لماذا طردت إيران فريق "أطباء بلا حدود" لمواجهة كورونا؟
"أطباء بلا حدود" حصلت على تصاريح رسمية من قبل السلطات الإيرانية للبدء في تدشين مستشفى ميداني لعلاج مصابي كورونا في أصفهان
كشفت محطة إخبارية ناطقة بالفارسية من بريطانيا أن السلطات الإيرانية طلبت مساعدة من منظمة "أطباء بلا حدود" لمواجهة تفشي فيروس كورونا المستجد (كوفيد 19) داخل البلاد، قبل أن تلغى لاحقا عمل فريق تابع للمنظمة الدولية.
ونشرت محطة إيران إنترناشونال الإخبارية في تقرير لها، الأربعاء، وثائق تفيد بأن 3 وزارت إيرانية هي: الخارجية والداخلية والصحة، نسقت مع منظمة "أطباء بلا حدود" لتدشين مستشفى ميداني لعلاج المصابين بكورونا في محافظة أصفهان الواقعة وسط إيران.
- إيران تتأهب لموجة ثانية من "كورونا" بـ"تدابير صعبة"
- إيران تلغي عمل فريق طبي دولي يشارك بمواجهة كورونا
وذكرت وكالة أنباء الطلبة الإيرانية (شبه رسمية) أيضا، أمس الثلاثاء، أن وزارة الاستخبارات نسقت إجراءات رحلة سفر فريق طبي تابع لمنظمة "أطباء بلا حدود"، حيث ضم 9 أطباء واختصاصيين وصلوا على متن طائرة محملة بمعدات طبية من فرنسا، مطلع الأسبوع الجاري.
وسرعان ما حذفت الوكالة الإخبارية الإيرانية تقريرها الوارد به تفاصيل متابعة الاستخبارات رحلة فريق منظمة "أطباء بلا حدود" إلى إيران، دون تقديم تفسير لهذه الخطوة بعد ساعة من نشر التقرير.
وأشارت "إيران إنترناشونال" إلى أن سلطات طهران طردت فريق منظمة "أطباء بلا حدود" غير الحكومية من أراضيها بفعل ضغوط من أصوليين موالين للمرشد الإيراني علي خامنئي عقب خطاب للأخير، الأحد الماضي، اتهم فيه (خامنئي) الولايات المتحدة بتصنيع فيروس كورونا معمليا واستهدافها عبر جزء منه جينات الإيرانيين، على حد زعمه.
وأظهرت الوثائق التي توصلت إليها المحطة الناطقة بالفارسية، أن إيران سعت، قبل خطاب خامنئي، للحصول على مساعدة من قبل "أطباء بلا حدود" لمواجهة فيروس كورونا المتفشي على نطاق واسع في العديد من الأقاليم.
ولم تقتصر مساعي المسؤولين الإيرانيين، حسب الوثائق، على تدشين المنظمة الدولية مستشفى ميداني في أصفهان فحسب، بل شملت تعزيز المستوى العلمي للكوادر الطبية والتواصل العلمي مع "أطباء بلا حدود" المعروفة بأنشطتها إزاء مواجهة الكوارث والأوبئة.
وعارض حسين شريعتمداري رئيس تحرير صحيفة كيهان المحلية المقربة من مكتب المرشد الإيراني علي خامنئي، الإثنين، إرسال منظمة "أطباء بلا حدود" معدات طبية إلى بلاده بدعوى دعم فرنسا لمشاريع أمريكا ضد إيران، حسب زعمه.
وزعم النائب البرلماني الإيراني الأصولي بمحافظة أصفهان حسين علي دليجاني أن "أطباء بلا حدود" تسعى لإجراء أبحاث حول فيروس كورونا بعيدا عن أنظار المتخصصين في بلاده، وكذلك التوصل إلى نتائج حول مدى تأثير المرض "المشبوه" على جينات الشعب الإيراني، وفق قوله.
وتبنى مسؤولون إيرانيون معارضة لوجود فريق منظمة "أطباء بلا حدود" داخل البلاد بعد اتهامات خامنئي التي تبنى فيها نظرية المؤامرة تجاه ظهور فيروس كورونا المستجد في إيران.
واعتبرت المنظمة الدولية أن قرار طرد فريقها الطبي وإلغاء عمله في محافظة أصفهان في إيران غير مفهوم، حسب بيان صادر عنها.
وأشار البيان إلى أن "أطباء بلا حدود" حصلت على تصاريح رسمية من قبل السلطات الإيرانية للبدء في تدشين مستشفى ميداني لعلاج مصابي كورونا في أصفهان، ثاني محافظة إيرانية متضررة بالفيروس القاتل بعد العاصمة طهران.
وأيدت جهات إيرانية بينها اللجنة الوطنية لمكافحة كورونا، ومكتب التعاون الدولي بوزارة الصحة، الحصول على مساعدة منظمة "أطباء بلا حدود" في أزمة كورونا، وفق وثائق إيران إنترناشونال.
وتشير الوثائق إلى أن هناك احتياجا لاستكمال نقص الأسرًة الطبية بنحو 4 آلاف سرير طبي في عدد من المحافظات الإيرانية بينها مشهد، وطهران، وقم.
واختتمت "إيران إنترناشونال" تقريرها بأن حضور "أطباء بلا حدود" داخل إيران كان ينقسم لعدة مراحل أولها تدشين مستشفيات ميدانية، ثم تجهيز حدات للعناية المركزة، وإرسال المزيد من الفرق الطبية والتمريضية للمساهمة في علاج المصابين بكورونا.
aXA6IDE4LjIyMy4yMDkuMTI5IA== جزيرة ام اند امز