أشهر معتقلة إيرانية تتهم قضاء بلادها بقتل معارض
نرجس محمدي الناشطة الإيرانية المعتقلة منذ عام 2016 تتهم سلطات القضاء ومؤسسة السجون في بلادها بالضلوع في جريمة قتل معارض إيراني شاب.
اتهمت نرجس محمدي، الناشطة الإيرانية المعتقلة منذ عام 2016، سلطات القضاء ومؤسسة السجون في بلادها بالضلوع في جريمة قتل معارض شاب طعنا داخل سجن محلي سيئ السمعة، مطلع الشهر الجاري.
وأوضحت محمدي، التي تٌعرف بأشهر معتقلة في إيران والمدانة بالسجن لـ16 عاما بزعم الدعاية ضد النظام الثيوقراطي، في بيان لها، أن قتل علي رضا شير محمدي (21 عاما) في معتقل طهران الكبير أو "فشافويه" يعد دليلا يعكس عدم كفاءة مسؤولي القضاء وكذلك السجون.
وذكر البيان الذي نشره موقع حملة حقوقية تدعي "الدفاع عن السجناء السياسيين" تدار من خارج إيران، أن هناك حالات قتل مريبة حدثت لنشطاء مدافعين عن حقوق الإنسان ومعارضين داخل السجون الإيرانية على مدار السنوات الأخيرة، في حين لم تشكل السلطات حتى الآن لجنة تحقيق واحدة لبحث تلك الوقائع بشكل محايد.
وأكدت نرجس محمدي أن وقائع القتل على هذه الشاكلة ستستمر داخل سجون بلادها، في ظل غياب أي نوع من الرقابة والتفتيش تضطلع بها مؤسسات إيرانية مستقلة.
وتطرقت إلى أن معتقلين آخرين ممكن أن يتعرضوا لنفس مصير علي رضا شير بسبب عدم الفصل داخل أغلب زنازين السجون الإيرانية بين الجناة الخطرين وبين المتهمين في قضايا سياسية.
وأشارت الناشطة الحقوقية البارزة التي ترفض سلطات بلادها الإفراج عنها رغم تعرضها لمصاعب صحية على مدى أشهر إلى أن ناشطات حقوقيات مثل زينب جلاليان، وسبيده قليان، ومرجان داوري تعانين بسبب وجودهن رهن السجن إلى جانب متهمات أخريات في قضايا جنائية، وسط تجاهل من جانب المسؤولين المختصين.
وأصدر القضاء الإيراني حكما في يوليو/تموز 2018، يقضي بمعاقبة علي رضا شير بالسجن لـ8 سنوات بزعم إهانة المرشد الإيراني علي خامنئي، والدعاية ضد نظام ولاية الفقيه المسيطر على حكم البلاد منذ 40 عاما؛ فيما كان ينتظر المعارض الإيراني جلسة استئناف لإعادة النظر بالحكم في 9 يوليو/تموز المقبل.
ومساء الإثنين 10 يونيو/حزيران الجاري، تعرض علي رضا شير محمدي لهجوم بسكين من قبل متهمين جنائيين اثنين داخل محبسه في سجن فشاويه، أسفر عن مقتله بعد تلقيه قرابة 30 طعنة، وسط تأكيدات من محاميه بعدم وجود خصومة سابقة مع المتهمين.
وكشفت والدة المعارض الإيراني في أعقاب تشييع جثمان نجلها عن تلقي الجناة أوامر عليا لتنفيذ جريمتهم، في إشارة ضمنية إلى تورط مسؤولين نافذين داخل مؤسسة السجون الإيرانية وأيضا محققين قضائيين.
وكذبت الاتهامات التي وجهها القضاء الإيراني لنجلها القتيل سواء بإهانة المرشد علي خامنئي أو "التجديف"، معتبرة إياها مزاعم باطلة بلا أدلة، على حد قولها.
وأعلنت والدة علي رضا شير تعرض أسرتها لضغوط أمنية بهدف مواراة جثمانه الثرى سريعا، حيث شيعت جنازته وسط صمت تام، في حين حذرتهم السلطات الإيرانية من إقامة مراسم للعزاء.