حكومة إيران تجبر العمال والموظفين على العمل رغم "كورونا"
السلطات الإيرانية شنت مؤخرا اعتقالات ضد نشطاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي بعد منشورات لهم انتقدت إهمال صحة العمال والموظفين
انتقد نشطاء إيرانيون عبر مواقع التواصل الاجتماعي، إجبار الحكومة الإيرانية للعمال والموظفين على الذهاب لمقار عملهم في ظل تفشي فيروس كورونا المستجد (كوفيد19) داخل البلاد، وهو ما صفوه بـ"التمييز الطبقي".
وذكرت صحيفة كيهان لندن المعارضة التي تصدر بالفارسية من بريطانيا في تقرير لها، الأربعاء، أن الوزارات الإيرانية لم تغير نظام ساعات عمل موظفيها رغم ظروف انتشار فيروس كورونا في أغلب محافظات البلاد.
- إيران تتأهب لموجة ثانية من "كورونا" بـ"تدابير صعبة"
- لماذا طردت إيران فريق "أطباء بلا حدود" لمواجهة كورونا؟
واعتبر التقرير أن هذا الأمر قد أثار حفيظة الموظفين والعمال الإيرانيين بسبب تجاهل مخاطر إصابتهم وعائلاتهم بالفيروس القاتل.
وأكدت صحيفة كيهان لندن أن وضع العمال أسوأ من وضع الموظفين، حيث لم تصدر حكومة طهران أي تعليمات لتقليل ساعات العمل، وفي غياب الأمن الوظيفي، يجب على العمال الامتثال لمطالب أصحاب العمل.
ولم تفرض السلطات الإيرانية حجرا صحيا كاملا على الرغم من شيوع المرض المعروف علميا باسم (كوفيد- 19) بأغلب أقاليم البلاد، واكتفت ببث نصائح للسكان بالبقاء في المنازل احترازيا.
وتعد إيران إحدى الدول الست الأولى عالميا من حيث عدد ضحايا فيروس كورونا المستجد، وتحتل المرتبة الثالثة في أعداد الوفيات بعد إيطاليا والصين.
وبلغت آخر حصيلة رسمية لإصابات فيروس كورونا في إيران 27 ألف شخص، ووصلت الوفيات إلى 2077 شخصا.
ويضطر آلاف العمال الإيرانيون للبقاء أكثر من 8 ساعات يوميا بالعديد من المصانع، وسط غموض بشأن اتخاذ إجراءات التعقيم وتوزيع أدوات الوقاية مثل الأغطية والقفازات، حسب الصحيفة.
ودعا الرئيس الإيراني حسن روحاني في تصريحات بثها التلفزيون الرسمي، السبت الماضي، إلى أن بلاده ستفعل ما بوسعها لإعادة الإنتاج الاقتصادي إلى طبيعته، قبل أن يتهم من نعتهم بمعادين للثورة بالتآمر لوقف الإنتاج داخل إيران، على حد زعمه.
وقد دفعت هذه التصريحات أصحاب العمل إلى إيجاد أعذار لزيادة نوبات العمل إلى 3 نوبات بدلا من نوبة واحدة، وسط مخاوف من انتشار العدوى بين مئات العمال داخل صالات الإنتاج، وفق كيهان لندن.
وأضرب أكثر من 3 آلاف عامل بمنجم في محافظة كرمان الواقعة وسط البلاد، الأسبوع الماضي، بسبب إجبارهم على العمل رغم تفشي فيروس كورونا في البلاد.
وأشار التقرير إلى أن كبار الموظفين الحكوميين ومديري الشركات المقربين من النظام الإيراني هم من سمح لهم بالبقاء في منازلهم وعدم الذهاب للعمل.
وتوفي 6 موظفين مصرفيين إيرانيين على الأقل خلال الأيام الماضية جراء إصابتهم بفيروس كورونا، في حين أصيب حوالي 7 آخرين.
وتداول مستخدمون إيرانيون مقطع فيديو على مواقع التواصل يظهر زوجة أحد عمال شركة "إيران خودرو" للسيارات تروي فيه تفاصيل إصابة زوجها بفيروس كورونا، دون اكتراث من إدارة عمله بمنحه عطلة على الرغم من ظهور أعراض المرض عليه.
وتطرقت "كيهان لندن" إلى أن هناك مصانع إيرانية لا تهتم بفحص درجة حرارة موظفيها قبل دخولهم إلى أماكن عملهم يوميا.
وشنت السلطات الإيرانية مؤخرا اعتقالات ضد نشطاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي بعد منشورات لهم انتقدت إهمال صحة العمال والموظفين وسط انتشار كورونا بسرعة محليا.
وعلى صعيد متصل، انتقدت الجمعية الإيرانية لعلم الحساسية والمناعة تصريحات لرئيس البلاد حسن روحاني قال فيها إن 70% من الإيرانيين سيصابون بفيروس كورونا المستجد.
واعتبرت الجمعية في بيان لها أن تصريحات روحاني تتعارض مع مبادئ الصحة العامة وآداب مهنة الطب، لكونها تعرض حياة حوالي مليوني إيراني للخطر، وسط عدم فرض حجر صحي على كامل المدن الإيرانية بشكل ينذر بعواقب وخيمة.
وطالب البيان روحاني بسرعة البدء في تقليص الأنشطة غير الضرورية داخل الإدارات الحكومية وكبح حركة المرور في داخل وخارج المدن الكبرى.