الفساد يضرب مؤسسة خاضعة لخامنئي.. تدثرت بستار الخير مقابل رشاوى
السلطات الإيرانية تعتقل مدير فرع إحدى أكبر المؤسسات ذات الطابع الخيري في البلاد على خلفية تهم بالفساد.
اعتقلت السلطات الإيرانية مدير فرع إحدى أكبر المؤسسات ذات الطابع الخيري في البلاد على خلفية تهم بالفساد، والحصول على رشاوى مالية مقابل تسهيل صفقات مشبوهة لبيع أراض متميزة بثمن بخس.
يأتي ذلك في الوقت الذي يشكو فيه قطاع عريض من الإيرانيين من تفشي المحسوبية والفساد بأغلب المؤسسات الرسمية، ولا سيما الخاضعة لسيطرة المرشد الإيراني علي خامنئي والحرس الثوري.
وأوردت وكالة أنباء "تسنيم" شبه الرسمية، الأحد، نقلا عن الادعاء العام في مدينة كرج الواقعة غرب طهران أن المتهم يدير فرعا لمؤسسة "المستضعفين" في محافظة ألبرز شمالي إيران، مشيرة إلى أنه جرى توجيه اتهامات له بتلقي رشوة لتمرير صفقات بيع أراضي بأسعار متدنية، في الوقت الذي لم تفصح السلطات عن هويته.
وقال رضا شاه كرمي، نائب المدعي العام الإيراني في كرج، إن المتهم قد أقر بما نسب إليه من حيث الحصول على مبالغ مالية غير محددة القيمة على سبيل الرشوة، وكذلك أراض خلال فترة توليه منصبه بالمؤسسة الإيرانية الخيرية والتي تسيطر على قطاعات تجارية واقتصادية واسعة النطاق داخل البلاد.
وتعد مؤسسة "المستضعفين"، التي تنشط تحت ستار العمل الخيري داخليا وخارجيا، إحدى أدوات نظام طهران للتوسع اقتصاديا بمنأى عن الإطار الحكومي، حيث يرأسها رجال دين أو أشخاص آخرون يتم اختيارهم، ويدينون بالولاء للمرشد الإيراني، وتمثل هذه المؤسسة إلى جانب كيانات أخرى نحو 15% من الاقتصاد المحلي.
وتعتبر"مؤسسة المستضعفين" أكبر المؤسسات التابعة لسيطرة المرشد ومليشيات الحرس الثوري حيث تدير نحو 140 مصنعا و120 منجما و470 مجمعا زراعيا صناعيا، و100 شركة مقاولات وعدد لا يحصى من التعاونيات الزراعية، كما أنها تمتلك أكبر صحيفتين في البلاد وهما "إطلاعات" و"كيهان".
وعلى صعيد متصل، اعترف إسحاق جهانجيري النائب الأول للرئيس الإيراني حسن روحاني بتفشي الفساد في أركان البلاد إلى حد وصوله إلى عدد من كبار المسؤولين الإيرانيين، في الوقت الذي اندلعت احتجاجات مؤخرا في البلاد بسبب تدهور الأوضاع المعيشية.
وأدلى "جهانجيري" بتصريحات لافتة ، أغسطس/ آب الماضي، قائلا: إن الفترة التي كان من المفترض بها التصدي للفساد لم يحدث هذا الأمر"، لافتا أن بعض المسؤولين في البلاد قد تلوثوا بالفساد، على حد تعبيره.
وتناولت الأوساط الإيرانية في الآونة الأخيرة، بحسب راديو فردا، الحديث حول شيوع "الفساد الممنهج" في البلاد، وتحدثوا عن دعم بعض المسؤولين النافذين في مؤسسات مختلفة لأوجه الفساد.
واعتبر "غلام علي جعفر زادة" النائب البرلماني الإيراني، في أبريل/ نيسان الماضي أن مكافحة الفساد يجب أن تبدأ من داخل مكتب المرشد الإيراني علي خامنئي، معرباً عن قلقه من تفشي الفساد في كافة مؤسسات البلاد إلى حد صعوبة مواجهته بالقانون.