدفع ثمن ذلك أمام القضاء".
وفي سياق ردود الأفعال غرّد، الإثنين، عدد من الفنانين الأتراك على موقع "تويتر"، وأعلنوا رفضهم التحقيقات مع الفنانين، وأكدوا تضامنهم معهما.
على الصعيد ذاته، ألقت قوات الأمن التركية، الإثنين، القبض على 22 شخصا بولاية بورصة (غرب)، في إطار التحقيقات الخاصة بجماعة رجل الدين، فتح الله غولن، التي تروج تركيا ضلوعها في محاولة الانقلاب الفاشلة عام 2016.
وبحسب الصحف والمواقع الإخبارية التركية، فقد أصدرت النيابة العامة التركية بولاية بورصة قرارا بتوقيف 22 شخصا على خلفية اتهامهم بالانتماء لجماعة غولن.