إيران.. نجاد يطالب ترامب بالكشف عن قائمة "أبناء الذوات"
أقارب المسؤولين الإيرانيين الحائزون على بطاقات الهجرة لأمريكا
أحمدي نجاد يطالب ترامب بكشف أسماء أقارب المسؤولين الإيرانيين الحاصلين على "جرين كارد"، ولديهم أرصدة بنكية لدى واشنطن.
في خطوة مفاجئة، طالب محمود أحمدي نجاد، الرئيس الإيراني الأسبق، دونالد ترامب الرئيس الأمريكي بإعلان أسماء أقارب المسؤولين الإيرانيين الحائزين على بطاقات يناصيب للهجرة بالولايات المتحدة، والمعروفة باسم "جرين كارد"، ومن لديهم حسابات بنكية بمصارف في واشنطن، على حد قوله.
وكتب "نجاد" في تغريدة باللغة الإنجليزية عبر حسابه الرسمي على موقع تويتر، قائلاً: "السيد ترامب، أَفْرِج عن قائمة أقارب المسؤولين الحكوميين الإيرانيين الذين لديهم بطاقات خضراء وحسابات بنكية في الولايات المتحدة، إذا كان لديك مثل هذه القائمة"؛ فيما سبق له توجيه خطابات نصية إلى الرئيسين الأمريكيين السابقين جورج بوش، وباراك أوباما.
وجرى تهميش "نجاد" سياسياً طوال الفترة الماضية على خلفية صراع مكتوم يعتري تيارات وأجنحة نظام الملالي، غير أن الرئيس الإيراني الأسبق لا يزال يحتفظ بعضويته ضمن ما يُعرف بـ"مجمع تشخيص مصلحة النظام"، أعلى هيئة استشارية، ويملك سلطة عزل المرشد، في الوقت الذي يواصل أحمدي نجاد ومناصروه الهجوم على سياسات الحكومة الإيرانية والقضاء؛ بسبب قضية فساد مالي تتعلق بمستشاره السابق حميد بقائي، وصهره إسفنديار رحيم مشائي.
وطالب الرئيس الإيراني الأسبق، في عدة رسائل سابقة إلى خامنئي، بإجراء انتخابات مبكرة، وإقالة صادق لاريجاني رئيس السلطة القضائية، والإفراج عن معتقلي الاحتجاجات للخروج من الأزمة السياسية الحادة التي تمر بها إيران، بعد تفجر انتفاضة شعبية عارمة في يناير/كانون الثاني الماضي، قبل أن يهاجم المرشد الإيراني علي خامنئي، متهماً إياه بجمع ثروة قدرها 800 ألف مليار تومان (نحو 190 مليار دولار)، من خلال نهب أموال الشعب الإيراني عبر مؤسسات تابعة له.
وذكرت النسخة الفارسية لهيئة الإذاعة البريطانية، أن نجاد طلب من وزارة الداخلية الإيرانية قبل أيام الحصول على تصريح لتنظيم وقفة احتجاجية ضد ما وصفها بـ"الضغوط الأمريكية"، وكذلك الاضطراب الاقتصادي، وسوء وضعف الإدارة الحكومية على خلفية أخطاء متكررة.
وتثير ظاهرة استغلال النفوذ من جانب أقارب المسؤولين الإيرانيين الموجودين خارج البلاد لأغراض العمل والدراسة، والمعروفين باسم "آقازاده" أو "أبناء الذوات"، انتقادات حادة في إيران، خاصة لدى بعض أعضاء التيار الأصولي الذي يتهمهم تارة بالتجسس لصالح دول غربية، وتارة أخرى بالفساد، والمحاصصة.
وأثارت صحف ووسائل إعلام إيرانية موالية للمتشددين، قضية بذخ أبناء المسؤولين الإيرانيين في الخارج، حيث وجهت لهم تهم التربح من العملات الأجنبية، والتورط بالفساد والاختلاس، في الوقت الذي أفصح النائب البرلماني الأصولي محمود بهمني، الرئيس الأسبق للبنك المركزي الإيراني، عن خروج ودائع بنكية ضخمة بالعملة الصعبة، لنحو 5000 شخص من أبناء المسؤولين الإيرانيين البارزين مؤخراً.
وأضاف بهمني، بحسب وكالة أنباء نادي المراسلين الشباب الإيرانية، أن تلك المبالغ تقدر بـ148 مليار دولار، حيث جرى إيداعها في حسابات بنكية أجنبية مملوكة لهؤلاء الأشخاص، على حد قوله.
واتهم جواد كريمي قدوسي، عضو لجنة الأمن القومي البرلمانية، عدداً كبيرا من أبناء كبار المسؤولين بـ"التجنيد" لصالح أجهزة استخبارات أجنبية بهدف التأثير على مراكز صنع القرار في إيران، لافتاً إلى أن هناك محادثات هاتفية مسجلة وموثقة لهم، على حد قوله.
وعلى صعيد متصل، اعتبرت المعارضة الإيرانية، مطلع يوليو/تموز الماضي، أن انفجار ظاهرة استغلال النفوذ والفساد لأقارب وأبناء مسؤولين حكوميين إيرانيين بالخارج، يكشف مدى النهب الذي تتعرض له ثروات وموارد إيران على أيدي نظام الملالي، في الوقت الذي تتصاعد فيه وتيرة الغضب الشعبي داخلياً طوال الأشهر الأخيرة.
وأشارت المعارضة في بيان لها، اطلعت "العين الإخبارية" على نسخة منه، أن تسارع وتيرة نهب كبار مسؤولي النظام لأموال الإيرانيين وإيداعها مصارف أجنبية، تؤكد مخاوفهم من السقوط الوشيك على أيدي الشعب والمقاومة، في الوقت الذي يعيش ملايين الإيرانيين تحت خط الفقر وسط حالة معيشية متردية، وتزايد الأعباء اليومية الناجمة عن الكساد، والغلاء، والبطالة؛ فيما طالبت الدول الغربية بتجميد تلك الأرصدة.
aXA6IDEzLjU5LjExMS4xODMg جزيرة ام اند امز