قضية فساد "الذهب والغاز".. كيف خرقت تركيا عقوبات أمريكا على إيران؟
فجرها كولن وصارت سر العداء مع أردوغان
رجل أعمال إيراني تركي، سيمثل أمام القضاء الأمريكي الأسبوع المقبل، على خلفية قضية فساد حول الالتفاف على العقوبات الأمريكية على إيران
سلطت إذاعة "آر.إف.أي "الفرنسية الضوء حول قضية "خديعة الذهب والغاز بين أردوغان وطهران"، موضحة أن "رجل الأعمال الإيراني التركي، رضا زارب، سيمثل أمام القضاء الأمريكي الأسبوع المقبل، ما أثار احتقان أنقرة، على خلفية قضية فساد تطال دائرة مقربة من أردوغان حول الالتفاف على العقوبات الأمريكية المفروضة على طهران".
وذكرت الإذاعة الفرنسية "أن أنقرة عليها أن تدفع ثمن التفافها حول العقوبات الأمريكية بمساعدة إيران"، موضحة أن "رجل الأعمال التركي الإيراني، متهم بانتهاك العقوبات على إيران، بمقايضة الغاز بالذهب، إلا أن هذه القضية متورط فيها مسؤولون أتراك مقربون من الرئيس التركي رجل طيب أردوغان".
وأضافت الإذاعة أن الحكومة التركية اعتبرت هذا التحقيق، مؤامرة ضد تركيا"، معتبرة أن "رجل الأعمال التركي رهينة القضاء الأمريكي".
- "لوبي" الاستثمار بين إيران وفرنسا مرعوب من ماكرون
- عقوبات أمريكية جديدة على أفراد وكيانات مرتبطين بإيران
ورضا زارب، رجل أعمال تركي إيراني، متزوج من مطربة تركية، لعب دوراً بارزاً منذ فترات طويلة وبعد إقامته في تركيا في نقل كميات كبيرة من الذهب تقدر بما يزيد على 10 مليارات دولار، وتم توقيفه العام الماضي في الولايات المتحدة، إلا أن التحقيقات في القضية، ستبدأ في نيويورك الأسبوع المقبل، ومتورط معه في قضية انتهاك العقوبات ضد إيران المصرفي التركي محمد هاكان أتيلا.
وأشارت الإذاعة إلى أن هذه القضية تسهم في تعقيد العلاقات المتوترة أصلا بين الولايات المتحدة وتركيا، لاسيما وأن الاقتراب من هذا الملف سيحدث انفجاراً في العلاقات بين البلدين، لأن المتورط فيها من دائرة قريبة من أردوغان، واتضح بعد ذلك، أنها كانت إرضاءً له".
وكان الرئيس التركي قد أدان مرارًا وتكرارًا، مجرد طرح القضية، وذلك خلال لقاءاته بمسؤولين أمريكيين في عدة مناسبات، كما وصف أردوغان هذه القضية بأنها "خطوة ضد الجمهورية التركية"، كما وصفها نائب رئيس الوزراء التركي، بكير بوزداج، "بأنها قضية سياسية وليست قضائية".
وبحسب صحيفة "لوفيجارو" الفرنسية، فإن "تاريخ تلك القضية يرجع إلى عام 2013، حين ألقت السلطات التركية القبض على رجل الأعمال رضا زارب، لضلوعه في قضية فساد، بمقايضة الذهب بالغاز إلى إيران، عن طريق تسهيل وزير من مقرب من أردوغان، إلا أن الرئيس التركي تدخل في التحقيقات، وتم إبعاد المحققين في القضية، وأسقطت التهم، غير أن هذه القضية أثارت السلطات الأمريكية ودفعتها للتحقيق في الوقائع.
سر كولن
وتابعت الصحيفة أن "سر العداء بين أردوغان وبين الداعية فتح الله كولن، هو أن الأخير هو من كشف تلك القضية، وكان ذلك بداية الخلاف بينهما، حتى اتهمه في النهاية بالعقل المدبر لمحاولة الانقلاب الفاشل في يوليو/تموز الماضي".
وأضافت الصحيفة أن "القضية تركز على 3 رجال، كلهم يعرفون أردوغان بصفة شخصية، ويشتبه في أن رضا زارب، وهو تاجر ذهب من أصل تركي ايراني، يساعد الحكومة التركية في الالتفاف على العقوبات الأمريكية المفروضة على التجارة مع ايران عن طريق استخدام الذهب والسلع غير النقدية الأخرى لدفع ثمن الغاز الإيراني".
وساعد زارب كل من ظافر كاجليان، الذي كان آنذاك وزير الاقتصاد التركي، وسليمان أصلان مدير عام بنك حكومي تركي.
ووفقاً للعقوبات المفروضة من قبل الولايات المتحدة الأميركية والاتحاد الأوروبي على إيران منذ مارس/آذار 2012، لا يحق لطهران استخدام خدمة "سويفت" المصرفية لنقل الأموال، ولكن سلطت تقارير الصحافة الإيرانية والتركية الضوء على دور "خلق بانك" في اختراق هذا الحظر لصالح إيران.
ويشار إلى أن أردوغان نفسه قد تحدث علنا في الماضي عن رغبته في كسر العقوبات الأمريكية على إيران، وتحديدا في مؤتمر صحفي عقد في إسطنبول في ديسمبر/كانون الأول 2012.
وعادت الإذاعة الفرنسية قائلة إن "القضاء الأمريكي حصل على مكالمات هاتفية سجلتها الشرطة التركية وتم تسريبها في عام 2013، وجاء بها حديث عن تورط الرئيس أردوغان وأبنائه في قضايا فساد، أثناء تقديم لوائح الاتهام في قضية تتعلق بالتورط في التحايل على العقوبات المفروضة على إيران".
في ذلك الوقت، رفضت حكومة أردوغان هذه التسجيلات التي كانت تدين أصحابها وتضعهم تحت طائلة القانون، وزعمت أنها مزورة من قبل "خصومه الخائنين الذين تسللوا إلى الشرطة التركية والقضاء".
وبموجب هذه الوثائق، تم اتهام 9 أشخاص، من بينهم وزير الاقتصاد السابق ومصرفي كبير، الشهر الماضي بمحاولة التحايل على العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة الأمريكية على إيران.
وبحسب التسجيلات، تحدث أردوغان مع المتهمين حول الحاجة إلى إحياء الصادرات التركية واستعادة الإنجازات العالية التي تحققت في العام الماضى، كما أشارت بعض التسجيلات الهاتفية إلى سماع ثلاثة من المتهمين يبحثون خلال لقاء لهم مع أردوغان وتعليماته آنذاك بزيادة التجارة التركية مع إيران، رغم العقوبات الأمريكية.
وكانت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، كشفت الشهر الماضي، أن التحقيقات أثبتت أن تلك التسجيلات تعد بمثابة توثيق لمؤامرة قام بها مسؤولون أتراك كبار لمساعدة إيران على الالتفاف على العقوبات الأمريكية عن طريق مقايضة الذهب بالغاز"، موضحة أن "التسجيلات لم توثق فقط خطة كبار المسؤولين، وإنما وثقت الدافع وراءها، والذي ليس سوى الرغبة في إرضاء شخص واحد، هو رئيس وزراء تركيا آنذاك والرئيس الحالي رجب طيب أردوغان".
في ديسمبر/كانون الأول 2013، اعتقل رضا زارب في تركيا كجزء من فضيحة فساد ضخمة للدائرة الداخلية للرئيس أردوغان، واتهمه القضاء التركي بالضلوع في الاتجار غير المشروع للذهب مع إيران، بالتنسيق مع وزراء من حزب المحافظين "الحكومة الإسلامية" في أنقرة.
aXA6IDEzLjU4LjE2MS4xMTUg جزيرة ام اند امز