اتخاذ بعض المواقف الحاسمة الحازمة واجب في بعض المواقف بسرعة وشفافية لاجتثاث المرض قبل أن يتفشى أكثر فأكثر.
يبقى المرض عصيّاً عن التشخيص حتى تظهر أعراضه على المريض، وفي منطقة الشرق الأوسط؛ في الوقت الحالي، ظهرت أعراض المرض في الجسد الشرق أوسطي في عدة مواضع، مبتدئة بلبنان، حيث بدأ هذا المرض انتشاراً بالمنطقة، حتى ظهرت أعراضه للعيان مؤخراً بصواريخ أُطلقت من اليمن بأيدٍ حوثية، بتوجيهات وصنع إيراني لتسقط على أراضي المملكة العربية السعودية، منتهكةً إيران بذلك كل الاتفاقيات الدولية ومنتهكةً لحرمة الأراضي السعودية، فلا مبرر للإنكار والنفي بعد ظهور الحقائق والبراهين. وعلى الرغم من صعوبة اتخاذ القرارات السياسية الحاسمة في بعض المواقف وفي معظم الأوقات العصيبة التي تمر بها المنطقة ككل، إلا أن اتخاذ بعض المواقف الحاسمة الحازمة واجبة في بعض المواقف بسرعة وشفافية لاجتثاث المرض قبل أن يتفشى أكثر فأكثر، وهذا تماماً ما يحدث في المنطقة العربية وخاصة الخليجية بعد ظهور المرض الحوثي في اليمن، والقرار الحكيم من المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة بالتصدي لهذا الطاعون بحزم وصرامة من خلال عاصفة الحزم، لأن مسببات هذا المرض كانت واضحة، وأعراضه كانت جليةً لمن هم على دراية بالخطر المستقبلي المحدق الذي تنبهت له المملكة العربية السعودية، والإمارات العربية المتحدة قبل ظهور الدليل القاطع بعدة مراحل.
على الرغم من صعوبة اتخاذ القرارات السياسية الحاسمة في بعض المواقف وفي معظم الأوقات العصيبة التي تمر بها المنطقة ككل، إلا أن اتخاذ بعض المواقف الحاسمة الحازمة واجب في بعض المواقف بسرعة وشفافية لاجتثاث المرض قبل أن يتفشى أكثر فأكثر
كان القرار بالبدء بعاصفة الحزم بدايةً لرسم المخطط التشخيصي لعلاج الطاعون الفارسي في المنطقة العربية، وللحد من انتشاره قبل أن يتخطى حدود اليمن، وقبل أن يصيب بالعدوى عقولاً جديدة كما أصاب عقول الحوثيين وسلخهم عن الاكتراث لمصلحة وطنهم وجردهم من ولائهم لأرضهم، فكانت المملكة العربية السعودية، وشقيقتها الإمارات العربية المتحدة، أول من تنبه لهذا الخطر المريع الذي يحدق بالمنطقة، واتخذتا التدابير للحد من انتشاره كطرف فاعل ومستشرف للعواقب المستقبلية التي كاد يتسبب بها في حال عم التدخل الفوري منذ بداية الأزمة في اليمن، والتيقن القاطع بأن إيران سبب الداء والعائق الأكبر في تحقيق السلام وتعطيل عجلة الازدهار في المنطقة؛ وبعد أن بدأت الأعرض بالظهور، و الآن وبعد ثلاثة أعوام من الانقلاب الحوثي على الشرعية اليمنية، تجلت الحقيقة عن مصدر الأسلحة حيث أظهرت الأدلة القاطعة الحاسمة بأن العلة من إيران، وأن طهران تتحمل مسؤولية نقل تلك الأسلحة للحوثيين في اليمن وتغذية المسبب باستمرار شلال الدم، فقد عرضت الولايات المتحدة للمرة الأولى، بقايا أسلحة إيرانية كانت بحوزة مليشيات الحوثي، ووصفتها بأنها دليل حاسم على أن إيران تنتهك القرارات الصادرة عن الأمم المتحدة، وبشرح من قبل السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة "هيلي" حيث قالت في المؤتمر الصحفي، وهي تقف أمام بقايا صاروخ إيراني أُطلِق من اليمن نحو السعودية: "سوف ترون أننا نبني تحالفا للتصدي بحق لإيران وما تفعله". في حين عرض البنتاغون شرحا مفصلا بكل الأسباب التي دفعته للاعتقاد بقدوم الأسلحة من إيران، منوها إلى ما تحمله بقايا الصواريخ من علامات تجارية إيرانية والطبيعة المميزة لتصميم الأسلحة الإيرانية، وعلى ذلك وضح البنتاغون محاولة إيران التغطية على الشحنة بتفكيك الصواريخ لنقلها، مشيراً إلى الطبيعة البدائية لتجميعه.
وعلى ضوء كل ما تقدم ذكره، يحين الآن أوان ضرورة اتخاذ إجراءات فورية لمحاسبة النظام الإيراني على الاختراقات التي قام بها والتي تهدد أمن المملكة العربية السعودية بشكل خاص وأمن المنطقة المجاورة بشكل عام.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة