الحرس «الثوري» الإيراني يُعتبر داعماً أساسياً للإرهاب مع فيلق القدس وجهاز الباسيج (المخابرات الخاصة) نظير جهاز الموساد
النظام الإيراني الغارق في مستنقع الأزمات الداخلية من البطالة والفقر والمرض والمخدرات، يعجّ بها بلد نفطي يملك إنتاجاً واحتياطياً نفطياً كبيراً، لا يصرف منه على الأزمات الداخلية سوى النَّزْر القليل، موظِفاً جل هذه الثروة على إنشاء الفيالق والميليشيات، حيث دأب على الهروب إلى الأمام وتصدير أزمته الداخلية، وتضليل أنصاره بأنه دولة مواجهة، وأنه يصدر «الثورة الإسلامية» ويتحمل أعباء حركات «التحرر» في العالم، ليبرر عجزه أمام الأزمات المحلية الداخلية وشحه في الإنفاق لحلها، بينما تجاوز حجم الإنفاق على التسلح والمشاريع المتهورة الخارجية مستوى حجم الإنفاق المحلي بعشرات المرات.
هذا ديدن النظام منذ إعلان قيام الجمهورية الخمينية في إيران عام 1979 والعالم يصفها بالبنك المركزي للإرهاب، فالنظام الإيراني المتلبس بالثوب الطائفي الديني والمتجذر بالعنجهية الفارسية، عمل على تصدير الإرهاب تحت مسميات كثيرة؛ منها تصدير «الثورة» الخمينية المغلفة بالعباءة الإسلامية إلى المحيط الإقليمي، بل وتعداه إلى ما وراء ذلك، عبر توفير الموارد المالية والمادية والدعم اللوجيستي للجماعات الإرهابية والمسلحة في جميع أنحاء العالم، ومنها التدخل السافر والعبثي في اليمن بدعم مليشيات الحوثي، وآخرها فضيحة الصواريخ الباليستية التي أطلقتها مليشيات الحوثي على العاصمة السعودية هذا العام 2017، هو نفس النظام الإيراني الذي كان وراء تفجير أبراج الخبر في السعودية عام 1996، حيث ثبت بالدليل القاطع أن إيران كانت مسؤولة عن الهجوم.
النظام الإيراني الفارسي هو المسؤول عن التدخل في الشأن العربي، بدءاً من تسميته للخليج العربي بالخليج «الفارسي» إلى تدخله في لبنان بدعم مليشيا «حزب الله» والتدخل في العراق بدعم مليشيات الحشد الشعبي وغيرها مثل الجيش الأحمر الياباني، والجيش السري الأرمني وجبهة تحرير البحرين.
النظام الإيراني الفارسي هو المسؤول عن التدخل في الشأن العربي، بدءاً من تسميته للخليج العربي بالخليج «الفارسي» إلى تدخله في لبنان بدعم مليشيا «حزب الله» والتدخل في العراق بدعم مليشيات الحشد الشعبي وغيرها مثل الجيش الأحمر الياباني، والجيش السري الأرمني وجبهة تحرير البحرين
الحرس «الثوري» الإيراني يُعتبر داعماً أساسياً للإرهاب مع فيلق القدس وجهاز الباسيج (المخابرات الخاصة) نظير جهاز الموساد الإسرائيلي القمعي، وجميعها تشكّل روافد الإرهاب التي يستخدمها النظام الإيراني في تصدير الفوضى والإرهاب.
التقرير الأميركي الحالي وأدلة الإثبات على تورط إيران وقطع الصواريخ الباليستية التي عرضتها واشنطن وغيرها، ليست التقرير الوحيد واليتيم، بل هو ضمن سلسلة من التقارير المتكررة، ففي يوليو (تموز) 2012 أصدرت وزارة الخارجية الأميركية تقريراً حول الإرهاب في جميع أنحاء العالم، ذكرت فيه حجم التمويل الذي تقدمه إيران للجماعات الإرهابية، وعلى رأسها تنظيم القاعدة، والذي ترفض إيران الإفصاح عن أسماء عناصره وقياداته المختبئين عند النظام الإيراني، وترفض تسليمهم للعدالة، بل وتساهلت إيران بالسماح لهم ببيع النفط السوري عبر أراضيها، ولكن رغم كل هذه الأدلة فإن العقوبات والتحرك الأميركي تجاه الإرهاب الإيراني لا يزال ضعيفاً، وينحصر في رغبة واشنطن في استخدامه ورقة ضغط لحلحلة الملف النووي الإيراني، وليس لإنهاء تصدير إيران للإرهاب بشكل حقيقي.
النظام الإيراني هو في الأصل نظام استبداد سياسي قمعي، ولا علاقة له بأي طائفة وإن تلبس ببعضها، فالعقدة الفارسية هي العليا على جميع أنواع الأنا الإيرانية، حتى مع من ظنوا أنهم شركاء إيران في الطائفة الدينية، فالنظام الإيراني وولاية الفقيه ورجال الدين في تصنيفه ومقاماتهم هم إيرانيون فرس في غالبيتهم، ولا يسمح باعتلاء المناصب الكبرى لغير الفرس، مما يؤكد علو الأنا والنرجسية الشوفينية الإيرانية تجاه الآخرين، وهي عقدة مزمنة لديهم.
يبقى أن نقول إن الشعب الإيراني يعاني الأمرَّين من هذا النظام الدموي، الذي أفقره وبدّد ثرواته ووظفها في دعم الإرهاب وصناعة الميليشيات التي بلعت رفاهية هذا الشعب المغلوب على أمره.
نقلاً عن " الشرق الأوسط "
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة