خلافا للقوانين الدولية.. إيران تقر بتجنيد "الأطفال" للقتال
وزير التعليم الإيراني يلمح إلى الاستعانة بطلاب المدارس في ساحات القتال على غرار الحرب لثماني سنوات مع العراق بثمانينيات القرن الماضي.
"إيران لديها فعليا 14 مليون طالب حال اندلاع الحرب سينخرطون في ساحات القتال".. بهذه التصريحات المثيرة للجدل أقر وزير التعليم الإيراني محمد بطحائي بتجنيد بلاده للأطفال كمقاتلين خلافا للقوانين الدولية التي تحظر ذلك.
ونقلت وسائل إعلام محلية عن بطحائي قوله إن هؤلاء الطلاب سيضحون بأرواحهم على غرار أحداث حرب الثماني سنوات مع العراق (1981 - 1988) والتي تطلق عليها طهران مرحلة "الدفاع المقدس"، وفق أدبيات نظام ولاية الفقيه الدعائية.
- صورة "قتيل إيراني في سوريا" تفضح جرائم نظام الملالي بحق الأطفال
- تلفزيون إيران يغسل أدمغة الأطفال برسوم متحركة تدعو للقتال خارجيا
تصريحات الوزير الإيراني تزامنت مع التوتر الراهن إثر إرسال الولايات مزيدا من العتاد عسكريا إلى المنطقة، لكن نشطاء حقوقيين إيرانيين اعتبروا حديثه تأكيدا على دور النظام الثيوقراطي التخريبي طوال عقود.
وكشفت إذاعة زمانه (ناطقة بالفارسية وتبث من هولندا) أن انتهاكات حقوق الأطفال وتجنيدهم للقتال ليس أمرا جديدا في إيران، حيث تشير أرقام رسمية إلى أنها استخدمت على الأقل 36 ألف طالب مدرسي خلال حربها مع العراق، لقي أغلبهم مصارعهم بنسبة تقارب قتلى الجيش النظامي حينها.
وتؤكد بيانات رسمية حديثة أن مليشيا الباسيج المنخرطة داخل كيانات اجتماعية عديدة في إيران، جندت قرابة 7 ملايين طالب في عام 2018 بهدف استخدامهم على سبيل الدعاية في مواقع عسكرية.
سوء استغلال ممنهج للأطفال في إيران من قبل نظام ولاية الفقيه على مدى 40 عاما دون اعتبار لصغر سنهم أو مراعاة ظروفهم الجسمانية والنفسية، في حين دأبت وسائل الإعلام المرئية والمسموعة على جذب انتباههم دعائيا بغية المشاركة في معارك خارج الحدود.
وفضحت تقارير إخبارية مرارا نهج نظام الملالي في استغلال الأطفال بأعمال عسكرية عدائية تسعى إيران من خلالها لتنفيذ مخططاتها لزعزعة أمن واستقرار المنطقة؛ فيما تشير صور شواهد قبور مخصصة لدفن قتلى المليشيات في إيران إلى وجود قبور لأطفال تتراوح أعمارهم بين 14 و15 عاما.
وفي فبراير/ شباط 2018 تداولت على منصات التواصل الاجتماعي صوراً لمعسكر تدريبي خاضع لسيطرة الباسيج "التعبئة العامة" في منطقة صحراوية جنوب غرب إيران، حيث ينخرط به طلاب إيرانيون يرتدون بزات عسكرية على حمل السلاح، وكذلك القيام بتدريبات عسكرية لاقتحام مواقع وأسر جنود أمريكيين وإسرائيليين، حسبما أوردت وكالة أنباء فارس المقربة من مليشيا الحرس الثوري الإيراني.
وفي سياق متصل، أثارت تصريحات الوزير الإيراني غضب رواد منصات التواصل الاجتماعي الذي وجهوا سهام النقد إليه لحديثه عن تجنيد طلاب المدارس بدلا من إصلاح المدارس المتضررة منها في المناطق المنكوبة التي اجتاحتها الفيضانات مؤخرا، أو مواجهة ظاهرة تعاطي المخدرات بين الطلاب الإيرانيين.
وأكد نشطاء إيرانيون أن إرسال الأطفال إلى الحرب يعد أمرا غير شرعي، خاصة وأن مليشيا الحرس الثوري الإيراني استغلت مراهقين أغلبهم من الأفغان تقل أعمارهم عن 14 عاما بهدف إرسالهم إلى القتال ضمن مليشيا فاطميون الموالية لطهران في سوريا التي تنخرط بها مليشيات إيرانية مسلحة منذ عام 2011.
يشار إلى أن التلفزيون الإيراني يبث عشرات الأفلام الموجهة للأطفال ليلا ونهارا، حيث تتضمن محتوياتها تركيز الانتباه على مقاتلي تلك المليشيات، إضافة إلى استغلال الدين بهدف غسل أدمغة الطلاب الإيرانيين في داخل البلاد.
aXA6IDMuMTQ3LjQ3LjE3NyA= جزيرة ام اند امز