الاحتجاجات العمالية في إيران "تتسع" وسط تداعيات كورونا
تجار وعمال إيرانيون متضررون من الظروف الراهنة يلجأون للاستعانة بمواقع التواصل الاجتماعي للتعبير عن مطالبهم
زادت وتيرة الاحتجاجات العمالية في إيران مع دخول أزمة فيروس كورونا المستجد شهرها الثالث منذ الإعلان عنها رسميا في 19 فبراير/شباط الماضي.
واحتجت شرائح اجتماعية مختلفة بينها العمال والسائقون والمتقاعدون والتجار خلال الأيام القليلة الماضية في أنحاء متفرقة من إيران.
وأصدر المعترضون بيانات ورسائل مفتوحة طالبوا فيها حكومة الرئيس الإيراني حسن روحاني بمنحهم حزم دعم نقدي بسبب أزمة فيروس كورونا.
ويبدو أن تداعيات كورونا الاقتصادية ستكون وخيمة بالنسبة لإيران في ظل الأداء الحكومي الذي وصفه معارضون بالمتقاعس، حسبما أوردت صحيفة كيهان لندن المعارضة التي تتخذ من بريطانيا مقرا لها.
وتجمعت أعداد كبيرة من عمال البلدية أمام مقر حاكم مدينة مسجد سليمان بمحافظة خوزستان (جنوب غرب إيران)، أمس السبت، للمطالبة بالحصول على رواتبهم المتأخرة منذ 3 أشهر.
وكشف العمال المتظاهرون أن بلدية مدينة مسجد سليمان ليس لديها برامج حاليا لدفع رواتبهم المتأخرة ما زاد مخاوفهم بسبب الوضع الراهن.
وأدى تأخر الرواتب لنحو 5 أشهر إلى احتجاج عمال بلدية مدينة لوشان بمحافظة جيلان الواقعة في شمال إيران، معربين عن غضبهم من تجاهل المسؤولين المختصين مطالبهم.
وشهدت مقاطعة قروة بمحافظة كردستان في شمال إيران احتجاجات متكررة من قبل تجار أمام مقر البلدية ومكتب إمام الجمعة اعتراضا على عدم الاستقرار الاقتصادي وغياب الدعم الحكومي.
ولجأ تجار وعمال إيرانيون متضررون من الظروف الراهنة للاستعانة بمواقع التواصل الاجتماعي للتعبير عن مطالبهم التي أبرزها الإعفاء مؤقتا من دفع فواتير الطاقة والديون وغيرها.
وتظاهر كذلك مئات من سائقي الحافلات المتقاعدين أمام مبنى بلدية العاصمة طهران للاحتجاج على عدم تلقيهم إعانات نقدية.
انتقد نشطاء إيرانيون عبر مواقع التواصل الاجتماعي مؤخرا إجبار الحكومة الإيرانية العمال على الذهاب لمقار عملهم في ظل تفشي فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) داخل البلاد، وهو ما وصفوه بـ"التمييز الطبقي".
ولم تفرض السلطات الإيرانية حجرا صحيا كاملا على الرغم من شيوع المرض المعروف علميا باسم (كوفيد- 19) بأغلب أقاليم البلاد، واكتفت ببث نصائح للسكان بالبقاء في المنازل احترازيا.
وشنت السلطات الإيرانية مؤخرا اعتقالات ضد نشطاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي بعد منشورات لهم انتقدت إهمال صحة العمال والموظفين وسط انتشار كورونا بسرعة محليا.
ويواجه النظام الإيراني اتهامات من المعارضين بإخفاء أعداد ضحايا كورونا، وسوء الإدارة، وعدم الامتثال للمعايير والنماذج المختبرة في العالم لمواجهة جائحة الفيروس التاجي.
وذكرت وزارة الصحة الإيرانية في آخر إحصائية صادرة عنها أن أكثر من 5 آلاف شخص توفوا وأصيب أكثر من 80 ألفا بفيروس كورونا المستجد في البلاد.